ايام قليلة تفصلنا عن الذكرى الثانية لانفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب ٢٠٢٠، والحدث الابرز لنحو اكثر من اسبوعين هو التواطؤ مع الحرائق المندلعة في مبنى اهراءات القمح في المرفأ وعدم القدرة على السيطرة عليها او اذا صح التعبير عدم الرغبة في ذلك.
في هذا السياق أوضح عمر عيتاني، مدير عام ورئيس مجلس إدارة مرفأ بيروت في حديث خاص ل “الهديل” ان: ” اهراءات القمح من اختصاص وزارة الاقتصاد وليس ادارة المرفأ ولكن نحن كإدارة مرفأ اتخذنا جميع الاحتياطات وعملنا على عزل المنطقة بأكملها. اضافة الى اننا لم نحصل على اي تقرير رسمي في خصوص ماذا سيحصل في حال انهيار مبنى الاهراءات “كله حكي وتواصل شفهي” مع العلم اننا قمنا بارسال اكثر من رسالة ليتم الرد عليها”.
وأضاف:” وصلنا من المجلس الأعلى للدفاع ان نقوم بالابتعاد بقطر ٥٠ متر، لكننا قمنا بزيادة هذه المسافة لقطر ١٥٠ الى ٢٠٠ متر في بعض الأماكن وعزلنا رصيف ٧ و٨ و٩. كما قمنا بعمل خطة اخلاء بدأ العمل عليها منذ اسبوع بالتعاون مع الجيش اللبناني و الامن العام والجمارك بالإضافة للدفاع المدني والصليب الاحمر وفوج الاطفاء. كما انعقد إجتماع للمجلس الأعلى للدفاع تناول التواصل لتناغم الخطة مع طوارئ بيروت والبلدية في حال حصول اي اشكال حتى يكون الجميع على اتم الاستعداد.”
وعن سبب انهيار مبنى الاهراءات في هذا الوقت وليس عند حصول الانفجار يوضح عيتاني ان: ” مبنى الاهراءات ينقسم لقسمين، قسم شمالي وقسم شرقي وأحد هذه الأقسام الذي تضرر من الانفجار بالإضافة الى الحرائق التي اندلعت، فبعد قدوم الشركة الفرنسية بالتعاون مع وزارة الاقتصاد التي قامت بإزالة حبوب القمح الموجودة في الخارج و بقي حوالي ٨ الى ٩ طن موجودة في اسفل مبنى الاهراءات. وحسب تقاريرهم التي افادت ان لا قدرة لهم بالاقتراب للداخل منعاً لحدوث ارتجاج بسبب الآلات التي ستدخل لتقوم بعملية التفريغ. إضافة الى ان هذه الأطنان المتبقية هي بمثابة سند لمبنى الاهراءات وهناك تخوف في حال تم افراغها سيحصل تسرب للمياه وهذا ليس بالشيء الجيد. كما انه وصلنا في أواخر سنة ٢٠٢١ تقريباً تقرير يفيد بان انهيار مبنى الاهراءات محتمل الحدوث في آخر السنة وقمنا وقتها بأخذ جميع الاحتياطات، والان مع اندلاع الحريق والحديث عن تأثير حرارة الحريق على الحديد الموجود في المبنى في القسم الشمالي وتسارع وتيرة الانحناء حيث انتقل من 2.5 ملم باليوم إلى 2.5 ملم بالساعة إلى أن أصبح الإنحناء 6 ملم بالساعة كما أكد الخبراء المتابعين لانحناء الإهراءات زاد احتمالية حدوث الانهيار.”