(خاص الهديل)
يقول وزير الطاقة وليد فياض أن الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين قال له إنه يحمل مقترحاً إيجابياً بشأن ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل .
.. وبالمقابل فإن حزب الله استقبل الوسيط الاميركي بحملة إعلامية حربية نفسية ووضع لها شعار ” كاريش .. الوقت يتفذ !!”.
على مستوى الدولة، فهناك انتظار لماهية الصيغة التي ستسمح من خلالها بجمع الرؤساء الثلاثة بمناسبة عيد الجيش.
واضح ان الدولة غير موحدة ، وهي تبحث عن تسوية لتجمع الرؤساء الثلاثة داخل إطار صورة واحدة بمناسبة عيد الجيش الذي يعتبر من حيث أهميته هو ثاني عيد وطني بعد عيد الاستقلال. وهوكشتاين يريد في هذه الزيارة جواب لبناني رسمي موحد بخصوص المقترح الذي يحمله لإنهاء مشكلة ترسيم الحدود البحرية التي وصلت الآن إلى حافة نشوب حرب بين إسرائيل وحزب الله.
وتجدر الإشارة إلى أن وزيري خارجية إسرائيل واميركا، تناقشا هاتفيا قبيل سفر هوكشتاين إلى لبنان، حول زيارة الاخير، وحول تهديدات حزب الله بشأن حقل كاريش… وإثر نقاشهما صدر عن الخارجية الأميركية بيان يدعو لتسهيل الحل على يدي هوكشتاين.. ويبدو أن الوزير فياض الذي كان أول من التقى ” صديقه ” هوكشتاين عند وصوله إلى لبنان، عكس هذا الجو الذي يؤشر إلى أن واشنطن تريد حلا لترسيم الحدود البحرية ، وان هوكشتاين اتى إلى لبنان لإنجاز رغبة تحقيق هذا الحل الذي تريده إدارة بايدن .
يبقى السؤال ما هو مضمون هذا الحل ؛ وهل هو قريب من حق لبنان ، أم أنه لا يزال بعيدا عن ما تريده بيروت ، وهو بالتالي أقرب لصالح اسرائيل؟؟.
المقربون من واشنطن يقولون ان إدارة بايدن تريد حلا ، وهذا هو اولويتها؛ اما مضمون هذا الحل ؛ فهو ليس محل اهتمام من قبل إدارة بايدن، ولا من قبل ناظر خارجيته بلنكن. وعليه هناك تصور داخل فريق هوكشتاين يتخوف من ان تصبح مهمة الآخير رهينة ابتزاز كل من إسرائيل وحزب الله، ذلك أن تل أبيب وحارة حريك وطهران يعرفون أن هوكشتاين مقيد بتوجيهات بايدن وبلنكن بضرورة الوصول لحل الآن، وبغض النظر عن مضمونه؛ ولذلك فان الطرفين سيمارسان أكبر ضغط وابتزاز على هوكشتاين من أجل جعله تحت ضغط خوفه من فشل المفاوضات ، وهو أمر لا تريده إدارة بايدن، الى تقديم أكبر تنازلات لهما . و بنظر محيطين بهوكشتاين، فإن ازمة حولته هذه المرة تكمن بأن الوقت ليس معه بل مع تل أبيب وحزب الله، وتكمن بأنه لا يستطيع أن يدفع لإسرائيل وحزب الله معا، ثمن موافقتهما على الحل، وعليه قد تنقطع شعرة معاوية التي يمسك بها هوكشتاين اليوم، نتيجة شدة التجاذب بين إسرائيل وحزب الله.
أن أفضل حل – لكل الاطراف – هو إعادة الملف ال الناقورة حتي يتم استكمال التفاوض بشأن المنطقة المتنازع عليها بين الطرفين ، في حين يعطي الاميركي الضوء الاخضر كي يبدأ لبنان وإسرائيل بالتنقيب في المناطق التي لا نزاع بينهما عليها.
.. والواقع ان هذا الحل يعطي للجميع ” صورة الانتصار” المحتاجين له في هذه المرحلة : هوكشتاين وبلنكن يظهران بعيون بايدن أنهما خدما استراتيجيته الخاصة بحل هذه المشكلة قبل الشتاء وتأمين بدء وصول غاز حفل كاريش وأخواته إلى أوروبا.
. ومن جهته حزب الله سيرفع إشارة النصر قائلا انه مكن لبنان من بدء استخراج غازه، بغض النظر عن اي غاز وهل يوجد غاز في حقل قانا.
.. وايضا إسرائيل من جهتها، وبخاصة يائير لابيد الذاهب إلى انتخابات عامة مبكرة ضد نتنياهو ، فهو سيرفع إشارة النصر بدعوى انه جعل كاريش ينتج غازا، وءلك رغم تهديدات حزب الله.
وفي حال لم يستطع هوكشتاين تمرير هذا الاخراج وهذا الحل ، فهذا يعني أن هناك إمكانية كبيرة ان تنزلق عملية التهديدات بين إسرائيل والحزب إلى ” حرب محدودة لعدة أيام” ، او تتطور الى ” حرب متدحرجة كبيرة، قد تنخرط واشنطن فيها تحت عنوان تأمين خطوط التجارة الدولية والغاز في البحر المتوسط” .