الهديل

   عيد الجيش: “أم الصبي..”

بقلم بسام عفيفي

الأول من آب عيد الجيش. العيد الأقرب الى قلوب اللبنانيين.

العيد الذي يجسد الجيش معانيه بالممارسة، شعاره: “شرف؛ تضحية؛ وفاء”.

العيد الذي برهن فيه أهله من جنود وضباط وقادة، أنهم خارج سرب الأنانية اللبنانية المرعبة، وخارج منظومة الفساد، وليس لديهم من زادٍ الا حب لبنان وشعبه؛ وهو زاد يكفيهم لأنهم حماة وطن، رغم انه زادٌ لا يسكت جوع طفل.

العيد الذي يرفع له المواطنون من كل الاتجاهات قبعات الاحترام، وذلك لجيش صمد في عزّ المعاناة؛ وحمى في عزّ الانهيار؛ وأعطى القدوة بالتضحية في عزّ التخلي عن المسؤوليات…

… والعيد الذي يرفع فيه المواطنون جباههم لتلفحها شمس الجيش بأشعة الحرية والكرامة والعنفوان والوطنية.

لم يبق في الوطن الا وطنية الجيش؛ ولم يبق من المؤسسات إلا الجيش “أم الصبي”، والمؤسسة التي تفل الفولاذ ولا يصيبها وهنٌ؛ وتتحرك الجبال من مكانها، ولا تتحرك هي من منبت انتمائها لتربة وطن الأرز.

في عيد الجيش تحية للجندي اللبناني الذي يكتب في هذه الأيام الصعبة اسطورة التزامه بقسمه..

.. وفي عيد الجيش تحية للضباط الذين يسيرون على درب القدوة الصالحة أمام جهودهم..

وفي عيد الجيش تحية لقائد الجيش العماد جوزاف عون الذي حمى المؤسسة في أصعب ظرف؛ وحمى المواطن والوطن في زمن الفوضى والانهيار، والذي يكتب من موقعه الراهن، تاريخاً مشرفاً للجيش، وذلك على صفحة صامتة الا من الأعمال الناصعة.

الجيش الذي حمى الاستقرار؛ وحمى المؤسسات؛ وحمى حرية التعبير الديموقراطي السلمي؛ هو نفسه الجيش الباسل والمناقبي والأخلاقي الذي طارد أمس، ولا يزال يطارد اليوم، فلول مجرمي المخدرات ومخربي المجتمع من داخله، وخاض ضدهم الحرب الصعبة التي لا يشنها إلا من آمن بأنه من أجل حماية مجتمعه؛ لا يراعي اي اعتبار ولا أي خطوط حمر..

 

 

 

 

 

 

Exit mobile version