جاء في “المركزية”:
تسريبات خبيثة وملفّقة عن خلاف بين البطريركيّة المارونيّة والفاتيكان حول ثوابت القضيّة اللّبنانيّة، وهمس بأنّ الكرسيّ الرّسوليّ لا يريد التدخّل في قضيّة المطران موسى الحاج. في التسريبات هذه وفي الهمس استمرار لغرفةٍ سوداء إحترفت تمرير رسائل مشفّرة بنكهة “حلف الأقليّات” مرفدة باستعراضات ميدانيّة آخرها في رميش، انتهاء إلى تثبيت أن لا انتخاب رئيس قبل “التّوافق عليه” و”إقرار الإصلاحات في مجلس النواب” بما يؤكّد الانقلاب على الدّستور، والاعتداء على موقف سيّد بكركي المتلائم بالكامل مع الدّستور، وهو أبّ طائفة كيانيّة تأسيسيّة.
في سياق الرّد على التّسريبات الخبيثة الملفّقة عن خلاف بين البطريركيّة المارونيّة والفاتيكان حول ثوابت القضيّة اللّبنانيّة ومنهجيّة مقاربتها في اللّحظة الراهنة، تعتبر مصادر كنسيّة مطّلعة على دبلوماسيّة الكرسيّ الرسوليّ أنّ “الفاتيكان والبطريركيّة المارونيّة ومعهما قوى حيّة من كلّ المكوّنات الرّوحيّة يستشعرون عمق التّهديد الوجوديّ الذي يواجهه الكيان اللّبنانيّ، وبالتّالي فإنّ العودة إلى الدّستور والتأكيد على صيغة العيش معاً والميثاقيّة، واستعادة الثّقة مع العالم العربيّ والمجتمع الدّوليّ، وإنجاز التّحقيق في تفجير مرفأ بيروت وفق ما يطلبه أهالي الضحايا، وتحقيق الإصلاحات البنيويّة، وتطبيق سياسة خارجيّة أساسها الحياد الإيجابيّ، وإنفاذ سياسة دفاعيّة، تبسط القوى الشرّعيّة العسكريّة الأمنيّة سلطتها وحدها من خلالها على الأراضي اللّبنانيّة والحدود، ومكافحة الفساد، وتنفيذ اللّامركزيّة الإداريّة الموسّعة وإنشاء مجلس شيوخ، وبالتّالي بناء دولة المواطنة السيّدة الحرّة العادلة المستقلّة، كلّ هذه تشكّل هاجساً لمواجهة عمق هذا التّهديد الوجوديّ الذي يتمثّل بتعميم فكرة حلف الأقليّات واستدعاء الحمايات، وتشييد المنعزلات المذهبيّة بأيديولوجيّات مستوردة خارج الاختبار التّاريخيّ للشّعب اللّبنانيّ، وكلّ كلام عن خلاف فاتيكاني – ماروني هو وهمٌ وعبث”.
أمّا في ما يعنى بالاستحقاق الرئاسيّ، تضيف المصادر الكنسيّة المطّلعة على دبلوماسيّة الكرسيّ الرسوليّ بأنّ هناك “توافقاً تاماً بين البطريركيّة المارونيّة والفاتيكان حول مواصفات الرّئيس العتيد، والأولويّات الواجب أن يحملها بناءً على الثّوابت، لكنّ الأهمّ أنّ ثمة وعياً أنّ حالة تعطيليّة للدّستور سيمارسها من سيستعين بفائض قوّة لتغيير الصّيغة اللّبنانيّة وفرض مؤتمر تأسيسيّ، وهذا ما سيتمّ التّصدّي له، وليس صحيحاً أنّ قنوات مفتوحة لقبول طرح مماثل كما يسعى البعض للإشارة من باب أنّ اتّفاق الطّائف سقط، فاتفاق الطّائف لم يُطبّق ليسقط”.
وتختم المصادر: “وصلتنا رسائل مشفّرة من خلال الاعتداء على المطران الحاج، ومعالجتها تتمّ بالثّبات في موقفنا النّضاليّ دفاعاً عن هويّة لبنان”.