كتب رمال جوني في “نداء الوطن”:
قطع طريق عين قانا ـ جباع قبل اسبوع، احتجاجاً على تقنين الكهرباء، كاد ان يوتر الاجواء بين اهالي البلدتين، بعدما انخفضت التغذية في عين قانا الى 12 ساعة، وبقيت تغذية جباع بـ20 ساعة، رغم ان البلدتين تتغذيان من معمل بسري الكهرومائي. لم يتوقف الامر عند عين قانا بل انسحب الى كفرحتى التي دخلت على خط الاحتجاجات الكهربائية ووجهت رسائل قاسية الى جباع.
يبدو أننا دخلنا عصر الصراع على الكهرباء، صراع من شأنه ان يؤجج الخلافات داخل القرى، خاصة وان ما يحصل في قرى اقليم التفاح صراع سياسي بحت بين اقطاب السلطة، فجباع بلدة النائب محمد رعد، وكفرحتى وعين قانا مرجعيتهما المصيلح، الاولى تنعم بـ20 ساعة تغذية اما كفرحتى وعين قانا فبـ12 ساعة تغذية. يؤكد الجميع ان المشكل سياسي، وبدأ يترجم رسائل مشفرة على الارض، رغم اعتبار الكل ان العلة في التقنين الذي لحق بالخط رقم 3.
وفق خريطة توزيع الكهرباء من معمل بسري فهي تتم عبر 3 خطوط: خط رقم 1 يربط قرى جزين وجباع ويؤمن تغذية 20 ساعة، خط رقم 2 يربط قرى مزبود الزعرورية وقرى اخرى في الشوف، خط رقم 3 وهو يربط قرى كفرملكي، كفرحتى، كفرفيلا، عين قانا وغيرها من قرى شرق صيدا ويؤمن تغذية حاليا 12 ساعة، وهنا نقطة الخلاف، وقد ترجم تحركات على الارض تمثلت بقطع الطريق في عين قانا قبل اسبوع ضد اهالي جباع، والجمعة قطع طريق كفرحتى.
احد لا يخفي حدة الصراع الكهربائي الدائر اليوم بين القرى، وقد يجر الى اراقة الدماء، فيما لو استمر خطاب التصعيد قائماً، فلماذا اشتعل الصراع الآن، وما الرسائل السياسية المشفرة التي يحملها، وهل هو صراع ضد تقنين الكهرباء ام ابعد من ذلك؟
الكل يجمع على ان المشكلة سياسية بطعم كهربائي، وحلها يتمثل بعودة تغذية الخط بـ20 ساعة وهو امر غير صعب يؤكد عضو بلدية كفرحتى حسين حمادة متكئاً على خريطة حل قدمها موظف سابق في شركة الكهرباء، فبحسب حمادة هناك امكانية لتغذية الخط بـ20 ساعة خلال 4 ايام.
غير ان مصادر شركة الكهرباء تؤكد ان المشكلة على هذا الخط تكمن في التعديات التي تجاوزت الـ35 بالمئة وقد جرى ازالتها واعتماد نظام تقنين جديد قائم على توزيعة 4.4.4 ما ادى الى تخفيف حدة الاحتقان السائد.
غير ان لحمادة رأياً مغايراً، فهو يرفض ان تكون العلة بالتعديات، برأيه التعديات قائمة على كل الخطوط وليس فقط على خط 3 ، جازماً بأن الصراع سياسي بحت، لافتاً الى انه بعد قرار وزير الطاقة الغاء كل الخطوط ، رد رئيس مصلحة الليطاني عليه حينها «نوقف تزويد المعمل بالمياه» فعدل عن قراره.
نعيم هذه البلدات بالكهرباء في وقت تسود العتمة كل لبنان، دفع بسكان بيروت والقرى المجاورة للسكن داخل كفرحتى وكفرملكي وغيرهما، اذ نشطت تجارة الايجارات التي وصلت بأدناها الى 100 دولار، الا ان هذه القرى بحسب حمادة تريد حقها بالكهرباء، وهو ما طالبنا به النائب هاني قبيسي وقد وعدنا بالعمل على ايجاد مخارج للازمة، والا سنذهب نحو التصعيد فيما لو لم يصر الى عودة التغذية 20 ساعة قبل الاربعاء. وعن خطوات التصعيد يقول حمادة: «سنطفئ معمل الكهرباء».
صراع الكهرباء ما هو الا رسائل سياسية مشفرة بين حركة «امل» و»حزب الله» والتيار العوني، فالخط رقم 1 يتبع لـ»التيار» والحزب (جزين- جباع) والخط رقم 2 « للسنة» والخط رقم 3 مرجعيته المصيلح على ما يؤكد الاهالي، في اشارة واضحة الى ان المشكل سياسي، وبحسب الاهالي فإن ربط كفرملكي بالخط رقم 3 هو لب المشكلة، فالبلدة كانت تتبع لخط رقم 1، ولغايات سياسية تقول المصادر تم ربطها بالخط رقم 3 لاجل اضافة قرى من جزين محلها، وبحسب المصادر فإن النائب رعد يرفض اعادة ربطها بالخط رقم 1 كي لا يخضع للتقنين، سيما وان جباع بلدة سياحية.
صراع الكهرباء اليوم يتخذ طابعاً تصاعدياً سياسياً خطيراً، وقد يؤدي الى صدامات في الشارع، تجاوزت التحركات السابقة لاهالي عين قانا وكفرحتى قطوعه، بعد منع اهالي عين قانا مرور اهالي جباع الى بلدتهم، بحجة «انتو حارمينا الكهرباء»، وبرز في حجم الانتقادات التي وجهها اهالي القرى المتضررة من خفض التغذية تجاه بلدة جباع التي تنعم بـ20 ساعة تغذية، ما اعتبره الاهالي «ضيعة بسمنة وضيعة بزيت».
في وقت كان يفترض الحديث عن نعيم القرى بالكهرباء جاء الحديث من زاوية الصراعات «ليش ضيعة 20 ساعة وضيعة 12 ساعة تغذية»؟ صراع يدخل في زواريب السياسة «خط رقم 1 متل خط رقم ٣ والا فالكلمة للاحتجاجات».
اذاً، القضية هنا تجاوزت كونها احتجاجاً على تخفيض ساعات التغذية لهذه القرى، بل تعدتها الى اعتبارها رسائل ساسية، ما ادخل القرى في صراع سياسي فاضح.