الهديل

خاص الهديل – قصة تفاوض أمس على ترسيم حقول الغاز : ” قطبة هوكشتاين المخفية في مكان آخر!!” ..

(خاص الهديل) 

 تقول التسريبات التي صدرت عن لقاء الوسيط الاميركي أموس هوكشتاين بالرؤساء الثلاثة في قصر بعبدا ، أن هوكشتاين طلب ضمانة من الرؤساء الثلاثة بأنه لن تحصل عمليات عسكرية ضد كاريش في حال لم يحصل اتفاق . ورد الرؤساء الثلاثة انه ” لا ضمانات” . 

وبالمقابل تقول التسريبات عينها، أن الرؤساء الثلاثة طلبوا من هوكشتاين ان تضمن أميركا قيام الشركات الأجنبية ، سيما توتال ، بالتنقيب واستخراج الغاز من الحقول اللبنانية ، بعد ان يوقع لبنان على ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، ولكن هوكشتاين لم يقدم ضمانة بهذا الشأن، مستخدما أسلوبا معروفا للتهرب من الطلب اللبناني عبر القول أن توتال حرة بقراراتها.. ؛ وخلال حديثه مساءا مع قناة تلفزيونية لبنانية، قال هوكشتاين على ان توتال لا تنتظر اية دولة حتى تقول لها أين يجب أن تحفر!!. بمعنى اخر يريد هوكشتاين التهرب من اقتراح ان تضمن واشنطن بدء الشركات الدولية بالتنقيب وبالاستخراج من بلوكات لبنان بعد توقيع لبنان على اتفاق الترسيم البحري مع إسرائيل .

.. هذا يعني، أن النتيجة الاهم لجولة تفاوض امس بين وهوكشتاين والرؤساء الثلاثة، هي انه لا هوكشتاين حصل على الضمانات التي جاء ليحصل عليها لأمن الغاز الاسرائيلي من لبنان او من “الرؤساء الثلاثة مجتمعين”؛ ولا ” الرؤساء الثلاثة مجتمعين” حصلوا على ضمانة من هوكشتاين بخصوص ان تضمن واشنطن بدء استخراج الغاز من لبنان فور توقيع لبنان اتفاق الترسيم البحري.

من خلال المتابعة، او من خلال ضرورة اتباع الحكمة التي توصي بأخذ جانب الفطنة و الحيطة خلال التفاوض مع هوكشتاين المعروف بأنه الأكثر دهاءا من بين كل طاقم المختصين الأميركيين بالتفاوض على نزاعات الغاز في العالم، يتوجب التنبه لثلاثة أمور تتعلق بمهمة هوكشتاين كما تمظهرت امس: 

الأمر الأول: هوكشتاين لا يزال في معرض طرح الأسئلة على لبنان ، وعلى رأس هذه الأسئلة سؤاله الرؤساء الثلاثة عن موقف لبنان في حال لم يحصل اتفاق ؟؟ .. وترجمة ذلك هو هل سيسمح لحزب الله بالتصعيد العسكري؟؟. او هل يستطيع أن يمنع حزب الله من التصعيد العسكري؟؟.  

واضح ان مهمة هوكشتاين لا زالت في مربع اخذ ضمانات للغاز الإسرائيلي في مهمة تدفئة أوروبا خلال هذا الشتاء، أما غاز لبنان فليس لدى هوكشتاين ضمانات بأن أميركا ستدعم عملية استخراجه من قبل شركات أجنبية معروف انها تخشى العقوبات الأميركية، ومعروف انها لا تذهب للاستخراج في اي مكان في العالم اذا لم تحصل على عدم ممانعة أميركية. 

الأمر الثاني يتعلق بأن هوكشتاين لا يزال في مرحلة التفاوض مع لبنان حول ما يريده “الرؤساء الثلاثة مجتمعين” و”ليس متفرقين”.

.. والتقدم الذي حصل في زيارة هوكشتاين امس- بحسب منهجية كيف يفكر هوكشتاين، وليس كيف يفكر الرؤساء الثلاثة، أو كيف يفكر نائب رئيس المجلس النيابي- ، يتمثل بأن الرؤساء الثلاثة قالوا لاول مرة موقفا واحدا حول ماذا يريد لبنان في ترسيم الحدود البحرية. وهذا التطور هو الذي دفع هوكشتاين لان يعرب عن امتنانه لرئيس الجمهورية لأنه جمع الرئيسين المختلف معهما، ليتهادنوا لمرة واحدة، وذلك حتى يتم تقطيع مناسبة التفاوض معا، مع هوكشتاين. 

الأمر الثالث يمكن فحص معناه من خلال حقيقة ان هناك فارقا بين الضمانات التي طلبها “الرؤساء الثلاثة مجتمعين “من هوكشتاين، وبين الضمانات التي طلبها هوكشتاين من الرؤساء الثلاثة . فهوكشتاين الذي يتكلم باسم أميركا، يملك ان يعطي او يحجب عن إعطاء الضمانات التي طلبها الرؤساء الثلاثة منه ( ضمان استخراج لبنان غازه بعد التوقيع على ترسيم الحدود البحرية) ، بينما الرؤساء الثلاثة لا يملكون فعليا إعطاء ضمانات ولا الاحجام عن إعطائها لهوكشتاين، بدليل ان السيد حسن نصر الله الذي يملك ان يقصف منصات الغاز الاسرائيلية، قال بالتزامن مع وصول هوكشتاين : نحن – اي حزب الله – لسنا موجودين على الطاولة في المفاوضات مع هوكشتاين، ولم نطلب من أحد ان يفاوض باسمنا معه. 

.. وعليه، يبدو مستغربا ان يطلب هوكشتاين من الرؤساء الثلاثة ضمانات بعدم تعرض حقول الغاز الاسراىيلية لقصف يعلم – هوكشتاين ويائير- أن مصدر هذا القصف فيما لو حصل سيكون حزب الله الذي لم يفوض أحدا بالتفاوض مع هوكشتاين باسمه..

كل ما تقدم ضمن الامور الثلاثة الواردة أعلاه، يقول أمرا اساسيا، وهو أن على لبنان التفاوض” من الأخر رجوعا إلى الأول” ، أي أن البند الأول الذي يجب على لبنان ان يفاوض عليه هو الحصول على ضمانة أميركية بأن لبنان سيصبح ليس فقط لديه غاز بعد التوقيع ، بل سيصبح مصدرا للغاز بعد التوقيع. وهذا أمر يحتاج لضمانة أميركية مسبقة ، وإلا فإن لبنان سيبقى وراء ضباب متاهة ادعاء هوكشتاين بأن توتال حرة ومخيرة بشأن فيما لو أرادت أن تحفر وتستخرج الغاز من الحقول اللبنانية اما لا؟؟.  

معركة التفاوض في جولة هوكشتاين الراهنة هي معركة ضمانات أمنية لإسرائيل من قبل واشنطن، وتجارية – اقتصادية للبنان .. فليس مهما اذا اخذ لبنان كل حقل قانا وما حوله، ولم يجد من يستخرج غاز قانا وما حوله، بسبب المنع الاميركي. 

..ان أخطر ما في توجه هوكشتاين، هو انه يحاول جعل مطلب ضمانات لبنان باستخراج الغاز وتصديره، هو أمر منفصل عن اصل لعبة التفاوض لترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسراىيل، وضمن هذا التوجه ، تصبح هذه المفاوضات تدور على مطلب واحد، و هو كيف تصدر إسرائيل غازها إلى اوروبا!!.

 تقول التسريبات التي صدرت عن لقاء الوسيط الاميركي أموس هوكشتاين بالرؤساء الثلاثة في قصر بعبدا ، أن هوكشتاين طلب ضمانة من الرؤساء الثلاثة بأنه لن تحصل عمليات عسكرية ضد كاريش في حال لم يحصل اتفاق . ورد الرؤساء الثلاثة انه ” لا ضمانات” . 

وبالمقابل تقول التسريبات عينها، أن الرؤساء الثلاثة طلبوا من هوكشتاين ان تضمن أميركا قيام الشركات الأجنبية ، سيما توتال ، بالتنقيب واستخراج الغاز من الحقول اللبنانية ، بعد ان يوقع لبنان على ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، ولكن هوكشتاين لم يقدم ضمانة بهذا الشأن، مستخدما أسلوبا معروفا للتهرب من الطلب اللبناني عبر القول أن توتال حرة بقراراتها.. ؛ وخلال حديثه مساءا مع قناة تلفزيونية لبنانية، قال هوكشتاين على ان توتال لا تنتظر اية دولة حتى تقول لها أين يجب أن تحفر!!. بمعنى اخر يريد هوكشتاين التهرب من اقتراح ان تضمن واشنطن بدء الشركات الدولية بالتنقيب وبالاستخراج من بلوكات لبنان بعد توقيع لبنان على اتفاق الترسيم البحري مع إسرائيل .

.. هذا يعني، أن النتيجة الاهم لجولة تفاوض امس بين وهوكشتاين والرؤساء الثلاثة، هي انه لا هوكشتاين حصل على الضمانات التي جاء ليحصل عليها لأمن الغاز الاسرائيلي من لبنان او من “الرؤساء الثلاثة مجتمعين”؛ ولا ” الرؤساء الثلاثة مجتمعين” حصلوا على ضمانة من هوكشتاين بخصوص ان تضمن واشنطن بدء استخراج الغاز من لبنان فور توقيع لبنان اتفاق الترسيم البحري.

من خلال المتابعة، او من خلال ضرورة اتباع الحكمة التي توصي بأخذ جانب الفطنة و الحيطة خلال التفاوض مع هوكشتاين المعروف بأنه الأكثر دهاءا من بين كل طاقم المختصين الأميركيين بالتفاوض على نزاعات الغاز في العالم، يتوجب التنبه لثلاثة أمور تتعلق بمهمة هوكشتاين كما تمظهرت امس: 

الأمر الأول: هوكشتاين لا يزال في معرض طرح الأسئلة على لبنان ، وعلى رأس هذه الأسئلة سؤاله الرؤساء الثلاثة عن موقف لبنان في حال لم يحصل اتفاق ؟؟ .. وترجمة ذلك هو هل سيسمح لحزب الله بالتصعيد العسكري؟؟. او هل يستطيع أن يمنع حزب الله من التصعيد العسكري؟؟.  

واضح ان مهمة هوكشتاين لا زالت في مربع اخذ ضمانات للغاز الإسرائيلي في مهمة تدفئة أوروبا خلال هذا الشتاء، أما غاز لبنان فليس لدى هوكشتاين ضمانات بأن أميركا ستدعم عملية استخراجه من قبل شركات أجنبية معروف انها تخشى العقوبات الأميركية، ومعروف انها لا تذهب للاستخراج في اي مكان في العالم اذا لم تحصل على عدم ممانعة أميركية. 

الأمر الثاني يتعلق بأن هوكشتاين لا يزال في مرحلة التفاوض مع لبنان حول ما يريده “الرؤساء الثلاثة مجتمعين” و”ليس متفرقين”.

.. والتقدم الذي حصل في زيارة هوكشتاين امس- بحسب منهجية كيف يفكر هوكشتاين، وليس كيف يفكر الرؤساء الثلاثة، أو كيف يفكر نائب رئيس المجلس النيابي- ، يتمثل بأن الرؤساء الثلاثة قالوا لاول مرة موقفا واحدا حول ماذا يريد لبنان في ترسيم الحدود البحرية. وهذا التطور هو الذي دفع هوكشتاين لان يعرب عن امتنانه لرئيس الجمهورية لأنه جمع الرئيسين المختلف معهما، ليتهادنوا لمرة واحدة، وذلك حتى يتم تقطيع مناسبة التفاوض معا، مع هوكشتاين. 

الأمر الثالث يمكن فحص معناه من خلال حقيقة ان هناك فارقا بين الضمانات التي طلبها “الرؤساء الثلاثة مجتمعين “من هوكشتاين، وبين الضمانات التي طلبها هوكشتاين من الرؤساء الثلاثة . فهوكشتاين الذي يتكلم باسم أميركا، يملك ان يعطي او يحجب عن إعطاء الضمانات التي طلبها الرؤساء الثلاثة منه ( ضمان استخراج لبنان غازه بعد التوقيع على ترسيم الحدود البحرية) ، بينما الرؤساء الثلاثة لا يملكون فعليا إعطاء ضمانات ولا الاحجام عن إعطائها لهوكشتاين، بدليل ان السيد حسن نصر الله الذي يملك ان يقصف منصات الغاز الاسرائيلية، قال بالتزامن مع وصول هوكشتاين : نحن – اي حزب الله – لسنا موجودين على الطاولة في المفاوضات مع هوكشتاين، ولم نطلب من أحد ان يفاوض باسمنا معه. 

.. وعليه، يبدو مستغربا ان يطلب هوكشتاين من الرؤساء الثلاثة ضمانات بعدم تعرض حقول الغاز الاسراىيلية لقصف يعلم – هوكشتاين ويائير- أن مصدر هذا القصف فيما لو حصل سيكون حزب الله الذي لم يفوض أحدا بالتفاوض مع هوكشتاين باسمه..

كل ما تقدم ضمن الامور الثلاثة الواردة أعلاه، يقول أمرا اساسيا، وهو أن على لبنان التفاوض” من الأخر رجوعا إلى الأول” ، أي أن البند الأول الذي يجب على لبنان ان يفاوض عليه هو الحصول على ضمانة أميركية بأن لبنان سيصبح ليس فقط لديه غاز بعد التوقيع ، بل سيصبح مصدرا للغاز بعد التوقيع. وهذا أمر يحتاج لضمانة أميركية مسبقة ، وإلا فإن لبنان سيبقى وراء ضباب متاهة ادعاء هوكشتاين بأن توتال حرة ومخيرة بشأن فيما لو أرادت أن تحفر وتستخرج الغاز من الحقول اللبنانية اما لا؟؟.  

معركة التفاوض في جولة هوكشتاين الراهنة هي معركة ضمانات أمنية لإسرائيل من قبل واشنطن، وتجارية – اقتصادية للبنان .. فليس مهما اذا اخذ لبنان كل حقل قانا وما حوله، ولم يجد من يستخرج غاز قانا وما حوله، بسبب المنع الاميركي. 

..ان أخطر ما في توجه هوكشتاين، هو انه يحاول جعل مطلب ضمانات لبنان باستخراج الغاز وتصديره، هو أمر منفصل عن اصل لعبة التفاوض لترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسراىيل، وضمن هذا التوجه ، تصبح هذه المفاوضات تدور على مطلب واحد، و هو كيف تصدر إسرائيل غازها إلى اوروبا!!.

Exit mobile version