كتب عوني الكعكي:
عمليّة اغتيال زعيم «القاعدة» أيمن الظواهري تمّت كما أعلن عنها الاميركيون بإرسال طائرة مسيّرة، قتلته في منزله بعد عملية مراقبة وتجسّس ومتابعة من المخابرات الاميركية C.I.A وذلك لفترة طويلة. والغريب العجيب ان هذا الأسلوب الذي تمّت فيه عملية اغتيال الظواهري يشبه الى حد كبير عملية اغتيال اللواء قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الايراني ومعه نائب رئيس الحشد الشعبي العراقي ابو مهدي المهندس، إذ أقدمت فتاة عمرها 20 سنة على تنفيذ العملية بينما كانت تلعب على الكومبيوتر فشاهدت صورته فأعلمت القيادة التي طلبت منها أن تكبس زراً على الكومبيوتر أمامها فأرسلت طائرة من دون طيار أي طائرة مسيّرة فدمرت وأحرقت موكب سليماني والمهندس.
بالعودة الى ما يسمّى بعمليات مخابراتية ومعها كثير من التجسّس ومنها رموز في التاريخ عليها علامات استفهام كبيرة مبنية على قاعدة ان الدول الكبرى لها مخططات سرّية لإدارة دول العالم والقيام بعمليات تجسّس وعمليات اغتيال لا يعرف بها أحد… كثير من هذه العمليات لا أحد يعرف من قام بها بالرغم من معرفة الجهة التي أعطت الأوامر لتنفيذها…
هنا لا بد من أن نتذكر الرئيس المصري أنور السادات لنقول، إنه وبعدما قام بعملية السلام ووقّع اتفاقاً مع اسرائيل، وهي كانت أول معاهدة اتفاق سلام بين العرب وإسرائيل، وبعدما أتم المهمة التي كلف بها قتلوه… وهنا لا بد من أن نتذكر أيضاً كيف تمّت عملية الاغتيال لنسأل سؤالاً واحداً هو: هل يوجد «عقل» عربي يستطيع أن ينفذ عملية إطلاق نار في نفس الوقت الذي تستعرض فيه طائرات عسكرية قتالية خلال عرض عسكري فيه دبابات وأسلحة مختلفة؟ لقد تمّت العملية حين خرج الملازم اول خالد اسلامبولي من بين الجنود وأطلق الرصاص على الرئيس السادات فقتله وكان الى جانبه الرئيس حسني مبارك ومعهما أيضاً وزير الدفاع.. أنا لا أملك الاثباتات على روايتي ولكن لي الحق أن أجتهد…
عملية ثالثة قام بها الـ C.I.A… فبعد رفض شاه إيران أن يشن حرباً على العراق والقضاء على الجيش العراقي، خططت المخابرات المركزية الاميركية لنقل آية الله الخميني من العراق حيث كان هارباً من بطش الشاه، وأخذته الى فرنسا وهناك تمّت عملية التحضير للمهمة الجديدة التي كلف بها.. وهي أن يتسلم الحكم في إيران ويخلع الشاه الذي رفض تنفيذ طلب الاميركيين. وأول عمل قام به الخميني أن شنّ حرباً ضد العراق دامت 8 سنوات.. والأهم التأسيس لمشروع فتنة بين أهل السُنّة وبين الشيعة… وهذا الموضوع لم يكن وارداً في يوم من الأيام وبالأخص في العراق… وتأكيداً على ما أقول استمرت الحرب بين العراق وإيران 8 سنوات، فكان النصر ممنوعاً على أي طرف، وكان المطلوب أيضاً تدمير الجيشين العراقي والايراني وتدمير اقتصاد البلدين.
هذا جزء بسيط من عمليات تحدث.. ولكن لا أحد عنده الإثبات مَن هم الذين قاموا بتلك العمليات.
يبقى سؤال أخير، ان أميركا احتلت أفغانستان منذ عام 2001 وبقيت الى سنة 2021 فلماذا لم تنفذ عمليات الاغتيال إلاّ بعد خروج قواتها من أفغانستان؟