جاء في “نداء الوطن”:
حكومياً، تقاطعت المعطيات الرئاسية والسياسية خلال الساعات الماضية عند إبداء مختلف الأفرقاء المعنيين بملف تشكيل الحكومة قناعتهم المشتركة بأنّ صفحة التكليف والتأليف طويت بانتظار العهد الرئاسي الجديد، لا سيما في ضوء ما بدا من تهميش رئاسي متعمّد للملف الحكومي في اجتماع بعبدا الثلاثي بين الرؤساء الثلاثة. وهو ما رأت فيه مصادر معارضة تجسيداً جلياً لصورة “التواطؤ الرئاسي” الهادف إلى الإبقاء على التوازنات السياسية القائمة في حكومة تصريف الأعمال، وعدم الرغبة في تشكيل أي حكومة جديدة تعيد في تشكيلتها توزيع الحقائب أو تعديلها بموجب نتائج الانتخابات النيابية الجديدة.
ورأت المصادر أنّ خلوة بعبدا الرئاسية كرّست “الاتفاق على عدم الاتفاق” من خلال عدم مقاربتها ملف التأليف لا من قريب ولا من بعيد، موضحةً أنّ كل طرف من الأطراف المعنية بالتأليف سلّم بإبقاء الوضع الحكومي على حاله “ولكل منهم حساباته في ذلك، فالثنائي الشيعي يدرك أنّ حصته الوزارية لن تتأثر ولن تتغيّر في التأليف من عدمه، بينما كان رئيس الجمهورية ميشال عون واضحاً في خطاب الفياضية في تأكيده على كون ولادة الحكومة الجديدة لم تتوافر لها المقومات والمعايير الضرورية”، وهو ما يعكس بحسب المصادر “تراجع الحماسة العونية لتشكيل حكومة جديدة قبل نهاية العهد نتيجة اقتناع رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل باستحالة الاستحواذ على حصة وزارية فيها موازية لحصته في حكومة تصريف الأعمال، وعليه فإنه آثر خيار المحافظة على حصته الراهنة التي تمنحه الثلث المعطل، خصوصاً وأنها تبقي على تمثيل حليفه الدرزي الخاسر في الانتخابات طلال أرسلان ضمن كتلته الوزارية، فضلاً عن استئثاره بالتمثيل المسيحي بخلاف ما سيكون عليه الحال مسيحياً ودرزياً في حال تشكيل حكومة جديدة… أما الرئيس نجيب ميقاتي فحساباته بسيطة وواضحة لأنّ الأمر سيان بالنسبة إليه طالما أنه “باقٍ باقٍ” في السراي الحكومي سواءً تألفت الحكومة أم لم تتألف”.