كتبت لارا أبي رافع في موقع mtv:
بات يُحسب حساب أقلّ الأشياء في بلدنا البائس. فمن كان يظن أنّ اللبناني سيحتسب يوماً أصغر النفقات على الورقة والقلم؟! هذا ما يحصل فعلاً، إذ لم يعد في البلد مكان للفقراء، مع العلم أنّهم الأكثرية. خيرُ دليل على ذلك الهمّ الذي يكوي كلّ أب وأمّ مع اقتراب موعد العودة إلى المدارس، وليس الحديث عن الأقساط التي باتت بالفريش وتفوق قدرة كثيرين إنّما الحديث عن أشياء أبسط بكثير، وتكاد تكون من المسلّمات.
فمع استفحال الأزمة الاقتصادية، أصبح الأهل يفكرون “بالدفعات قبل بوقت” ويتحضّرون لها. هذا ما تؤكّد عليه سنا الأمّ لطفلين، والتي تروي أنّها تتحضّر منذ شهر للعام الدراسي المقبل بشراء الحاجيات تدريجاً حتى تتمكّن من تأمينها كلّها. وتقول لموقع mtv: “كل شهر بمرّق غرض لأن كل الأسعار بالدولار بتفوق قدرتنا ورواتبنا بعدها باللبناني. ما بدي إحرم ولادي بس كمان أقل غرض بيطلع قد نص راتبي ومضطرة أمّنن”.
مشهدٌ من ظواهر الأزمة وعجائبها، لذلك نسأل عن الأسعار. وهنا الصدمة، تخيّلوا مثلاً أنّ سعر الحقيبة يصل إلى المليون ليرة! رقمٌ بات علينا الاعتياد عليه كسعر أقلّ من عاديّ لأمور بسيطة ومن يوميّاتنا.
هنا يوضح أحد أصحاب المكتبات عبر موقعنا، أنّ الأسعار لا تزال كما في السابق إلا أنّها بالدولار، وهنا تكمن المشكلة وفق ما يقول. فسعر الحقيبة، وفق الأخير يتراوح بين الـ10 دولارات والـ30 دولاراً أمّا المقلمة فبين 75 سنتاً و3 دولارات والدفاتر، حسب عدد الأوراق وحجمها، يتراوح سعرها من الدولار إلى 4 أو 6 دولارات.
هذه عيّنة عمّا ينتظر الأهل في المكتبات، مع العلم أنّ الأسعار مرجّحة للارتفاع مع اقتراب العام الدراسي. وفي هذا السياق أيضاً، يُشير صاحب المكتبة إلى أنّ الاستهلاك قلّ وبات عدد كبير من الأهل يعتمد التقسيط والشراء “بالحبة” بعدما كانوا يشترون كميات في السابق، قائلاً: “عم يشتروا أبسط شي ممكن للولاد ليدبروا حالن”.
مع كلّ يوم يمرّ، يزداد الوضع تعقيداً… فهل نقول وداعاً للقرطاسية أيضاً؟