يبدو واضحاً أن أزمة الخبز انتهت تماماً، إذ باتت الأفران تبيعُ الخبز بشكل عادي من دون وجود أي طوابير.
مع هذا، فإن اللافت في الأمر هو أنّ الحديث عن تورّط بعض الأفران باستغلال القمح المدعوم لصناعة مخبوزات أخرى، لم يستتبعه أي إجراءٍ واضح لضبط هذا الأمر خصوصاً أن القمح الذي قد يصلُ مجدداً إلى تلك المؤسسات قد يختفي مُجدداً أو قد يجري استخدامه في أمور أخرى.
عملياً، فإنّ ما حصل بشأن أزمة القمح المدعوم كشف عن سرقةٍ موصوفة من العيار الثقيل. فمن جهة، كانت الأفران تستخدمُ الطحين لصناعة المعجنات والباتيسري ومن جهة أخرى تبيع هذه المنتجات بأسعار تصاعدية باهظة، وهنا مكمن الخلل.
في السياق، يقول عاملٌ ضمن أحد الأفران لـ”لبنان24″ إنّ “منقوشة الجبنة التي تقدمها الأفران الكبيرة تُباع بـ35 ألف ليرة بينما هي مُنتجة عبر القمح المدعوم، ما يعني أن تكلفتها على الفرن قد لا تصل إلى رُبع حقّها الذي يناهز 8750 ليرة لبنانية”.
ويضيف: “بذلك، فإنّ الفرن يربح من المواطن 4 أضعاف ثمن تكلفة المنقوشة الواحدة أو ما يناهز الـ27 ألف ليرة أي تقريباً دولاراً واحداً، وهو أمرٌ ينسحب على الأمور الأخرى مثل الباتيسري وقوالب الحلوى التي ارتفع سعرها بشكل كبير، إذ وصل القالب إلى 450 ألف ليرة”.
ويختم: “الأرباح بالدولارات التي يجري جنيها من المواطن من دون أن يشعر، والاستغلال الكبير للقمح المدعوم ما زال قائماً ومستمراً