الهديل

3 عوامل وراء تراجع أسعار النفط… وماذا عن المستقبل القريب؟

أشارت مصادر اقتصادية إلى أن أسعار النفط اتخذت منحنى هبوطيا خلال الأسابيع الأخيرة، بعد ارتفاعها في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، مما أعاد آمال السياسيين والشركات في انتعاش الاقتصادات والأسواق.

وانخفض خام غرب تكساس الوسيط، وهو سعر النفط القياسي في الولايات المتحدة، بنسبة 28 في المائة منذ آخر ارتفاع له في أوائل يونيو، ليتداول، الأربعاء، عند حوالي 90 دولارًا للبرميل.

كما انخفض خام برنت، المعيار الدولي، بنسبة 24% عن أعلى مستوياته في حزيران، ليتداول اليوم، عند حوالي 95 دولارًا للبرميل.

وتجاوز مستوى انخفاض خام برنت نسبة 30% قارنة بأعلى مستوى له في مارس عند 140 دولارًا.

فلماذا كل هذا التراجع؟

يشير تقرير لموقع “بيزنس إنسايدر” إلى أن هناك 3 عوامل تتحكم في هذا المنحنى التنازلي لأسعار النفط، هي مخاوف الركود، والإنتاج الروسي، وتراجع الطلب

يبقى العامل الرئيسي الذي يدفع الأسعار إلى الانخفاض هو المخاوف المتزايدة من أن الاقتصادات الرئيسية في العالم ستدخل ركودا في وقت ما من العام المقبل.

وعندما تتباطأ الاقتصادات، ينخفض الطلب على الطاقة بشكل طبيعي، وباالتالي تنخفض الأسعار.

والشهر الماضي، أظهرت البيانات أن الاقتصاد الأميركي انكمش خلال النصف الأول من العام.

كما يبدو أن المملكة المتحدة ومنطقة اليورو على وشك الانزلاق إلى “ركود وحشي” كذلك، على حد وصف التقرير.

ويقول بعض المحللين إن قوة الدولار أثرت أيضًا على الطلب العالمي، مما أدى إلى انخفاض الأسعار.

ويتم تسعير النفط بالدولار، وقد أدى ارتفاع الدولار هذا العام إلى جعل المحروقات باهظة الثمن بالنسبة لبعض المشترين.

الإنتاج الروسي

ورغم العقوبات بقي الإنتاج الروسي أقوى مما توقعه المحللون.

وأدت العقوبات المفروضة على روسيا بعد غزوها لأوكرانيا في أواخر فبراير إلى خفض كثير من التوقعات بشأن إنتاج البلاد بشكل حاد، مما دفع التجار إلى رفع الأسعار.

لكن الانخفاض المتوقع في الإنتاج الروسي لم يتحقق بعد، إذ زادت روسيا من مبيعاتها للهند والصين، وكان الطلب المحلي قويًا خلال الصيف.

“وهو ما يعني أنه كان هناك نفط معروض أكثر مما كان متوقعًا” وفق تعبير تقرير “إنسايدر”.

وفيما يتعلق بجانب الطلب في المعادلة، هناك إشارات على أن الإقبال على النفط لم يكن بالقوة التي توقعها كثيرون، حتى قبل التباطؤ المتوقع في النمو.

وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية الشهر الماضي إن الطلب على البنزين للأسبوع المنتهي في 8 تموز كان الأدنى موسميا منذ عام 1996.

وفي الوقت نفسه، قال محللون إن تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن احتياطيات النفط الاستراتيجية، التي تهدف إلى تهدئة التكاليف، قد زادت أيضًا من الضغط على الأسعار ودفعتها للتراجع.

ماذا عن المستقبل القريب؟

يتردد الكثير من المحللين بشأن ما إذا كانت الأسعار ستستمر في الانخفاض أو الانتعاش.

وقال محللون من مؤسسة “سيتي غروب” إن الأسعار قد تنخفض إلى 65 دولارًا بنهاية العام، إذا أصاب الاقتصاد العالمي ركودًا سيئًا.

وحتى بدون حدوث ركود، تتوقع “سيتي غروب” وهي مؤسسة مالية، أن تنخفض الأسعار إلى حوالي 85 دولارًا بحلول نهاية العام.

من جانبه، خفض بنك “غولدمان ساكس” توقعاته هذا الأسبوع، لكنه قال إنه لا يزال يتوقع ارتفاع أسعار النفط، لأسباب ليس أقلها أنه يعتقد أن الطلب أقوى مما يدركه الكثيرون.

وقال إن خام برنت سيرتفع إلى 110 دولارات في الربع الثالث و 125 دولارا في الربع الرابع

Exit mobile version