كتب عوني الكعكي:
نسأل هذا السؤال بعدما سمعنا تصريحاً للوزير السابق المحامي سليم جريصاتي يقول إنه باقٍ لغاية 2022/10/31.
السؤال هنا: ما الحاجة الى مثل هذا التصريح؟
بكل صراحة نقول، كما علمنا من مصدر رفيع المستوى وعلى علاقة وثيقة بأحد المدراء الكبار في القصر الجمهوري، ان الذي يحدّد من يجب أن يحضر الاجتماعات الى جانب فخامة الرئيس هو الصهر الصغير، الذي يتصل بالمدير العام ويقول له عن الاسماء المسموح لها بالحضور ومَن يجب أن لا يحضر..
حصل مرّة أن اتصل الصهر الصغير المدلّل بالمدير، وطلب منه أن لا يحضر الوزير السابق المحامي سليم جريصاتي اجتماعاً في القصر الى جانب فخامة الرئيس… فما كان من فخامته وبعد مرور 15 دقيقة على الاجتماع إلاّ السؤال: أين جريصاتي؟ فطلب أن يأتي جريصاتي من دون أن يسأل لماذا لم تتم دعوته الى الاجتماع، وهذا ما فتح الباب واسعاً على تساؤلات عدّة… وقد علم أنّ هناك خلافاً كبيراً بين جريصاتي والصهر العزيز الصغير.
قد لا تكون هذه الحادثة الوحيدة التي تؤكد على ان فخامته ترك الامر في القصر لصهره العزيز الصغير. فالجميع يتذكر ما حدث مع ابنة الرئيس وزوجها عندما حصل خلاف على الغداء، حين توجهت ابنة الرئيس الى صهره قائلة «إنك تدمّر العهد وأنت تسيء الى فخامة الرئيس ولم تترك لنا صديقاً».. طبعاً كان رد فعل الصهر الصغير عنيفاً حيث طلب من رئيس الحرس منع ابنة الرئيس وزوجها من الدخول الى القصر. وهكذا استغنى فخامته عن ابنته كرمى لخاطر صهره الصغير العزيز.
الحادثة الثالثة هي ان رئيس جهاز الحرس الجمهوري هو أيضاً استقال بسبب سوء تصرّف الصهر الصغير معه، حيث أخذ يوجّه له التعليمات بطريقة متعالية وغير محترمة… ما دفع القائد الى ترك موقعه حفاظاً على كرامته التي لا تسمح له أن يتنازل عنها مهما كانت الأسباب.
الحادثة الرابعة، ما قاله رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عندما كان يشكل حكومته المستقيلة… إذ طُلِبَ من المهندس جمال كبّي أن يزور الصهر الصغير إن كان يريد أن يصبح وزيراً..
يبقى سؤال بسيط: ما هو سر هذا الاستسلام من فخامته لصهره الصغير..؟ يُقال إنّ السيدة الأولى وبما انها لم ترزق بصبي تعتبر ان صهرها ابناً لها، لذلك تتعامل معه على هذا الأساس… وبما ان فخامته ضعيف أمام السيدة الأولى، ولا يرد لها طلباً جاء هذا كله لمصلحة الصهر الصغير.
حكاية أخرى عن تعيين الصهر رئيساً لـ»التيار»… طبعاً من دون انتخابات كما يشاع ولا حتى من دون الحدّ الأدنى من اللباقات، كل ما في الأمر ان الصهر الصغير قرّر ترؤس التيار بموافقة العم العزيز، ما يعني ان فخامته اجتمع مع عناصر «التيار» وأعلمهم انه قرر أن يكون الصهر العزيز الصغير رئيساً لـ»التيار».. فهو ولي العهد… فمَن يجرؤ على قول لا؟
أخيراً، يمكن القول إنّ هذا العهد هو عهد الصهر، وإنّ فخامته لا يعلم ماذا يجري.. والفشل الذي ترافق مع هذا العهد يعتبره إنجازاً من إنجازاته العظيمة، وفخامته انتهى به الأمر ليقول إنّ عهد الاصلاح بدأ لكنه يحتاج الى طريق طويل، ويتمنى فخامته على من يأتي من بعده أن يكمل ما بدأه.
هنا نقول لفخامته وبكل صراحة: إذا كان فخامته يعتبر انه في نهاية عهده بدأ الاصلاح نقول له إنّ الاصلاح يبدأ في بداية العهد لا في نهايته إلاّ إذا أحس فخامته بمدى التخريب والدمار الذي وصل إليه عهده..
ثانياً، يتحدّث عن التحقيق المالي الجنائي، وهنا نتمنى أن يتذكر ما فعله صهره في وزارة الاتصالات ووزارة الطاقة ومشروع السدود.. وأخيراً يُقال إنه بات يملك مساحة كبيرة من ضيعته البترون.