الهديل

مؤشرات أمنية مقلقة.. هل من حرب؟

جاء في “المركزية”:

لا تسقط أوساط معنية بالملف الامني اللبناني من حساباتها امكان حصول انتكاسة في اي لحظة. فهي الى اطمئنانها الى الوضع الداخلي وضمان استقراره، بدأت تتلمس مؤشرات مقلقة من اكثر من زاوية. هي ترصد الامن الاجتماعي الذي تزكيه نار الاحتقان الشعبي في ضوء استفحال الازمات، وما جرى أمس في قضية فيدرال بنك ما هو الا عينة من المتوقع حصوله مع كل يوم يمر من دون ان تتحرك المنظومة الحاكمة لوضع حد لمسلسل الانهيارات الذي لا يوفر قطاعا ولا فئة من اللبنانيين من شظاياه القاتلة.

بيد ان القضية هذه على اهميتها، تبقى اقل خطرا من احتمال نشوب حرب مع اسرائيل، فيما لو نفذ حزب الله تهديداته بالرد إن هي حاولت قضم حقوق لبنان النفطية، وقد ابلغ وفد الحزب الذي زار امس رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ان ” الإسرائيلي إذا تمادى وتخلت الدولة عن دورها فلن نبقى مكتوفي الأيدي” في إشارة إلى جدية الجهوزية لكافة السيناريوات بما فيها سيناريو الحرب. ”

وما يعزز المخاوف الامنية يتمثل في الواقع الاسرائيلي اكثر من تهديدات حزب الله الذي يدرك تماما حساسية ودقة الوضع اللبناني وما قد تقود اليه اي حرب من ويلات وخراب لا تحتمله البلاد المفلسة والشعب الجائع، بحيث ان الحرب ان نشأت في ظل واقع مماثل ستسجل نهاية دولة لبنان حتما. وتشرح الاوساط  ان حكومة رئيس الوزراء يائير لابيد تسعى للافادة من اي انفجار امني لتعزيزوضعها عشية الانتخابات النيابية الاسرائيلية. ويحاول لابيد توظيفالملفات الساخنة لتعويم وضعه الانتخابي في مواجهة المعارضة، لاسيما رئيس حزب الليكوود بنيامين نتنياهو.

واذ تؤكد ان اتصالات دولية جرت وتجري على اكثر من خط وبين عدد من الدول المهتمة بالشأنين اللبناني والاسرائيلي لمنع تفلت الامور من عقالها ولجم اي دعسة ناقصة من شأنها ان تفجر المنطقة برمتها، وليس لبنان واسرائيل فقط، تكشف ان التوتر والمعلومات المسربة حول احتمال اندلاع مواجهات تحظى في شكل خاص باهتمام لدى السلطات الروسية الامنية التي تبدي قلقا ازاء  انعكاس اي اضطراب او توتر في لبنان على الاستقرار في سوريا في هذه المرحلة الدقيقة، كما لدى الدول الاوروبية التي يقض مضاجعها هاجس تقاطر النازحين السوريين الى دولها، إن انفجر الوضع الامني في لبنان، في حين تسعى واشنطن بقوة لانهاء ملف ترسيم الحدود البحرية بالديبلوماسية، عن طريق العودة الى المفاوضات لانجاح وساطة آموس هوكشتاين.

على اي حال، تختم الأوساط، الوضع الميداني موضوع تحت العناية المشددة والاتصالات بين المعنيين مفتوحة على غاربها لضمان عدم انفجار الوضع.

Exit mobile version