كتب عوني الكعكي:
يبدو ان هناك مجموعة من التسويات مرتبطة ببعضها البعض… نبدأ أولاً بترسيم الحدود البحرية بين العدو الاسرائيلي وبين لبنان وذلك بالرغم من ان نائب رئيس مجلس النواب الاستاذ الياس بوصعب قال إنه متفائل… لكنه لا يزال ينتظر رداً من الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين خاصة ان السيد حسن نصرالله تهجم على أميركا وقال إنها لا يمكن أن تكون وسيطاً عادلاً لأنها تقف الى جانب العدو الاسرائيلي… ونحن مع كلام السيّد… ولكن نسأل السيّد: ما هو الحل؟ وهل الحرب هي الحل؟
طبعاً نحن هنا لا نتهم السيّد، لكننا نقول له إنّ هذا هو الحل الوحيد المتوفر بين أيدي اللبنانيين، بالاضافة الى ان الدولة الإيرانية التي هي مرجعية السيّد تجتمع مع الأوروبيين ومع الاميركيين من أجل الوصول الى اتفاق في الملف النووي الايراني.
على كل حال، فإنّ إسرائيل أيضاً لا تزال في موقف غامض بسبب الانتخابات الاسرائيلية، إذ إنّ رئيس الوزراء الحالي يائير لبيد يستعد لخوض الانتخابات في وقت لا يزال رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو يتحضر لدخول الانتخابات. وما حصل في غزة مؤخراً كان ضربة موفقة للأسف لإسرائيل خاصة وأنها قضت على أهم فصيل مقرّب من إيران واغتيال بعض القيادات الكبيرة مثل تيسير الجعبري وخالد منصور ولا بد من أنّ ذلك سيترك أثراً سلبياً على جماعة “الجهاد الاسلامي” خاصة وأنّ جماعة “حماس” وقفوا على الحياد من العمليات العسكرية الاسرائيلية ضد غزة.
من ناحية ثانية وفي وقت تعاني إيران من الحصار، ما انعكس ذلك على جملة من المشاكل الاجتماعية من حيث المواد الغذائية الى البنزين ومشتقات النفط، عكس ما يحاول القادة الايرانيون إظهاره بأنهم غير مكترثين بالعقوبات، وأنهم يستطيعون الصمود… لكن التظاهرات في عدد من المدن الكبرى بسبب انهيار العملة الى الضائقة الاقتصادية تظهر واضحة في الڤيديوات المسرّبة من ايران لأن النظام يحاول طمس تلك الحقائق.. ويمنع انتشارها ولكن الاعلام أقوى من أي نظام، لذلك من المستحيل أن تختفي الحقائق.
الاميركيون ينتظرون الانتخابات النيابية في القسم الثاني من ولاية الرئيس بايدن… فبين برودة أعصاب الاميركيين وانفعال النظام الايراني… ماذا سينعكس على لبنان؟
لا شك بأنّ عملية غزة أجلت الى أجل غير محدد عملية الصراع بين العدو الاسرائيلي وبين لبنان، خاصة وأن إسرائيل، حسب ما تسرّب الى الإعلام، انها مستعدة لأسوأ الاحتمالات، بالرغم من انها سرّبت أيضاً ان المقاومة تستطيع أن ترسل مسيّرات الى منصات النفط وإلى الأبراج التي تحاول استخراج الغاز من حقل “كاريش”، وقد هدد السيّد اسرائيل بأنه لن يترك اسرائيل تعتدي على نفط وغاز ومياه لبنان، وأنه لن يقف متفرّجاً على عدوانية اسرائيل.. ولكن يبدو أنّ الايرانيين لا يزالون يتريّثون بانتظار الوصول الى حلّ مع الاميركيين.
في النهاية، بين الأوضاع الاقتصادية لا بل الانهيارات الاقتصادية في لبنان، والنقص الحاد في الكهرباء بالرغم من مساعي اللواء عباس ابراهيم الذي استغل صداقته القديمة مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي وبالرغم من وعود بإعطاء لبنان مليوني طن من الفيول الى الكهرباء في لبنان بعد زيارته الأخيرة الى العراق مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ولكن الانهيار حاصل ويبدو ان لا أحد يحاول أن يوقف هذا الانهيار خاصة في ظل وجود رئيس جمهورية يعيش في LALA Land لا يعلم ماذا يجري خارج قصر بعبدا، وهمّه الوحيد ماذا يمكنه أن يفعل كي يبقى في قصر بعبدا بعدما فقد أي أمل بإيصال صهره الصغير. من هنا بدأ بطرح بعض التساؤلات عن ضرورة تشكيل حكومة جديدة تكون جاهزة لجميع الاحتمالات، ولكن الغاية الحقيقية هي انه بين مرسوم التجنيس وبين التعيينات والشروط التي طرحها صهره كي يقبل بتأييد أحد المرشحين، وهو يعلم جيداً من هو المرشح المذكور ولا يمكنه أن يقبل من أي جهة تفرض عليه شروطاً.
لذلك أمامنا 80 يوماً خطر كبير، وهناك عدة احتمالات خاصة ان قطار التسويات قد توقف.
*المقالات والآراء التي تنشر تعبّر عن رأي كاتبها*