الهديل

خاص الهديل – هوكشتاين : ” خرج ولم يعد” .. ولابيد : هل يلحق برابين !؟

خاص الهديل – 

لا يظهر اثر لاموس هوكشتاين الوسيط الأميركي للتفاوض غير المباشر بين لبنان وإسرائيل في ملف الترسيم البحري. اخر مرة شوهد فيها ، كانت حينما زار بيروت ، ومن ثم انتقل الى إسرائيل، وأجرى هناك – على ما يقال- اجتماعا ليليا مع قادة القرار في تل أبيب، وبدل ان يعود إلى بيروت لينقل للبنانيين جواب إسرائيل على مقترحهم ، توجه إلى الولايات المتحدة الأميركية، واختفى !!،.. 

قبل عدة ايام سرت إشاعة في لبنان، بأن هوكشتاين وصل الى إسرائيل، ولكن سرعان ما تبين عدم صحة هذه المعلومة. 

السؤال الراهن والمحير هو لماذا توارى هوكشتاين عن الانظار ، بعد ان كانت واشنطن متحمسة لتسريع ملف التفاوض بين لبنان وإسرائيل، والوصول الى نتائج فيه بحلول شهر أيلول القادم. 

المعلومات المتاحة التي تجيب عن هذا السؤال تفيد بان إسرائيل ليست في وضع داخلي يمكنها من أخذ قرارات كبرى كالتخلي عن مناطق بحرية يعتبرها الكثيرون في إسرائيل انها حزء من” المياه الاسرائيلية” .. 

.. ولذلك فإن تل أبيب أبلغت هوكشتاين ان الحل الامثل هو تأجيل اخذ القرار بشأن مصير ملف ترسيم الحدود البحرية مع لبنان، الى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية؛ والى ما بعد اتضاح مصير اسابيع الملف النووي الحاسمة في فيينا؛ والى ما بعد تشكيل حكومة إسرائيلية اصيلة لديها القدرة على اخذ قرارات كبرى، بدل الحكومة الانتقالية الحالية.

 ‏وما تريده إسرائيل في هذا المجال هو التالي : 

– الخروج من انها ملزمة بالتعاطي مع استحقاق شهر ايلول بوصفه ” موعدا مقدسا” يتعين عليها ( اي اسرائيل) فيه اتخاذ قرار حاسم ، ما إذا كانت ستبدأ في ضخ الغاز من منصة كاريش، مع احتمال ان يؤدي ذلك، الى مواجهة مع حزب الله.  

وتميل اسرائيل بدل ذلك الى الدخول في مفاوضات مكثفة مع لبنان بوساطة الولايات المتحدة، لشراء الوقت ؛ و ذلك تحت عنوان ان حكومة لابيد الانتقالية لا يمكنها اخذ قرارات بالتخلي عن “مناطق اقتصادية بحرية إسرائيلية” . 

.. وهنا ستناور إسرائيل من خلال طرح احد امرين او الأمرين معا: 

الأول الدعوة لاستفتاء عام في إسرائيل لطرح موضوع الموافقة على ” التخلي عن مناطق اقتصادية إسرائيلية على الشعب الاسرائيلي”؛ وحينها سيرحل هذا الملف الى موعد لاحق تحت حجة انتظار نتائج الاستفتاء، او ان يجري الاستفتاء ضمن مهلة ايلول – تشرين الأول ، وتأتي نتيجته ضد ” التخلي عن مياه إسرائيلية للبنان” !!.  

الأمر الثاني هو طرح تأجيل بت هذا الموضوع الى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية، خاصة وان تل أبيب ستقول للاميركيين انه من الأفضل تحرير هذا الملف من المزايدة الانتخابية، سواء في إسرائيل التي لديها موعد مع الانتخابات العامة نهاية هذا العام، وفي لبنان الذي لديه موعد ايضا مع انتخابات رئاسة الجمهورية نهاية هذا الصيف ، وفي الولايات المتحدة الأميركية التي لديها موعد مع انتخاباتها النصفية نهاية هذا العام ايضا. 

..ما ستطرحه تل أبيب على الاميركيين بحسب الصحف العبرية، هو ترك هذا السياق من الانتخابات يمر بهدؤ ، وليس تحت ضغط جعل “خيار الحرب” هو احد وسائل الفوز فيها، سواء بالنسبة للابيد او غانتس او حتى بايدن وربما حتى حزب الله . 

– … اذن ، الحل العملي والافضل بنظر اسرائيل ومعها هوكشتاين، هو العودة إلى التفاوض في الناقورة ، او تحديد موعد جديد متأخر لبدء معاودة التفاوض، يراعي اعتبارات ان الدول الثلاث التي ستجلس في الناقورة لديها اولوية، وهي بدء موسم الاستحقاق الانتخابي الجاري . 

– وعلى الضفة الأخرى هناك سيناريو ثان وهو افتراض تقدم وساطة هوكشتاين باتجاه ابرام اتفاق بين تل ابيب وبيروت بين ايلول وتشرين اول المقبل، فحينها سيتخلص لابيد – حسب توصيفه – من ضغوط حزب الله وايران عليه، ولكنه سيقع في مأزق ان حكومته الضعيفة داخليا، ستواجه في موضوع كاريش معضلة قانونية ودستورية، ذلك انها كحكومة انتقالية ، سيوجه إليها معارضيها سؤال عما اذا كانت بوضعها القانوني، تستطيع التوقيع على اتفاق يتضمن” التنازل عن مياه اسرائيلية”، 

وبحسب معلومات متداولة ، ولكن هذه المرة في كواليس أميركية ، وليس في إسرائيل وعبر الاعلام، فهناك من يعتقد ان لابيد في حال وقع على اتفاق. يتضمن” تنازل عن مناطق اقتصادية إسرائيلية بحرية” للبنان، فإن مصيره سيكون شبيها بمصير إسحق رابين الذي اغتاله المتطرفون الإسرائيليون اليمينيون. 

تحتاج إسرائيل بلا شك الى توسيع الإطار الزمني للتفاوض على ملف الترسيم البحرية مع لبنان ، كون هذا الملف بات له تداعيات من بينها دخول إسرائيل في قلاقل أهلية داخلية، في حال تجاوز لابيد واقعة انه كحكومة انتقالية فإنه سيتهم بتجاوز الدستور فيما لو وقع اتفاق فيه تناول عن ما يعتبره الاسرائيليون مياه تابعة لهم ، حيث حينها هناك احتمال ان يدخل الكيان الصهيوني في أجواء حرب اهليه فيما لو اغتاله المتطرفون بعد اتهامه من ناحية ” بتجاوز الدستور” ( توقيع على التخلي عن مناطق اسرائيلية في فترة انه حكوم انتقالية )؛ ومن ناحية اخرى “بالخيانة” ( التخلي الفعلي عن مناطق إسرائيلية ) ..

Exit mobile version