حصاد اليوم..
لم تُحبط التطورات التي شهدتها الأيام الماضية، خصوصاً اللقاء النيابي التشاوري الذي عقده عدد من نواب المعارضة والمستقلين في مجلس النواب، ولم يُدع حزب «القوات» للمشاركة فيه، كما اجتماع رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط بمسؤولين في «حزب الله»، رئيس حزب «القوات» سمير جعجع الذي كان قد دعا، مطلع الأسبوع، نواب المعارضة الـ67 لتكثيف الاتّصالات بهدف الاتفاق على تسمية مرشح واحد لرئاسة الجمهورية. فبعكس ما يعتقد كثيرون، يرى جعجع أن انطلاق دينامية حوارية بخصوص الملف الرئاسي بحد ذاته تطور إيجابي لقناعته بأن كل هذه الجهود ستلتقي في نهاية المطاف بمسعى للتفاهم على اسم شخصية واحدة يتم اعتماد ترشيحها في الانتخابات الرئاسية المقبلة لا تكون من فريق «الثامن من آذار».
والتقى 16 من النواب المعارضين والمستقلين وهم نواب كتلة حزب «الكتائب» و6 من نواب «التغيير»، إضافة للنواب نعمة افرام وميشال معوض وأديب عبد المسيح وأشرف ريفي وفؤاد مخزومي، يوم الثلاثاء الماضي، في المجلس النيابي في لقاء تشاوري لإنشاء آلية تنسيق فيما بينهم في العمل التشريعي، يُفترض أن تتوسع لتشمل كيفية تعاطيهم مع الاستحقاق الرئاسي المقبل. إلا أن هذا اللقاء قاطعه عدد من نواب «التغيير»، ومستقلون آخرون لم يجدوا فيه جدوى، كذلك لم يُدع نواب «القوات» إليه. وقد أتى هذا اللقاء بعد ساعات من مؤتمر صحافي وجّه خلاله رئيس حزب «القوات» سمير جعجع نداءً إلى من اعتبرهم نواباً في «صفوف المعارضة»، من أجل تكثيف الاتّصالات بهدف الاتفاق على تسمية مرشح واحد لرئاسة الجمهورية، معتبراً أن «الأمر يتوقف عند حسن نيّة ورؤية جميع نواب المعارضة الـ67».
ولا تعتبر مصادر «القوات» أن عدم مشاركة نواب تكتل «الجمهورية القوية» في هذا اللقاء يعني أن الأمور تتجه إلى خوض نواب المعارضة والمستقلين الاستحقاق الرئاسي «مضعضعين»، ما يؤدي مجدداً لفوز مرشح «8 آذار»، لافتة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن جعجع قبل اجتماع الـ16 كان قد وجّه «دعوة لإطلاق دينامية سياسية للمعارضة من أجل الوصول للاستحقاق الرئاسي ورسم خريطة طريق للوصول لوحدة موقف ووحدة صف، لذلك نعتبر أن الاجتماع النيابي التشاوري الذي حصل، جيد، لأنه بنهاية المطاف يجب أن تنطلق الاجتماعات من مكان ما وقد انطلقت». وأضافت المصادر: «نحن نعتبر الجمود مسألة سلبية، أما الدينامية فمسألة إيجابية».
وكشفت المصادر أن قيادة «القوات» في معراب كانت على علم بهذا الاجتماع واطلعت على فحواه وما دار خلاله، موضحة أن «كثيراً من النواب المستقلين وغير المستقلين يزورون جعجع وينسقون معه بعيداً عن الإعلام»، و«نحن على يقين بأن كل هذه الاجتماعات واللقاءات والجهود تخدم القضية الواحدة والهدف نفسه، وستلتقي بنهاية المطاف في مكان معين لأن الكل يدرك أن مكوناً واحداً لن يستطيع أن يحقق وحده النتائج المرجوة».
وذكّرت المصادر أنه «منذ انتهاء الانتخابات النيابية دعا حزب القوات إلى ضرورة توحيد المعارضة وصفوفها، خصوصاً أن هذه الانتخابات نجحت في انتزاع الأكثرية من الفريق الآخر، لذلك وجب الاستفادة من هذا التطور الكبير بما يخدم لبنان والدولة في لبنان والقوى السيادية والإصلاحية»، معتبرة أن «لقاء جنبلاط مع مسؤولين بـ(حزب الله) لا يعني أنه سيسير بمرشح من (8 آذار)، وقد كان واضحاً في هذا المجال، وهذا ما نتفق عليه معه، وما يعني أن احتمال التفاهم بين كل مكونات المعارضة حول اسم موحد للرئاسة لا يزال قائماً».
ويتواصل جعجع مع عدد من نواب «التغيير» ومنهم النائبة بولا يعقوبيان للتوصل إلى تفاهمات بخصوص ملف الرئاسة. وتقول يعقوبيان لـ«الشرق الأوسط»: «نحن نعي أن لا إمكانية اليوم لإيصال مرشح نخوض به مواجهة مع قوى المنظومة، لأننا لن نتمكن من تأمين فوزه، ونعتبر أن من يطرح مرشحاً من هذا النوع لا يريد إيصاله ويكون يسعى لتعميق المشكلة»، وتتحدث عن مجموعة معايير سيتم على أساسها اختيار اسم المرشح الذي سيتم اعتماده، أبرزها أن يكون «من خارج المنظومة، وقادراً على وقف الأداء الانحداري، ويمكنه أن يُنشئ علاقات سوية وجيدة مع المجتمع الدولي ولا يجر لبنان إلى محور إيران بشكل كامل، كما لا يغطي فساد المافيا ويكون سيادياً». وتضيف: «نحن نتواصل مع كل القوى السيادية ومن بينها (القوات) و(الكتائب) وكل من يمكن أن يُصوت معنا للوصول إلى تفاهم على اسم رئيس نتمكن من تأمين فوزه لا أن نكتفي بطرح أسماء تندرج في إطار رفع السقوف التفاوضية».
ويعتبر جعجع أن «مجلس النواب اليوم شقّان؛ الأول مع محور الممانعة أي السلطة الموجودة وهو كناية عن 61 نائباً، وهؤلاء معروف أمرهم وقد أعطوا أحسن ما يمكنهم إعطاؤه وهو الوضع الحالي الذي نعيشه اليوم، وهناك الشقّ الثاني المكوّن من النواب الـ67 الآخرين». ويعول هو وباقي نواب المعارضة اليوم على تفادي مزيد من الخسائر التي مُنوا بها منذ الانتخابات النيابية، خصوصاً على صعيد انتخابات رئاسة المجلس النيابي ونيابة الرئاسة، كما على صعيد استحقاق تكليف رئيس للحكومة.
في سياق آخر، شدّد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على أنّ “من غير الممكن أن يعيش لبنان وفق رسالته إذا لم يعش الحياد الناشط”، مضيفاً: “لا يمكن أن نورّط البلد في صراعات الآخرين وليس الحياد موقفاً ظرفياً إنما أسلوب حوار بنّاء”.
وقال في عظة الأحد، من الدّيمان: “الشعب يحتاج رئيساً يسحب لبنان من الصّراعات ولا يجوز في هذه المرحلة أن نسمع بأسماء مرشحة من هنا وهناك ولا نرى تصوّراً لمرشح”.
ورأى الراعي أنّ “أمام الدولة أساليب عدة لإنقاذ أموال المودعين في المصارف ولكنّها للأسف لا تتصرّف”.
محلي
الملف الرئاسي غداً في معراب.. ماذا سيعلن جعجع؟
يعقد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع مؤتمرا صحافيا في معراب يتناول فيه آخر تطورات الملف الرئاسي وذلك عند الساعة 12:30 من بعد ظهر الاثنين.. فماذا سيعلن جعجع حول آخر المستجدات الرئاسية؟
محفوض: المعركة الرئاسيّة الحقيقيّة تدور بين «الحزب» وبكركي
رأى رئيس “حركة التغيير” عضو الجبهة السياديّة إيلي محفوض، أنّ “المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية باستثناء رئيس القوات سمير جعجع، يعيشون حالة انتظار مبرمجة على توقيت ساعة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، علمًا أنّ الأخير لم يعلن بعد عن خياره، أو أقله عن مفاضلته بين رئيس المردة سليمان فرنجية ورئيس التيار العوني جبران باسيل، ولا بين غيرهما من المرشحين المنتمين لمعسكره السياسي، بسبب رغبته عدم افتعال مشكلة إضافية عبر تسمية شخصية استفزازية لرئاسة الجمهورية، ليس خوفًا من القوى السيادية أو محبة بها، إنما لعلمه أنّ المرحلة المقبلة ستكون حبلى بالمتغيرات الدراماتيكية”.
محفوض لفت في تصريح، إلى أن “ما يريده السيد نصرالله، هو ترشيح شخصية ترفع عن كاهله مسؤولية ما وصلت إليه البلاد من انهيارات بالجملة”، وأكد أنّ “الفريق السيادي لم يتوصل حتى الساعة إلى اتفاق على تسمية شخصية سيادية بامتياز، ومن الواضح وفقًا للمعطيات الراهنة أنّ مجموعة الـ 16 التي التقت في مجلس النواب لن تتوسع لتشمل باقي القوى السيادية، الأمر الذي جعل من المواصفات التي وضعتها بكركي، تتفوق على طروحات الجميع، ما يعني أنّ المعركة الرئاسية الحقيقية تدور بين بكركي وحزب الله، أكثر منها بين الأخير والمجموعة السيادية”.
كما قال محفوض: “حتى الساعة ليس لدى الفريق السيادي مرشح علني، ولا مواصفات نهائية معلنة، ولا برنامج سياسي موحد، وهو عاجز عن الوصول إلى توافق بين أعضائه حول تسمية شخصية موحدة لرئاسة الجمهورية، لكنه في حال شعر أن حزب الله قد يتمكن من تحقيق ما يصبو إليه رئاسيًا، فإنه لن يتردد في تعطيل جلسة انتخاب الرئيس، على قاعدة التعطيل خير من تسليم البلد لمثلث طهران دمشق حارة حريك”.
وعن قراءته لأبعاد انعطافة رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط في اتجاه “حزب الله”، أكد أنّ لجنبلاط “خصوصيته في قراءة الأحداث والتطورات، وأنه لا مصلحة لدى القوى السيادية في التصويب عليه”، مؤكدًا أنه “مهما ابتعد جنبلاط عن المعسكر السيادي، مصيره العودة إليه، لأنه بما يمثل ومن يمثل، ركن أساسي في الكيان اللبناني، ولا يمكن تخطيه عندما تدق ساعة الحقيقة”.
أمني
عمليّة نوعيّة توقع بموزّع مخدّرات واثنين من زبائنه
صدر عن المديريّة العامّة لقوى الأمن الدّاخلي ـ شعبة العلاقات العامّة البلاغ الآتي:
“بتاريخ 12-6-2022، أوقفت دورية من شعبة المعلومات أحد مروجي المخدّرات في محلّة النّبعة، بعد أن أطلق النّار باتجاه العناصر وأصاب أحدهم.
وبنتيجة المتابعة، تمكّنت قطعاتها المختصّة من تحديد هويّة الموزّع الذي كان يسلّمه المخدّرات، ويدعى:
– ع. ع. (من مواليد عام ١٩٩٧، سوري)
بتاريخ 9-8-2022، وبعد رصدٍ ومراقبة دقيقة، تمكّنت إحدى دوريّات الشّعبة من تنفيذ عملية نوعية في محلّة جلّ الدّيب، نتج عنها توقيف المشتبه به، على متن درّاجة آلية، وبرفقته شاب وفتاة تم توقيفهما وضبط الدراجة، وهما:
– ح. م. (من مواليد عام ١٩٩٣، لبناني)
– ث. ج. (من مواليد عام ۱۹۸۸، لبنانية)
وفي خلال عملية التوقيف، أقدم (ح. م.) على شهر مسدّس حربي بوجه العناصر وعمل على مقاومتهم للحؤول دون توقيفه، إلا أنه لم ينجح في ذلك، وتمت السّيطرة عليه، وتجريده من سلاحه وضبطه.
تبين أن الأخير نفّذ العديد من عمليات السّلب بقوّة السّلاح، كان آخرها بتاریخ 13-7-2022.
بتفتيش منزله، في محلّة الشّيّاح، تم ضبط بندقية “كلاشينكوف” وممشط و”جعبة مماشط”.
بالتحقيق معهم، اعترف (ع. ع.) بتوزيع كميّات كبيرة من المخدّرات على المروجين في العديد من مناطق محافظة جبل لبنان. واعترف (ح. م.) بتعاطي المخدّرات وبتنفيذ عمليات سلب بقوّة السّلاح. كذلك اعترفت (ث. ج.) بتعاطي المخدّرات.
أجري المقتضى القانوني بحقّهم وأودعوا مع المضبوطات المرجع المعني، بناءً على إشارة القضاء المختص”.
القبض على أحد أفراد عصابة سرقة سيارات
قبضت شرطة بلدية كفررمان على أحد افراد عصابة سرقة السيارات أثناء محاولته الهرب بسيارة مسروقة نوع “كيا” تحمل الرقم b590292 من مدينة بيروت في اتجاه البقاع.
وأوقفت عناصر الشرطة السارق في كفررمان، وتم اقتياده الى مركز البلدية، في حضور رئيس بلدية كفررمان هيثم ابو زيد الذي يتابع عن كثب ملف السرقات التي تتم في الاونة الاخيرة، ويتم تكثيف الدوريات الرقابية من قبل عناصر الشرطة لتوقيف السارقين، وسلم الى الأجهزة الامنية المختصة، لفتح تحقيق والكشف عن كل أفراد العصابة التي تستهدف سيارات المواطنين في مختلف القرى والبلدات اللبنانية.
دولي
الاستخبارات البريطانية: القوات الروسية تحشد قدراتها العسكرية جنوب اوكرانيا لتأمين مكاسبها
وفد من الكونغرس الأميركي يصل الى تايوان
ما جديد كورونا
أعلنت وزارة الصحة العامّة في تقريرها اليومي حول مستجدات فيروس كورونا، اليوم الأحد، عن “تسجيل 1446 إصابة جديدة بكورونا ليصبح العدد الإجمالي للإصابات 1197041”.
ولفتت الوزارة في تقريرها، إلى تسجيل “4 حالات وفاة، وبذلك يصبح العدد الإجمالي للوفيات 10576”.
مقدمات نشرات الأخبار
Lbc
افتتح البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي
” منصَّة المواصفات ” لرئيس الجمهورية :
على المرشَّح إعلانُ مواقفِه ِالواضحةِ من القضايا المصيرية، من مثلْ:السبيلُ الذي يسلكُه لإجراء مصالحة ٍ وطنية على أسس ٍ وطنية؟ أولوياتُه الوطنية ُوالإصلاحية ُ للنهوض الإقتصادي والمالي؟ المسارُ الذي يتَّبعُه لضمانِ الكِيان اللبناني ومنعِ بَعثرَتِه؟ كيفيةُ العملِ لتطبيقِ اللامركزية الموسعة؟ موقفهُ من عقدِ مؤتمر ٍدولي خاص بلبنان وتحديدِ نقاطه، ومن بينها القراراتُ الدولية ذاتُ الصِلة بلبنان؟ كيفيةُ إعادةِ دور لبنان في محيطه العربي والإقليمي والعالم؟ الخطةُ لديه لحل قضيةِ اللاجئين الفلسطينيين، وإعادة ِ النازحين السوريين إلى بلادهم؟ اقتراحُه لتنظيم عودة اللبنانيين الذين اضطُروا إلى اللجوء إلى إسرائيل سنة 2000؟ في ضوءِ كلِّ ذلك نقول: لا يجوزُ في هذه المرحلة المصيرية، أن نسمعَ بأسماء مرشحين من هنا وهناك ولا نرى أيَّ تصورٍ لأيِّ مرشح. كفانا مفاجآت”.
” كفانا مفاجآت ” تعني ان البطريركَ الراعي أطاح ، بعظةٍ واحدة ، مجموعةَ اسماءْ بدأت تُطرَح في أكثرَ من منتدى ولقاء، فاستردَّ المبادرة ، سواءَ من الذين يَطرحون اسماءَ أو يضعونَ فيتواتٍ على أسماء .
في موازاة ” منصَّةِ المواصفات ” ، تبدو منصاتٌ أخرى في حال تعثُّر ، من الإصلاحات الإقتصادية التي يُطلِقُ في شأنها المفاوِضُ والمفوَّض سعادة الشامي ناقوسَ الخطر حيال التباطؤ او التلكؤ في بنود الإصلاح ، إلى ملف الكهرباء الذي يضغط أكثر فأكثر ، إلى ملف التربية الذي دخلَ في سباق مع الوقت مع اقتراب فتحِ المدارس والجامعات .
عالميًا ، سلمان رشدي يتماثلُ للشفاء وَفقَ ما أعلن وكيلُه في بيان أرسِلَ إلى صحيفة واشنطن بوست ، مشيرا إلى أن “جروحَه خطيرة لكنَّ حالتَهُ تتطورُ في الاتجاه السليم”.
عالميًا أيضًا ، ولكنْ في الاقتصاد ،أعلنت شركة “أرامكو” السعودية أنها حققت أرباحاً قياسية قدرُها 48,4 مليار دولار في الربع الثاني من 2022، بزيادة بنسبة 90,2 بالمئة مقارنة ًبالفترة ذاتها من العام الماضي بفضلِ ارتفاع أسعارِ النفط على خلفية الحرب في أوكرانيا.
هذا الرقم الهائل يجعلُها في موقع المسيطِر ِعلى سوق النفط عالميًا .
أما البداية فمن الداخل ، من عيدٍ له رمزيتُه الدينية ُ والوطنية ، عيدِ السيدة العذراء .
Otv
خمسة عشر يوماً تقريباً، وتبدأ المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد.
وفي هذا الإطار، وإذا وضعنا جانباً الظروف الإقليمية والدولية المؤثرة في الوضع اللبناني، يمكن تسجل ثلاث مفارقات على المستوى المحلي:
المفارقة الأولى، تصرف معظم المعنيين بالاستحقاق الرئاسي وكأن الشغور على مستوى رئاسة الدولة مع نهاية كل ولاية رئاسية بات الأمر الطبيعي، أما التزام المهل فهو الاستثناء. ولعلَّ المثل الفاقع الذي يصبُّ في هذا السياق اليوم، هو موقف رئيس الحكومة المكلف، غير الآبه على ما يبدو لتشكيل حكومة جديدة، معوِّلاً ربما على عدم انتخاب رئيس، حتى يصبح حاكماً بأمره على رأس الحكومة التي يتوقع أن تتسلم صلاحيات الموقع الأول.
أما المفارقة الثانية التي يمكن تسجيلها اليوم، فهي غياب أي مرشح جدي معلن لرئاسة الجمهورية. فباستثناء بعض الأسماء المتداولة همساً أو في الإعلام، لا أحد يجاهر بترشيحه. أما عدم طرح برنامج محدد، بالخطوط العريضة على الأقل، فبمثابة “تحصيل حاصل”، في ظل الشخصنة المعتادة من قبل البعض على الساحة الداخلية في مقاربة كل الاستحقاقات.
تبقى المفارقة الثالثة، وهي تجاهل معظم الأفرقاء الداخليين عمداً أي إشارة إلى القوة التمثيلية المفترضة، مباشرة أو بشكل غير مباشر، لأي مرشح رئاسي. فهذا يريد مرشحاً بواجه حزب الله، وذاك يريد مرشحاً بخلفية اقتصادية ومالية، وبين الإثنين مواصفات تروح وتجيء، وكأن ما تم تحصيله في السنوات الأخيرة على مستوى الميثاق والتمثيل الصحيح لجميع المكونات، لا قيمة له، حتى بالنسبة إلى بعض الأفرقاء المسيحيين، المعنيين مباشرة بالموضوع.
فولا تشديد جبران باسيل أمس من الديمان على الموضوع، لشعر اللبنانيون أن البحث عن رئيس جديد، هو كمثل البحث عن موظف في شركة، يملكها الغير، أي أنها تخص أفراداً ومكونات مناطة بهم، من دون سواهم، صلاحية التوظيف، بغض النظر عن الأهلية الشعبية الضرورية، والكفاءة الشخصية والمهنية الإلزامية، والسيرة الذاتية الوطنية التي يفترض ألا يكون عليها أي غبار.
وفي انتظار اتضاح الصورة اكثر على المستوى الرئاسي، تبقى الأنظار معلقة على ملف الترسيم، الذي يمكن أن يشق الاتفاق عليه الطريق واسعاً أمام خروج لبنان من الأزمة الاقتصادية والمالية، ليوضع سكة التعافي والازدهار من جديد.
Nbn
المنار
الجديد
قداس في كنيسة “أبو سيفين” تحول إلى محرقة مدينة الجيزة. أول الفرضيات خلل كهربائي في أحد أجهزة التكييف أدى إلى حريق أودى بحياة أكثر من أربعين شخصا
بينهم أطفال قضى معظمهم اختناقا واخر الفرضيات استبعاد العمل الإرهابي ونجاة مصر من أتون نيرانه فيما بقي احتمال أن يكون الحريق مفتعلا، وهو ما ستبينه
التحقيقات الجنائية وما جرى شبه لنا أنه في لبنان بحوادث تكررت مع تخزين المواد الحارقة بين البيوت.. مع فرق أن اللبنانيين استحصلوا على إقامة دائمة في
جمهورية جهنم فلا كنيسة قريبة تشفيهم.. ولا التضرع لأعجوبة ينتشلهم من قعر الجحيم في دولة محكومة من ائتلاف المجرمين والفاسدين وسارقي فلس المودع فتبت يدا
أبي لهب.. والسلطة حمالة الحطب. في الدولة القابضة على أرواح مواطنيها رفعت الصلوات والعظات على نية تأليف حكومة صارت في خبر كان.. بعدما تقدم المبتدأ
الرئاسي كل استحقاق ومن قداس أحد الحياد قال البطريرك الراعي إن الشعب يحتاج رئيسا يسحب لبنان من الصراعات ولا يجوز في هذه المرحلة أن نسمع بأسماء
مرشحة ولا نرى تصورا لمرشح قدم الراعي برنامج الرئيس على ما عداه.. وتولى المطران الياس عودة تحديد المواصفات بأن يكون متخليا عن ذاته وأنانيته صاحب
هيبة يعيد إلى الدولة هيبتها وسيادتها واستقرارها وأن يحسن اختيار وقيادة فريق عمله.. رئيس يحترم الدستور والقوانين متحرر من أثقال المصالح والارتباطات.
وبهذه المواصفات غير المطابقة للعهد القوي أسقطت من يد العهد اخر أوراقه بسقوط إسم رئيس التيار جبران باسيل من لوائح الشطب الرئاسية وقد قدم بالأمس أوراق
الاعتماد من الديمان ووقف أمام المراة محددا مواصفات الرئيس القوي بكتلة نيابية ووزارية تدعم الرئيس وتقوي صلاحياته وكاد يقول الحرف الأول من اسمه “جبران
باسيل” لكن الرئيس إن أتى من كتلة نيابية وازنة أم منفردا.. أكان قويا أو مقطوع الحيل فصلاحياته محفوظة وهو يملك الحق الدستوري في التوقيع من عدمه..
وجوارير بعبدا على رؤوس الأشهاد ومطلق من تولى سدة الرئاسة الأولى.. فإنه سيجلس على كرسي بتركة ثقيلة من أزمات أودت بالبلد إلى الانهيار وسيواجه من
طبقة سياسية فاسدة لن تغير جلدتها بالمحاصصة المذهبية والطائفية، وبالإمساك بمفاصل البلاد ومرافقها وبالتكافل ستستمر في سرقة ما تبقى من أصول الدولة وودائع
الناس حتى القرش الأخير وأمام هذه الصورة القاتمة لسلطة القتل والنهب.. فإن المجتمع الدولي ببنوكه وصناديقه يبدو أنه “شمع الخيط وهرب” إلى معالجة أزمات بدأت
بالحرب الروسية الأوكرانية ولن تنتهي في المضيق بين تايوان والصين معطوفة على تعدد الأقطاب والحرب الاقتصادية الباردة بين ثلاثي الكوكب: أميركا وروسيا
والصين وما بين الثلاثي فإن وحدة أوروبا تتفكك.. وبعد صيف حار ينتظرها شتاء قارس والقارة العجوز أصبحت بلا طاقة.