تحتفل الهند في 15 آب من كل عام بعيد استقلالها. وبمناسبة يوم الاستقلال الـ76، ينقل السفير الهندي في لبنان الدكتور سهيل أجاز خان، رسالته للشعبين اللبناني والهندي في المناسبة، متحدثاً عن السبل المستقبلية للارتباطات بين البلدين من الناحية الاقتصادية، حيث يؤكد من خلال مقابلة خاصة مع “لبنان 24” مواصلة البحث مع المعنيين في سبل تنويع التجارة الثنائية وتعزيز الواردات من الهند، وكذلك أهمية توفير الادوية الهندية، والمساهمة في تعزيز انتاج الطاقة الشمسية.
يتحدث خان بداية عن أهمية الاحتفال بـ”آزادي كا عمريت محوتساف “Azadi Ka Amrit Mahotsav بالنسبة للهند، وهو الشعار الذي أطلقه رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، للاحتفال وتشارك فيه السفارة الهندية في لبنان من خلال نشاطات مختلفة، “احتفالات بتاريخ الهند العظيم واستقلالها، لإحياء ذكرى تاريخنا المجيد باعتبارها واحدة من أقدم الحضارات إلى أن أصبحت الآن أكبر دولة ديمقراطية”، كما يشير خان.
يقول خان: “ترتكز الاحتفالات على خمس موضوعات: نضال الحرية، الإنجازات، اﻷفكار، العزيمة، والإجراءات، وذلك لاظهار التطور والتقدم وتأكيد انّ الهند معتمدة على نفسها ومستقلة، منذ نيل الاستقلال ولغاية اليوم. وقد نظمت السفارة حوالي 100 نشاط في اطار الاحتفال بهذا الاطار منذ العام المنصرم، وذلك في أطر ثقافية وفعاليات تجارية والترويج السياحي والاحتفاليات بالشراكات التنموية مع المعنيين في لبنان. وشارك لبنانيون كثر في هذه النشاطات”.
عن العلاقة مع لبنان
وعن العلاقة بين لبنان والهند، يقول خان: “لطالما تمتع كلّ من الهند ولبنان بعلاقات وثيقة وودية منذ أن أنشأنا العلاقات الدبلوماسية في عام 1954. ونقول انّ الهند وقفت الى جانب لبنان في مراحل سياسية مختلفة وظروف صعبة عانى منها لبنان. ونذكر على سبيل المثال لا الحصر، انّ الهند قدمت بعد انفجار الرابع من اب المأسوي 58 طنا من المواد الاغاثية الفورية، وخلال جائحة كورونا قدمنا الكثير من معدات الوقاية الشخصية الى وزارة الصحة. وخلال هذا العام أكملت السفارة الهندية بنجاح مشروعين بيئيين في محمية الشوف للمحيط الحيوي، تضمنا إعادة التشجير عن طريق زراعة 800 شجرة ارز وانشاء مرافق عند المحميات”.
ويضيف خان: “يُضاف الى ذلك برنامج ITEC الخاص بنا، والمخصص لبناء القدرات وممول بالكامل من الحكومة الهندية، ويتم تنفيذه من خلال عدد من البرامج التدريبة والمشاريع. كما ساهمت دفعات متتالية من المتدربين وخريجين ITEC في تعزيز العلاقات بين الهند ولبنان”.
ويتحدث خان ايضاً عن حب اللبناني للثقافة الهندية من ناحية الموسيقى والطبخ واليوغا، حيث يشارك لبنانيون في نشاطات مختلفة تقيمها السفارة في هذه المجالات وايضاً من خلال مدارس اليوغا التي تم افتتاحها وتلقى قبولاً كبيراً لدى اللبنانيين.
التطور التجاري
والى الجانب الثقافي، تسعى الهند الى تطوير وتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين، وهنا يعلن السفير خان من خلال “لبنان 24” فتح إطار التواصل مع المعنيين للتعاون في شتى المجالات من اجل إعادة النهوض بالبلد اقتصاديا كما يؤكد. ويقول: “نواصل البحث عن فرص لتعزيز وتنويع علاقاتنا مع لبنان. نحن أيضًا نستكشف باستمرار خيارات لتعزيز وتنويع تجارتنا الثنائية. أشعر أن تعزيز الواردات من الهند يمكن أن يوفر مصدرًا عمليًا وفعالًا من حيث التكلفة لاحتياجات لبنان من الواردات وقد يقلل فاتورة الاستيراد خاصة أن لبنان يمر بأسوأ أزمة اقتصادية ومالية”.
وفي المجال الصحي، يقول خان: “يمكن أن توفر الادوية الهندية بديلاً عمليا، وأحث وزارة الصحة اللبنانية 8على تسهيل تسجيل الادوية الهندية الجديدة التي يمكن الاستفادة منها”.
وبما يختص بإنتاج الطاقة الشمسية، يقول خان: “الهند دولة رائدة في إنتاج الطاقة الشمسية، هناك مجال كبير لتعزيز تجارتنا الثنائية في الألواح الشمسية والبطاريات. ونحث لبنان على الانضمام إلى التحالف الدولي للطاقة الشمسية بقيادة الهند اﻷمر الذي سيساعد على اكتساب تقنيات وخبرات مبتكرة لتطوير إنتاج الطاقة الشمسية في البلاد”.
وفي مجال الغذاء، يتحدث خان عن أوجه تكامل زراعي بين البلدين، “فيمكن للهند أن تصبح شريكاً يمكن الاعتماد عليه لضمان امنه الغذائي بتكلفة جيدة”.
كما يتحدث خان عن أهمية الدور الذي لعبته الهند من خلال المشاركة في اليونيفيل والكثير من النشاطات والمشاريع التي قامت بها الكتيبة الهندية في الجنوب، كتحديث ملاعب رياضية وتوفير مولدات كهربائية ودعم للمستشفيات والمستوصفات في المناطق الجنوبية وغيرها من المشاريع.
وفي الجانب السياسي، يتحدث السفير الهندي في لبنان قائلاً: “لقد تغير الوضع في لبنان بشكل جذري في العامين الماضيين. وتعرض لبنان لتحديات غير مسبوقة تمثلت في أزمة مالية وكوفيد وانفجار بيروت في نفس الوقت مما فاقم اﻷزمة. لكن على الرغم من كل المشاكل والتحديات، أستطيع أن أرى الناس لديهم آمال كبيرة ورغبة كبيرة في الكفاح من أجل غد أفضل”.
ويتابع: “آمل انه مع تشكيل الحكومة الجديدة، سيبدأ الوضع في التحسن في جميع القطاعات. أرى أن شعب لبنان قوي وصلب ويمكنه التعامل مع مشاكله بأي وسيلة لديه. فالبلد لا يفتقر الى الجودة والإبداع في كل المجالات والقطاعات، ولا يحتاج الأمر سوى بعض الوقت للخروج من هذه الأزمة. أتمنى كل التوفيق لشعب لبنان في مستقبل مشرق ومزدهر. كما أنني أدعو جميع اللبنانيين لزيارة الهند، وتذكروا دوما انّ الهند دائما بانتظاركم”.