خاص الهديل –
تدور اشاعات حول لقاء في عرض البحر وفي دولة اجنبية، جرى بين رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ورئيس المردة سليمان فرنجية، وذلك على متن يخت تعود ملكيته لصديق مشترك للرجلين.
ولا يوجد تاكيدات لهذه المعلومة التي تبدو غريبة : اولا لان كلا من باسيل وفرنحية لا يحتاجان للقاء سري بينهما، لأن مادة عنوان لقائهما بات معروفا، وهو الاتفاق بينهما على موافقة باسيل على مبدأ ترشيح فرنجية لرئاسة الجمهورية ، وثانيا الاتفاق على الثمن الذي يجب على فرنجبة ان يدفعه لباسيل مقابل موافقة الاخير على ترشيحه.وهذا الثمن الذي يطالب به باسيل، بحسب مصادر متقاطعة، يتشكل من المطالب التالية:
* ان يوافق فرنجية على تعيين قائد جديد للجيش يسميه جبران باسيل.
* ان يوافق فرنجية على تعيين حاكم جديد لمصرف لبنان يسميه باسيل.
* ان يوافق فرنجية على تعيين رئيس جديد لمجلس القضاء الأعلى يسميه باسيل.
* ان يوافق فرنجية على ان يسمي باسيل كل الوزراء المسيحيين طوال عهد فرنجية.
ولقد رفض فرنجية هذه المطالب، وتقول مصادره القريبة ان ” ابو طوني ” يقول للذين يتداولون معه بمطالب باسيل انه غير مستعد للوصول إلى قصر بعبدا برتبة حارس لكرسي رئاسة الجمهورية ، وأن يكون فخامة الرئيس لا يحكم بعدته بل يتم التحكم به من خلال كبار موظفي الدولة والوزراء المحسوبين على باسيل والمدعومين منه .
واللافت هنا ان نفس المطالب تقريبا التي يضعها باسيل كشروط لتأييد ترشيح فرنجبة، كان ولا يزال يضعها باسيل كشروط على الرئيس ميقاتي لتسهيل مهمة تشكيل الحكومة. فباسيل ومعه عون يريدان من ميقاتي، ومن فرنجية اليوم أمرا اسياسيا، وهو رضوخهما وموافقتهما على لائحة تعيينات لكبار موظفي الدولة تابعين لباسيل ( قائد الجيش – حاكم مصرف لبنان – رئيس مجلس القضاء الأعلى، الخ..)؛ والهدف الباسيلي العوني من ذلك، هو ان يستمر العهد العوني، بعد خروج عون من قصر بعبدا، في حكم البلد ، وذلك من خلال سيطرة باسيل على أركان الدولة الأساسية.
.. والواقع انه لا ميقاتي قبل بسيناريو عون – باسيل ، ما جعل باسيل يعرقل تشكيل الحكومة، وما جعل ميقاتي يصر على رفض مطالب” عون الباسيلية” لانها تعني موافقته على تقديم الدولة هدية للعم والصهر لعدة سنوات قادمة، وجعلت ميقاتي يرى انه اذا كان لا بد من خسارة فرصة تشكيل حكومة لنحو ثلاثة أشهر ، فإن هذا افضل من تسليم البلد لست سنوات قادمة للثنائي عون – باسيل اللذين خلال السنوات الست الماضية قادا البلد الى الانهيار ..
.. وايضا لا فرنجية قبل بشروط عون – باسيل. ما جعل باسيل يعرقل السيناريو الذي يسعى حزب الله لتمريره، وهو سيناريو تفاهم ” فرنجية باسيل الرئاسي” لمصلحة ابو طوني ، الذي يحاكي في مضمونه تفاهم معراب ببن “الحكيم والجنرال ” لمصلحة الجنرال.
ان محاولات باسيل لجعل ميقاتي يرضخ لشروط خطة تنفيذ انقلاب من داخل الدولة على عهد الرئيس العتيد الذي سيخلف عمه ، سقطت بفعل ان رئيس حكومة تصريف الأعمال ميقاتي قطع الطريق على هذا التوجه الباسيلي- العوني من اليوم الأول لبدء مسار التكليف، حيث وضع ميقاتي على طاولة الرئيس عون تشكيلة حكومية، واعلن انفتاحه الكلي على التشاور مع الرئيس بخصوصها وحدها، وليس بخصوص لائحة شروط باسيل ذات الصلة بانقلابه على الرئيس القادم للجمهورية من خلال رزمة تعيينات مفروضة كشروط على رئيس الحكومة المكلف، وحاليا يحاول باسيل ان يفرضها على رئيس الجمهورية المقترح فرنجية، فيما الاخير حتى الآن يظهر ممانعة وعدم موافقة !!..
سيكون من الحكمة انتظار رؤية كيف ستنتهي مناورات باسيل مع فرنجية ، حتى يتم التأكد من ان ابو طوني لن يتعرض لضغوط تجعله يقبل بشروط باسيل، بمقابل ترشيح الاخير لفرنجية ، وبذلك يكون باسيل ومن وراءه، نجحوا في تمرير خطة الانقلاب التي عجوزا وفشلوا في تمريرها عبر ميقاتي.