بعد اجتماعه الأخير مع وفد من حزب الله، أكّد رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط أنّ “هذه المبادرة جاءت لأن حزب الله مكون أساسي من مكونات البلد ولا يمكننا استبعاده”.
وحول اعتقاد حزب الله أنّ الموعد النهائي الرئاسي (المقرر في 31 آب) قد يتأخر بسبب التعقيدات التي تلوح في الأفق، قال: “طرحت عدة أسئلة على وفد “الحزب” حتى يتمكن من نقلها إلى الأمين العام لـ “حزب الله” حسن نصر الله، ولكن لم أحصل على إجابة حتى الآن”.
وأضاف، “من بين أمور أخرى، أعربت عن رغبتي في إجراء الإنتخابات في الوقت المناسب”، مشيرًا إلى أنّ “مجرد حقيقة أن نصر الله دعا في أحد تصريحاته الأخيرة إلى تشكيل حكومة لها الصلاحيات اللازمة، أستنتج أن الانتخابات الرئاسية قد تستغرق وقتًا”.
وحول إمكانية حدوث “مطبات” في الفترة المقبلة، قال جنبلاط: “نعم لأن العقبة الرئيسية هي الرئيس ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل اللذين لن يسهّلا الأمور”.
ورأى أنّ،” حقيقة أن حزب الله مدين لهم بالكثير يمكن أن تؤثر أيضًا على العملية، ففرض هذا الثنائي ضريبة باهظة علينا. وفي هذا الموضوع، أنا أتناقض تمامًا مع رأي رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع الذي وصف ميشال عون بأنه “رئيس ضعيف”. إذا كان بهذا الضعف جعلنا نتحمل الكثير ، فماذا لو كان قوياً؟”.
وتعليقًا على ما قاله باسيل من الديمان حول أنه “لا يمكن لأحد أن يفرض عليه رئيسًا”، اعتبر جنبلاط أنّ “المشكلة هي باستمرار باسيل في فرض نفسه في كل المجالات، ليس فقط على مستوى الولاية الرئاسية، ولكن أيضًا على مستوى وزارة الطاقة”.
وأضاف، “باسيل يمنع إنشاء هيئة تنظيم الكهرباء التي يطالب بها المجتمع الدولي كجزء من الإصلاحات”.
وأكّد أنّ، “كل ما أحاول فعله هو فصل القضايا الرئيسية – مثل مسألة سلاح حزب الله أو مسألة الحدود مثل مشكلة شبعا – عن مسائل الإصلاح والانتعاش الاقتصادي، والتي هي أكثر أهمية في الوقت الحالي. حتى لو تم الاتفاق غدًا مع إسرائيل على ترسيم الحدود البحرية، فإن جبران باسيل سيواصل سياسة الشلل التي ينتهجها”.
وحول ما شيع عن تفضيله رئيس توافقي، نفى جنبلاط هذه المعلومات مؤكّدًا “ما قلته في لقائي مع وفد “حزب الله” هو أننا لا نريد رؤساء بسمات سياسية. دعونا نحاول العثور على رئيس قادر على إدارة الأزمة ولكن لديه أيضًا خلفية اقتصادية ومالية”.
وفي تفاصيل اللقاء الأخير، كشف جنبلاط “سألت حسين خليل عدة أسئلة، لقد أجابني على نقطة واحدة فقط: وهي أن الخلاف على مسار الحدود البحرية لا يرتبط بأي حال بالمحادثات الجارية حول الملف النووي الإيراني. أما بالنسبة للأسئلة الأخرى فيجب أن يعرضها على أمين عام الحزب قبل أن يجيب علي”.
وتابع، “لكن في رأيي ، سيكون حزب الله قادرًا على التسامح مع رئيس تكنوقراطي أو موحد طالما أنه لا يحاول أن يكون استفزازيًا ويستمتع بإحياء القضايا الخلافية مثل تنفيذ القرار 1559 “.
وحول إمكانية اعتبار رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه رئيس موحد، قال: “أنا شخصياً لا أصدق ذلك”، لافتًا إلى أنّ ” ذلك بسبب تحالفه مع الحزب وقربه من الرئيس السوري بشار الأسد”.
وشدّد على أنّ، “هذا القرار سوف يعود في النهاية إلى كتلة اللقاء الديمقراطي التي ستتخذ الموقف الذي تعتبره ذات صلة. أعرف سليمان فرنجية الجد جيداً، لقد كان حليفنا. أنا أعرف الحفيد جيدًا أيضًا. لكنني سأقول أن علاقته الخاصة مع الأسد يمكن أن تكون عقبة”.
وحول إمكانية إقتراحه أسماء لرئاسة الجمهورية، قال: “لا لن أجرؤ، سوف يتم وصفي بالخائن. سمير جعجع تحدث عن الخيانة في مؤتمره الصحفي يوم الإثنين الماضي (في حال فشلت المعارضة في التوحد خلف مرشح واحد)، لقد أصبحت كلمة سهلة بالنسبة له”.
أما في ما يخصّ لقاء النائب تيمور جنبلاط بالبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، قال: “نحن على نفس الموجة مع الراعي، فهو يؤيد الحوار لأنه يتفهم تعقيدات المشاكل اللبنانية”. لم أعلمه مسبقًا بلقائي مع الحزب، وتيمور ذهب إليه ليخبره بمبدأ الحاجة إلى الحوار”.
وأضاف، “حتى لو كانت لدينا خلافات جوهرية مع حزب الله، مرة أخرى لا يمكننا استبعاده من الحوار. عندما تتحدث القوى العظمى مع بعضها البعض – إيران والولايات المتحدة عبر أوروبا والسعودية وإيران في بغداد – ألا يحق لنا في لبنان التحدث مع بعضنا البعض؟”
وحول الدعوة للحياد والتي كان قد أطلقها البطريرك الماروني، رأى أنّه “لا يمكن تطبيق هذا المفهوم على لبنان بينما تتواصل الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين وأراضينا، لا علاقة له بحزب الله”.
وأضاف، “أنا لا أؤمن بهذا المفهوم ، ولم أفعل ذلك منذ عقود. أنهى الغزو الروسي لأوكرانيا حياد دولتين ، فنلندا والسويد، سويسرا هي الوحيدة الحيادية اليوم. من الواضح أنه يمكننا الاستمرار في الحديث عن الحياد ، لكن يكاد يكون من المستحيل تطبيقه عندما يكون هناك “وحش” يسمى إسرائيل