كتب عوني الكعكي:
شاء من شاء وأبى من أبى، لن يكون هناك انتخاب لرئيس جمهورية جديد للبنان إلاّ بعدما يتم الاتفاق بين أميركا وإيران في ڤيينا بشأن الاتفاق النووي الايراني.
قد يقول البعض: ما علاقة الانتخابات الرئاسية بالملف النووي الايراني؟
بكل صراحة وبكل بساطة لأنه لا يوجد من يستطيع أن يتخذ قراراً في لبنان بمعزل عن إيران.
لنبدأ بـ»الحزب العظيم»، فهو ينتظر الأوامر من إيران، خاصة وأنّ المرشح الأوفر حظاً هو الرئيس سليمان فرنجية ودونه صعوبات كبيرة في تأمين الأصوات الكافية لايصاله، خاصة وأنّ علاقاته بالدول العربية يمكن أن تصل الى حد الصفر، أي لا توجد أي علاقة له مع الدول العربية وبالأخص المملكة العربية السعودية التي لم يزرها مرة واحدة، ولا مصر ولا حتى أية دولة من دول الخليج الأخرى. هذا أولاً…
أما ثانياً فإنّ لديه مشكلة هي انه لا يملك كتلة نيابية تساعده على تجميع أصوات يمكن أن يستفيد منها في الانتخابات الرئاسيّة.
ثالثاً: نظرية العلاقات مع سوريا لم تعد كما كانت في السابق، خاصة وأنّ كل مرشحي سوريا في لبنان سقطوا في الانتخابات، باستثناء واحد ليس محسوباً عليهم بل هو محسوب أكثر على «الحزب العظيم».
رابعاً: الشروط التي وضعها سيادة الكاردينال البطريرك مار بشارة بطرس الراعي واضحة وصريحة، فهو يريد رئيساً لا يكون محسوباً على أية فئة بل ينتمي الى لبنان فقط، ما يعني رئيساً غير محسوب على الحزب العظيم، ولا على سوريا، كذلك يريد الكاردينال رئيساً بشروط حددها وهي واضحة وصريحة:
أولاً: أن يكون متمرّساً سياسياً وصاحب خبرة.
ثانياً: أن يكون محترماً وشجاعاً ومتجرّداً.
ثالثاً: ان يكون رجل دولة، حيادياً ونزيهاً، ملتزماً بوطنيته ويكون فوق الاصطفافات والمحاور والأحزاب.
رابعاً: لا يشكّل تحدّياً لأحد، ويكون قادراً على ممارسة دور المرجعية الوطنية والدستورية والأخلاقية.
خامساً: يجب أن تتوفر فيه ست صفات هي: الأخلاق والشجاعة والوطنية والمعرفة السياسية والنزاهة والتجرّد.
سادساً: أن يكون بالفعل رئيساً للدولة ورمزاً لوحدتها.. يسهر على احترام الدستور والمحافظة على استقلال لبنان ووحدته وسلامة أراضيه وفقاً لأحكام الدستور.
سابعاً: أن يكون على مسافة واحدة من كل السلطات، وأن يعمل بإخلاص على حماية الشرعية الدستورية.
ثامناً: أن يكون أخيراً رمزاً لوحدة الوطن.
أما بالنسبة للصهر العزيز أيضاً فعنده الكثير لا بل الكثير الكثير من الصعوبات..
أولاً: الصهر عنده كتلة ولكنّ كتلته ليست ملكه، بل جاءت وسط ظروف معروفة وعند انتهاء رئاسة الجمهورية ستكون هناك مفاجآت عدة.
ثانياً: وهو الأهم أن أميركا وضعت الصهر الصغير العزيز تحت بند العقوبات… وقد أعلنت السفيرة الأميركية انها تملك الكثير من المعلومات والوثائق التي تدين الصهر.
ثالثاً: الحزب العظيم لا يستطيع أن يتبنى ترشح الصهر لأنه يعتبر أنّ الدّيْنَ الذي وعد به قد نَفّذه بإيصال فخامة الرئيس ميشال عون الى الرئاسة بعد إبقاء موقع الرئاسة شاغراً لمدة سنتين ونصف السنة، وذلك للمرّة الأولى في تاريخ لبنان بالرغم من كل الأضرار التي دفعها الشعب اللبناني مالياً واقتصادياً واجتماعياً بسبب تبني فخامة رئيس الجمهورية ميشال عون.
رابعاً: أصبح معروفاً أنّ الصهر الصغير انسان فاشل لم يستطع أن ينجح في أية وزارة تسلمها بل العكس تماماً كان أفشل وزير في تاريخ لبنان… مليار دولار سنوياً خسائر عندما تسلم وزارة الطاقة، إضافة الى 65 مليار دولار خسائر قطاع الكهرباء بسبب تعنته باعتماد الفيول بدل الغاز وهذا فقط يكلف مليار دولار ونصف المليار شهرياً، بالاضافة الى رفض العرض الكويتي لأنه يريد التنفيذ لنفسه وهذا مخالف لقانون الصندوق، طبعاً السبب معروف.
خامساً: على الصعيد الشعبي لم يمر عهد فاشل كمثل هذا العهد وبالاخص الانهيار المالي، فالدولار قفز فوق الـ34 ألف ليرة بعدما بقي لمدة 27 سنة على الـ1500 ليرة وذلك بفضل الحاكم الاستاذ رياض سلامة ومكافأة على ما قدّمه للشعب اللبناني فإنّ العهد العظيم ليس لديه أي هدف غير تحميل فشله للحاكم الحكيم والنزيه.
سادساً: العلاقات مع أهل السُنّة هي الأسوأ في تاريخ لبنان، وهذا وحده يكفي كي لا يمكنّه من الوصول الى فرن الشباك لا الى بعبدا.
قاعدة الرئاسة في لبنان أن يكون الرئيس قريباً من جميع الطوائف وبالأخص الاسلامية، لأنّ الرئيس يجب أن يكون للجميع…
وبانتظار ڤيينا علينا أيضاً أن نصبر… فربما يأتي الفرج من ڤيينا فنغني «ليالي الانس في ڤيينا».
*المقالات والآراء التي تنشر تعبّر عن رأي كاتبها*