الهديل

جحا أطلق كذبة… والمصيبة صدّقها

 

كتب عوني الكعكي:

هناك حكاية تُروى عن جحا، مضمونها أنّ بعض المواطنين أحاطوا به وراحوا يسخرون منه، فأراد إبعادهم… فقال: في بيت فلان عرس.. ركض الجميع صوب بيت «فلان» لأكل الحلوى من العرس… فلما رآهم جحا يركضون، قال: فلألحق بهم… لأخذ نصيبي من العرس قبل فوات الأوان.

ذكّرتني هذه القصة بما أشار إليه رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل حين قال: إننا في المرة الماضية تحمّلنا الفراغ الرئاسي سنتين ونصف السنة، لنثبت ان رئيس الدولة هو الممثل الفعلي للناس، وقد نجحنا في هذا الأمر.

لافتاً الى اننا حينها أطلقنا على هذه العملية اسم «الممانعة السياسية» لتثبيت حقوقنا، في حين ان الجانب الآخر اعتبرها تعطيلاً.

فعلاً… أي إنسان عنده الحد الأدنى من العقل والمعرفة لا يمكن أن يقول هذا الكلام.. للأسباب التالية:

أوّلاً: ان الذي عطّل انتخاب رئيس الجمهورية هو «الحزب العظيم»، لأنه قال أكثر من مرة ومِنْ على شاشة التلفزيون وعلى لسان السيّد حسن نصرالله: «يا ميشال عون رئيس يا ما في رئيس»… هذا الكلام قاله كما قلت على التلفزيون، أي انه مُوثّق وأنه لا يحمل أي وجه للتغيير أو التفسير.

ثانياً: خمسون مرّة أو أكثر نزل نواب 14 آذار الى المجلس النيابي.. تلبية لدعوة رئيس المجلس النيابي الاستاذ نبيه برّي، وكان مرشح الرئيس سعد الحريري هو الدكتور سمير جعجع. وفي كل مرة كان نواب 14 آذار يُصْدَمون لعدم وجود نِصَاب، لأن نواب الممانعة والمقاومة كانوا يقاطعون جلسات الانتخابات، لأنّ الأوامر من السيّد نصرالله تريد باختصار شديد وعلناً فخامة الرئيس ميشال عون…

من ناحية ثانية، إذا كان الصهر الصغير يريد أن يغيّر الحقائق فهو حر… ولكن كما يقول المثل «الشمس طالعة والناس قاشعة».

ثالثاً: يقول الصهر إنه أطلق على التعطيل إسماً جديداً هو «الممانعة السياسية».

بالله عليكم ما علاقة الطفل الصغير المعجزة بهذا الكلام، ومن هو ليقول إنه عطّل المجلس، ومن هو أيضاً ليطلق على حال التعطيل اسم «الممانعة السياسية»؟

لا شك أنّ الصهر الصغير قد فقد عقله، وأنه في كل يوم يمضي يصاب بحالات من الجنون والانفصام بالشخصية، بل إنّ عقله لا يستطيع أن يتقبّل انه سيفقد وجود عمّه في قصر بعبدا.

كذلك قال باسيل عبر حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي: إنّ البلد اليوم لا يتحمّل الفراغ الرئاسي..

عجيب غريب هذا الأمر… تصوّروا من يتحدّث عن الفراغ الرئاسي… فعلاً مصيبة المصائب وعهد العار… من عطل انتخاب رئيس للجمهورية لمدّة سنتين ونصف السنة، استغلالاً لحليفه الذي وعده بمنصب رئيس الجمهورية طبعاً. لكن من دون قرار يعني ان الامر كما يقولون في الجيش «الأمر» للحزب العظيم في كل صغيرة وكبيرة.. هذا إذا أردنا الحقيقة، اما إذا كنا نريد أن «نضحك» على أنفسنا، فيمكننا أن نقول إنّ فخامته يقبل، أو فخامته لا يقبل. وطبعاً هذا بعيد كل البعد عن الحقيقة..

«من ناحية ثالثة يقول باسيل: إنّ جريمتنا اليوم هي ذهابنا الى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، لأنه من خلال موقعه يستطيع العمل على التوافق. وشدّد على اننا متساوون اليوم في الجوع لكن يجب أن نكون متساوين في الحقوق… وأضاف: لقد فرّطوا بحقوقكم لكننا نحن لن نفرّط بها وسنكون حرّاساً للحقوق والجمهورية والرئاسة.

ويتحدّث جبران عن ان اللقاء مع البطريرك أصبح جريمة… لا أعلم من أين سمع هذا الكلام.. ومن قاله؟ إما انه يحلم، وهو حر بأن يحلم.. ولكن ليسمح لنا أن يحدّد أين سمع هذا الكلام؟

كذلك قال إننا متساوون اليوم في الجوع.. كلام جميل… اليوم أحسّ جبران بأننا نعاني من الجوع. وهنا لا بد من أن نسأله:

أولاً: الصورة المنشورة هو والـ «بدي غارد»، المطلوب في أميركا قضائياً بتهمة بيع سلاح، وأمامه قنينة ويسكي ثمنها 3400$ وسيكار بـ500$ فهل هذا أصبح طعام الفقراء؟

ثانياً: مَن هو المسؤول الأوّل والأخير عن الحالة التي وصلنا إليها… لا مازوت ولا بنزين ولا كهرباء والدولار بـ33 ألف ليرة بعدما كان لمدّة 27 سنة على سعر ثابت هو الألف وخمسماية ليرة، أليْس فخامة رئيس الجمهورية القوي هو الذي يتغنّى بأننا بحاجة الى رئيس قوي؟

فهل هذا الرئيس الذي يتحمّل المسؤولية الأكبر جرّاء ما حدث لنا في لبنان، هو الذي يريد أن يصلح الأمور؟ ولو كان هذا صحيحاً ماذا ينتظر ليصلح ما خرّبه؟ على كل حال يوم الحساب أصبح قريباً.

*المقالات والآراء التي تنشر تعبّر عن رأي كاتبها*

Exit mobile version