خاص الهديل
اول حوار نوعي بعد الانتخابات النيابة وعشية انتخابات رئاسة الجمهورية يجري في لبنان، كان بين حزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي.
.. واذا تابعنا بدقة تصريحات جنبلاط،وتصريحات حزب الله التي عقبت على لقاء كليمنصو ، إضافة لتسريبات موثوقة حول هذا اللقاء الذي جمع بين حسين خليل ووليد جنبلاط ، فإنه يمكن لحد غير قليل تصور مواد الاتفاق الاولية التي جرى ابرامها بين نصر الله وجنبلاط في لقاء وفد حزب الله مع” ابو تيمور”..
وقبل ادراج عناوين بنود اتفاق كليمنصو تجدر الإشارة الى ان جنبلاط يهمه من هذا اللقاء هو سحب المختارة من اي صراع يحتدم مع حزب الله في المرحلة المقبلة ، وجنبلاط من خلال إبراز هذه الرغبة يريد القول لحارة حريك ان حملته ضد حزب الله كانت انتخابية انتهت مع إقفال صناديق الاقتراع وليست حملة سياسية. ومن جهته، فان حزب الله يريد عبر لقاء كليمنصو، القول للمختارة ان حارة حريك، رغم كل المشاكل التي جرت الاشتراكي وحزب الله، لا تزال تعتبر المختارة الدرزية – مثلما اعتبرت دائما بيت الوسط السني – ، هي الشريك الامثل في أية تسوية لإنتاج الحكم في لبنان.
وبالعودة لما يمكن تسميته ” بمضمون نقاط اتفاق لقاء كليمنصو المتخيل” بين جنبلاط ونصر الله، فإنه يتشكل من النقاط التالية:
– الحكومة التوافقية : الطرفان ( المختارة وحارة حريك) متفقان على ضرورة تشكيل حكومة توافقية او حكومة وحدة وطنية ؛ بمعنى ان المختارة لن تنخرط باي احلاف حزبية او سياسية داخلية تسعى لعزل حزب الله سياسيا وحكوميا، ووضع فيتو على المشاركة مع حزب الله في حكومة واحدة.
وبالمقابل فإن حزب الله لن يسعى للإضرار بوزن كتلة تيمور جنبلاط الدرزية وبوزن المختارة داخل المعادلة السياسية حيث كان لها في فترة طويلة دور “بيضة القبان”.
– اطار تفاهم كليمنصو: التفاهم الحالي الذي نشأ بين المختارة وحارة حريك بعد اجتماع كليمنصو هو تفاهم حول الحد الادنى من الامور التي تهم الطرفان وفعاليته تستمر على مستوى التنسيق بين حارة حريك والمختارة حتى استحقاق رئاسة الجمهورية، ويمكن تطويره ليستمر خلال عهد رئيس الجمهورية الجديد .
– حول اختيار الرئيس العتيد : المختارة وحارة حريك يتفقان في هذه اللحظة على إعطاء اولوية لتسمية رئيس جمهورية غير استفزازي، و لا يشكل تحديا، أي لرئيس وسطي. ولكن هذا التوجه اولي بالنسبة لحزب الله ولا يزال غير رسمي ، واستمرار التزام الحزب به مرهون بالظروف المقبلة، وما قد يستجد داخليا واقليميا.
(* ملاحظة : أن تثبيت توافق جنبلاط و نصر الله على اسم لرئيس الجمهورية يحتاج إلى استكمال جولات الحوار بينهما على المستوى الشخصي، واتضاح صورة الصراع الداخلي والاقليمي في المرحلة المقبلة ) .
– حول عنوان الحياد : جنبلاط أقرب لموقف حزب الله ، حيث انه غير منخرط بمشروع الداعين لفكرة ” حياد لبنان”، وذلك في ظل وجود الوحش الاسرائيلي الذي، تمارس سياسات عدوانية .
– فصل القضايا الخلافية: حزب الله والحزب الاشتراكي يجددان تفاهم قديم نشأ بينهما بعد احداث ٧ ايار ٢٠٠٧ ؛ اذا تلتزم المختارة بفصل القضايا الرئيسية، مثل مسألة سلاح حزب الله أو مسألة ترسيم الحدود ومشكلة شبعا، عن مسائل الإصلاح والانتعاش الاقتصادي، خاصة وان هذه القضايا الاخيرة لها الاولوية حاليا، و هي أكثر أهمية في الوقت الحالي.
.. بالمقابل، فإن حزب الله يلتزم بعدم جعل مواقف جنبلاط من النظام السوري، تأثر على العلاقة البينية الداخلية بينهما.
– لقاء كليمنصو ثبت عناوين رئيسية تسمح لبدء حوار حول التفاصيل بين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وامين عام حزب الله السيد حسن نصر الله ؛ وهذا الحوار بينهما قد يكون مباشرا او قد يحدث عبر حوار اسئلة وإجوبة يحملها وسيط يقوم بجولات من الزيارات المكوكية بين الرجلين . وهذا النوع الاخير من الحوار بدأ فعليا بين ” ابو تيمور” و” ابو هادي ” وذلك بدليل ان جنبلاط حمل حسين خليل المعاون السياسي لنصر الله خلال لقائهما في كليمنصو، مجموعة أسئلة لنصر الله ، ومن جهته جنبلاط ينتظر أجوبة عليها، وينتظر اسئلة من نصر الله له..