الهديل

خاص الهديل – هل يتكرر في أيلول نفس مشهد الذهاب إلى حرب العام ٢٠٠٦ ؟

خاص الهديل – 

قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله امس انه لا صلة بين موضوع كاريش والغاز وبين الاتفاق النووي. وانه سواء تم توقيع الاتفاق النووي في جنيف ام لم يتم توقيعه ، فإن قرار الحزب هو التصعيد اذا لم يعط هوكشتاين لبنان حقوقه، وعدم التصعيد إذ أعطى هوكشتاين لبنان حقوقه. 

وختم نصر الله ان هوكشتاين يلعب بالوقت، وحذره بان الوقت بدأ يضيق !!. 

ويمكن للمراقب ان يفهم من كلام نصر الله امس انه يشبه اعلان تهدبد من حزب الله لهوكشتاين ، بل يمكن للمراقب ان يجزم من خلال كلام نصر الله امس، بان حزب الله يعلن تهديدا ليس فقط ليائير بل لهوكشتاين ، وليس فقط لاسرائيل بل قبلها للولايات المتحدة الاميركية ، وهذا التهديد مشروط تنفيذه بفترة زمنية محددة لا تتجاوز عدة ايام.. 

ومع ذلك ، ربما يحتاج المراقب للتمعن قبل ان يجزم ان كلام نصر الله هو ” تهديد لواشنطن”، او انه عبارة عن ” لفت نظر” الوسيط هوكشتاين، بخصوص ان عليه الاسراع بتقديم الحل ضمن مهلة نصر الله؛ في حال اذا كانت الولايات المتحدة الأميركية لا تريد، وليس لها مصلحة في أن تشتعل الحرب في المنطقة ..

.. ثمة فرق كبير بين “التهديد” و”لفت النظر “؛ وايضا هناك فرق كبير بين ان نصر الله يرفع قبضته بوجه يائير وبين انه يرفع قبضته بوجه بايدن، فالمواجهة مع يائير مكلفة ولكنها ممكنة ، اما المواجهة مع بايدن فهي غير ممكنة وأكثر من مكلفة. 

على كل حال هناك في لبنان اليوم وجهتا نظر ؛ تقول الأولى ان نصر الله نجح في اقتناص التوازنات الدولية حينما وضع مهمة هوكشتاين امام ” انذار” وامام “مهلة زمنية” كي يقنع او يضغط على حكومة يائير للقبول بمطالب لبنان بشأن ترسيم الحدود البحرية؛ فنصر الله يعلم ان بايدن معني بتسهيل الحل لانه يريد أمرا واحدا وهو تجنيد كل مصدر غاز في العالم حتى يرسله قبل الشتاء القادم، الى أوروبا. وعليه فإن نصر الله لديه فرصة للضغط عل هوكشتاين وللتهويل على بايدن ولجعل يائير في أزمة مع الوقت الأميركي الضيق ، ومع حساباته الداخلية داخل وقت الانتخابات العامة في إسرائيل. 

ومقابل وجهة النظر هذه، هناك وجهة نظر اخرى تقول ان نصر الله اخطأ حينما سجن نفسه ضمن مهلة زمنية؛ لأنه بذلك صعد بسرعة الى أعلى الشجرة، وهو الآن ما عاد يمكنه النزول عنها ، الا اذا مد طرف ما، سلما له للنزول الأمن عنها. 

وهناك حاليا ، برأي اصحاب هذا الرأي ، مشاكلة على الاقل تواجه ” مهلة نصر الله” أو ” إنذار حزب الله” :

 تكمن هذه المشكلة في ان تجربة حرب العام ٢٠٠٦ تركت درسا واضحا يقول ان قرار الحرب او عدم الحرب ضد حزب الله ، ليس إسرائيليا بل اميركيا. فأنذاك لم يكن لا نصر الله ولا اولمرت ( رئيس حكومة العدو حيتها) يريد الحرب، ولكن من كان يريد الحرب هو الولايات المتحدة الاميركية، ولذلك وقعت الحرب. وحاليا. يوجد على ما يبدو في حزب الله. تقدير موقف يقول ان بايدن لا يؤيد حربا بين اسرائيل وحزب الله، لأن إدارته لا تريد التشويش على جهودها الدولية لكسب الحرب الإوكرانية. 

.. والواقع ان هذا التقدير كان يمكن وصفه بالصحيح لغاية قيام يائير بدعم من واشنطن، بل وبقرار من واشنطن، بفتح حرب ضد غزة، وضد حركة الجهاد الإسلامي!! . 

وعليه ، فإن الفكرة الرئيسة هنا، هي ان نصر الله ضمن ظروف البلد الراهنة ، هو بالتأكيد يفضل عدم الدخول بحرب ، وبالنسبة اليه، فإن الوضع الامثل هو تحقيق هدفه من خلال وسائل التهويل واستغلال الحاجة الاميركية لتصدير الغاز الى أوروبا. 

.. وبالمقابل قد يكون يائير اليوم مثل اولمرت عام ٢٠٠٦، لجهة انه لا يريد خوض حرب، ويفضل مقاربة ازمة كاريش مع حزب الله بوسائل سياسية، ولكن ما هو غير معروف وغير مضمون اليوم، كما كان غير معروف وغير مضمون عام ٢٠٠٦ ، هو ان يكون الاميركي لأسباب غير ظاهرة، يريد الحرب، وله مصلحة في الحرب؛ وحينها فإن تقدير الموقف الموجود لدى حزب الله ولبنان ، يجب أن يذهب إلى حسابات اخرى !!..

Exit mobile version