الهديل

خاص الهديل – الجيش الاسرائيلي يريد شن “حرب الغاز ” .. وحسابات بايدن الانتخابية تتطلع لارضاء اللوبي اليهودي..

خاص الهديل – 

في تل أبيت يتم التفكير بخيارين اثنين لا ثالث لهما، لتجاوز ازمة المهلة التي وضعها السيد حسن نصر الله بخصوص منع استخراج تل ابيب للغاز في حال لم يحمل اموس هوكشتاين ردا اسرائيليا على مقترحات لبنان يسمح ببدء التنقيب اللبناني عن الغاز في حقل قانا وأخواته ( خط + ٢٣) : 

الخيار الاسرائيلي الأول يذهب لتجنب الحرب مع حزب الله، ووسيلته هو تجميد قرار الحفر في كاريش حتى وقت آخر غير شهر ايلول الذي هو تارثخ الموعد الذي ضربه حزب الله كمهلة إنذار لهوكشتاين حتى يقدم للبنان اقتراحا للحل من اسرائيل، يضمن بدء تنقيب لبنان للغاز في حقوله البحرية.

ويقول مصدر دبلوماسي غربي في بيروت ان هذا الخيار حتى يتم اعتماده ، يجب معرفة موقف إدارة بايدن منه؛ وهنا يتم طرح عدة اسئلة ، ابرزها : هل الإدارة الديموقراطية لها مصلحة بالظهور امام اللوبي اليهودي في أميركا – خاصة في هذا الوقت الذي هو وقت عشية الانتخابات النصفية- بصورة أنها خضعت ” لابتزاز حزب الله “، وقامت بلي ذراع حليفتها إسرائيل لأنها خشيت الصدام مع احد اهم حلفاء واذرع إيران في منطقة الشرق الأوسط( اي حزب الله). . 

.. ومن الأسئلة ايضا الذي سيطرحها اللوبي اليهودي في أميركا على بايدن : اذا كانت ادارته لم تستطع مواجهة حزب الله بموضوع له صلة باستراتيجية بايدن نفسه ( اي تصدر الغاز لأوروبا بموتجهة موسكو) ، علما ان حزب الله هو جزء من اذرع الحرس الثوري في المتطقة، فكيف سيكون بمقدور إدارة بايدن ان تقنع إسرائيل واللوبي اليهودي في اميركا ، بأنها تضمن سحب الحرس الثوري من المنطقة بعد توقيع الاتفاق النووي مع إيران؟؟!. 

اما ثالث سؤال – والكلام دائما للمصدر الدبلوماسي الغربي – فهو : ان تحدي مهلة نصر الله بوجه استراتيجية بايدن حول تصدير الغاز لأوروبا، وبوجه طموحات تل أبيب بخصوص ثروتها من الغاز، يأتي( اي تحدي نصر الله) بعد فترة قصيرة جدا من زيارة بايدن لإسرائيل وتوقيعه مع يائير ” اعلان القدس” الذي تتعهد فيه أميركا بالتصدي العسكري المشترك لنفوذ إيران ولأذرعها في المنطقة . وهذا الأمر يشكل احراجا للمصداقية بايدن وحزبه في حال قرر دفن رأسه في الرمل، وعدم التعامل بقوة مع ما بات يسميه الجيش الاسرائيلي ب” تهديد حزب الله”.  

ويضيف المصدر الدبلوماسي الغربي ان مشكلة اخذ قرار في واشنطن فحواه مسايرة حزب الله والحؤول دون حصول حرب ، موجود على طاولة صناع القرار الأميركي، ولكن توقيت اتخاذ هكذا قرار غير مناسب لبايدن الذي يوجه أجواء الانتخابات النصفية الاميركية التي تحتم عليه محاباة صوت اللوبي اليهودي القلق والمستفز من إنذار حزب الله ومن الاتفاق النووي الإيراني. 

 الخيار الثاني في اسرائيل هو الذهاب في أيلول للاستخراج من كاريش، وذلك تحت غطاء أميركي ، وبالتالي وضع حزب الله بصدام ومواجهة مع استراتيجية بايدن الهادفة الى تصدير كل الغاز الاسرائيلي ، بما فيه غاز كاريش، الى أوروبا.

والواقع ان هذا الخيار الذي يريد المغامرة بفتح حرب مع حزب الله ، يقف وراءه بشكل كبير الجيش الاسرائيلي الذي يرى انه من الخطأ الاستراتيجي السماح لحزب الله بابتزاز إسرائيل بخصوص مسألة استراتيجية لتل أبيب كمسألة الغاز.

وتقول نظرية الجيش الاسرائيلي انه لا يمكن ان تبني إسرائيل مشروعها الهادف للتحول لدولة كبرى في نادي الغاز المشرقي والعالمي، من دون ان تثبت لكل اطراف المنطقة بان لديها قدرات استراتيجية على حماية هدفها ومشروعها هذا الذي تقدر أرباح اسرائيل منه بمئات مليارات الدولارات. 

وتخلص هذه النظرية الموجودة داخل الجيش الاسرائيلي للقول ان إسرائيل قد تكون مضطرة بشمل ملح لخوص حرب ترسيخ حماية مصادرها وخطوطها المتعلقة بغازها، تماما كما كانت عام ١٩٦٧ معنية بشن حرب تؤدي الى رسم خارطة جغرافية ودينية قابلة للحياة بداخلها. 

ويضيف المصدر الدبلوماسي الغربي ان نظرية الجيش الاسرائيلي توحي بامرين اثنين خطرين للغاية : 

الأول، ان إسرائيل يجب ان تتعامل مع “تهديد نصر الله” بأنه فرصة يجب استثمارها للمبادرة بشن حرب الغاز التي تفرصها مصلحة إسرائيل الاستراتيجية وليس فقط الرد على تهديد نصر الله .

الثاني ان على إسرائيل كما فعلت في العام ١٩٦٧ ، ان تبادر هي لشن الحرب على لبنان ضد حزب الله ، وذلك وفق خطة ترمي الى فرض معادلة اسرائيل للطاقة ( الغاز) على المنطقة .

والواقع ان كل  واحد من هذين الخيارين لديه من منظار اسرائيلي ايجابياته وسلبياته، ولديه مرابح وخسائر… وعليه فإن الأيام المقبلة ستوضح من خلال حركة هوكشتاين فيما لو عادت للظهور قبل بداية شهر أيلول، ما إذا كانت الحرب باتت مطلبا اسرائيليا ومتطلبا انتخابيا اميركيا ، ام العكس ؟!..

Exit mobile version