الهديل

السيد يهدّد إسرائيل وأميركا؟…!!

 

 

كتب عوني الكعكي:

يؤكد الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله… ولا يزال… أنّ “الحصار الاقتصادي على لبنان هو حرب، والصبر عليها جهاد… ويوجّه في أكثر من مناسبة تهديداته لـ”إسرائيل”… لكن الجديد في مواقف الأمين العام، انه بات يهدّد أميركا وينذرها بالويل والثبور وعظائم الأمور… فهو بلغ من القوة، ما يؤهله لمقارعة الكبار من دون خوف ولا تردّد.

من حيث المبدأ، نحن -بالتأكيد- مع السيّد حسن في محاولة إزالة إسرائيل المغتصبة من الوجود، ونحن معه كذلك في إبعاد الخطر الأميركي الداعم لإسرائيل… ولكن من حقي كمواطن أن أتساءل: كيف ومتى؟

ولأبدأ بذكر بعض من تهديدات الأمين العام الواضحة والصريحة لإسرائيل:

أولاً: حذّر الأمين العام لـ”حزب الله”، إسرائيل من ان اليد التي ستمتد الى نفط لبنان وغازه ستقطع… داعياً عناصر الحزب الى الاستعداد لكل الاحتمالات، كما حذّر إسرائيل من التلاعب بالوقت تزامناً مع وساطة المبعوث الأميركي آموس هوكشتين.

ثانياً: وسط أزمة المحروقات التي عصفت بلبنان في هذا العهد هدّد الأمين العام إسرائيل فقال بعد إعلانه عن قدوم أول سفينة من إيران محمّلة بالمازوت: هذه السفينة منذ اللحظة التي ستبحر فيها ستصبح أرضاً لبنانية.. وها أنا أقول للاسرائيليين، لا تدخلوا معنا في تحدٍّ يرتبط بعزة شعبنا وإذلاله.

ثالثاً: هدّد الأمين العام اسرائيل، وحذّرها من التنقيب عن الغاز في المناطق البحرية اللبنانية، وأعلن أنّ لبنان سيدافع عن مصالحه في المنطقة البحرية المتنازع عليها بينه وبين إسرائيل.. وأضاف في مهرجان الكرامة والانتصار: نحذّر العدو الاسرائيلي نم أن يمدّ يده الى هذه المنطقة.

رابعاً: هدّد الأمين العام لـ”حزب الله” بمنع بيع النفط من حقل كاريش.. وما بعد حقل كاريش، إذا تمّ منع لبنان من استخراج نفطه وغازه..

أما بالنسبة لتهديده أميركا فنتوقف عند الحطات التالية:

أولاً: توعّد الأمين العام لـ”حزب الله” الجيش الاميركي بدفع الثمن، عقب قتل قائد “فيلق القدس” قاسم سليماني.. وحدّد السيّد حسن أنّ الهدف سيكون: “كل جندي أميركي في المنطقة”. فلماذا لم يعمد السيّد الى تنفيذ تهديده؟

ثانياً: اتهم السيّد حسن أميركا بأنها هي من يدعم اسرائيل، وهي التي تغذّي الارهاب، وذلك في الذكرى السنوية الثانية لمقتل القائدين في محور المقاومة قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس، متوعّداً إياها بردٍّ قاس ومرير. فأين هو الرد القاسي والمرير؟

كل هذا كلام جيّد و”جميل”.. ونحن معه… لكننا نتساءل ماذا فعل “حزب الله” ومحور المقاومة بعد مسلسل اعتقالات نفذتها أميركا “الشيطان الأكبر” وإسرائيل “الشيطان الأصغر” ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:

أولاً: بعد اغتيال “الموساد” للعقيد حسن خدايي أحد قادة الحرس الثوري أمام منزله في طهران… ماذا فعل محور الممانعة؟ إضافة الى ان هذا الجهاز كان قد اغتال خدايي بعد عام ونصف العام من اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني وأبي مهدي المهندس.

ثانياً: ماذا فعل محور الممانعة بعد اغتيال ستة علماء ذرة كان أبرزهم البروفسور محسن فخري زاده؟

ثالثاً: ماذا فعل محور الممانعة أمام استفزازات اسرائيل شبه اليومية عبر هجمات صاروخية ضد قوات وقواعد لـ”حزب الله” ولإيران في سوريا، نتجت عنها خسائر كبيرة، مادية وبشرية.

رابعاً: لقد هدّد القائد الجديد لـ”فيلق القدس” اسماعيل قاآني، بأنّ حزب الله سيوجه الضربة الأخيرة للاحتلال الاسرائيلي… ولكن في الوقت المناسب، ليزيل اسرائيل من الوجود… وهنا أتساءل: أما حان الوقت المناسب بعد؟

خامساً: لقد تعرّضت قيادات كبيرة في حزب الله لعمليات اغتيال نفذتها اسرائيل منها اغتيال القائد العسكري في الحزب عماد مغنية يوم 12 شباط عام 2008 بانفجار سيارة مفخخة في دمشق. كما نذكّر باغتيال جهاد مغنية شقيق عماد في تسعينيات القرن الماضي في انفجار سيارة في الضاحية الجنوبية.

سادساً: حادث اغتيال الأمين العام لحزب الله السابق عباس الموسوي في 16 شباط عام 1992. واغتيال الشيخ راغب حرب يوم 16 شباط 1984 برصاص مجهولين. ولن ننسى اغتيال ومقتل أرفع مسؤول عسكري لحزب الله في سوريا مصطفى بدر الدين كما مقتل مروان مغنية ابن عم عماد في غارة اسرائيلية في القنيطرة.

كلّ ما ذكرته عن الجرائم التي ارتكبتها اسرائيل ومعها أميركا ضد محور الممانعة غيض من فيض… وأنتقل الآن لأتساءل مجدداً… متى يحين موعد الردّ؟ آخذاً بالاعتبار المحطات التالية:

أولاً: تسرّب بعض الوثائق التي كشفت أنّ مؤسّس الجمهورية الاسلامية الإمام الخميني تواصل سرّاً مع الولايات المتحدة للحصول على المساعدة والتعاون عندما كان في المنفى وذلك قبل ثورة 1979. وتمضي بعض هذه الوثائق الى إبراز العلاقات بشكل تفصيلي وتظهر كيف توسّط الخميني في عودته الى إيران باستخدام لهجة من الاحترام والمرونة تجاه الولايات المتحدة، وذهب البعض الى اتهام أميركا بأنها باعت الشاه وهي التي جاءت بالخميني الى الحكم.

ثانياً: تبرز وثائق سرّية أنّ علاقات إيران بإسرائيل وأميركا حالياً هي في أحسن أحوالها من التنسيق.. نذكر وجود محطات إذاعية وتلفزيونية إيرانية في إسرائيل.

والآن وبعد مرور 16 سنة على حرب لبنان الثانية، أجد أنّ حرباً بين حزب الله ومحور الممانعة وإسرائيل لن تنشب لا في الزمن القريب ولا البعيد، فمنذ دخول وقف إطلاق النار الى حيّز التنفيذ في 14 آب 2006، تجري العلاقات بين الطرفين في إطار من “التفاهم غير المعلن” وما تهديد الأمين العام السيّد حسن لإسرائيل وأميركا إلا “زوبعة في فنجان” تأتي ضمن ما يُسمّى عملية “التوازن الاستراتيجي”.

 

*المقالات والآراء التي تنشر تعبّر عن رأي كاتبها*

Exit mobile version