الهديل

خاص الهديل – في اليوم التالي لمنتصف ليل ٣١ ت ١ : من المسؤول عن فشل “عهد الرئيس القوي” !؟

خاص الهديل-

يوم ٣١ تشرين اول تنتهي ولاية الرئيس ميشال عون . وسوف تصطف مجموعة من حرس الشرف الرئاسي، وتؤدي تحية الوداع للرئيس المغادر قصر بعبدا. وعلى الأثر، سوف يتم إطفاء انوار القصر ، وسيخلو المكتب الرئاسي من اي نشاط بداخله ، بانتظار انتخاب فخامة الرئيس العتيد .

.. هكذا حدث مع الرئيس ميشال سليمان يوم حل موعد انتهاء ولايته، وقبله الرئيس اميل لحود الذي،انتظر اخر يوم في ولايته ، ليخرج من القصر في أجواء غير ملائمة له.

وفي ٣١ تشرين الأول سوف يصل ميشال عون الى لحظة الحقيقة التي كان يفترض ان تمثل بالنسبة اليه “نهاية حلم ” عاش من احله ثلاثة ارباع عمره ، ولكن الوقائع التي حدثت خلال سنوات عهده، جعلته يوم ٣١ تشرين الأول يقف امام لحظة ” نهاية كابوس” عمره.

 ان الجنرال الذي أصبح طاعنا في السن، لم يعد لديه متسع من الوقت، ولا متسع من الرغبة للقيام بمراجعة ما حدث له ومعه ولتاريخه خلال عهده.. .وربما كانت عائلته المكونة من بناته الثلاث سيتعهدن بإجراء مراجعة سياسية لأسباب فشل الرئيس القوي. 

.. وبسرعة سوف يضع السيدات الثلاثة اللواتي واكبن عهد والدهم، عدة عناوين بوصفها المسؤولة بشكل اساسي عن فشل العهد العوني، وهي عناوين يتم تداولها منذ فترة داخل العائلة الرئاسية العونية : 

العنوان الأول هو استغلال جبران باسيل الاعمى لعهد عمه الجنرال ، وايضا الثقة العمياء والمبالغ فيها التي اولاها الجنرال الرئيس والعنيد، لصهره ذي الطموح المستعجل والجامح.

.. ببساطة يمكن الاستنتاج ان جبران باسيل لعب داخل عهد عمه ميشال عون ، نفس الدور المسيئ والمدمر الذي لعبه سليم الخوري داخل عهد شقيقه الرئيس بشارة الخوري.

العنوان الثاني هو تخلي حزب الله عن دعم نجاح عهد عون . وهنا يجب التمييز بين دعم الحزب لميشال عون، وبين دعم الحزب لنجاح عهد ميشال عون. ووفق هذا المنطق، يلاحظ القائلون به داخل عائلة ميشال عون ، أن السيد حسن نصر الله دعم عون ضد جعجع، ودعم عون ضد الحريري، ودعمه ضد كل خصومه، ولكن لم يدعم عهد عون ضد الذين وقفوا حجر عثرة في طريق نجاحه، وإبرزهم الرئيس نبيه بري ، ومن ثم بدرجة تالية وليد حنبلاط. 

والواقع رغم ان هذه النظرية تجمل أوجه خاطئة غير قليلة من وجهة نظر حزب الله، الا ان العائلة العونية الضيقة تؤمن بها وتصدقها وهي مقتنعة بها ، وهي ترى ان حزب الله دعم عون ولم يدعم عهد عون ؛ وهؤلاء يعطون الكثير من الأمثلة والوقائع والشواهد لإثبات صحة نظريتهم. والنتيجة التي خلصوا إليها هي ان الحزب لديه أولويات اصطدمت مع اولوية إنجاح العهد العوني على المستوى المحلي. 

العنوان الثالث الذي سيطرح نفسه بوصفه المسؤول عن فشل عهد الرئيس ميشال عون ، يتمثل بان نظرية الرئيس القوي استفزت الزعماء المسلمين الذين وجهوا بمقابل هذا اللقب سؤالا يقول : رئيس قوي ضد من ؟؟. كما استفز السياسيين المسيحيين الذي تساءلوا : هل يعني هذا اللقب ان بقية السياسيين المسيحيين غير اقوياء،؟؟.

Exit mobile version