الهديل

خاص الهديل – ميزتان اثنتان في ” الميقاتية الرئاسية” تثيران حفيظة الصهر والعم !!

خاص الهديل

بعد انقضاء كل هذا الوقت من ممارسته لسياسة ” لحس المبرد”، فإن اكثر ما يشعر رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، بالخنق والتوتر في اشتباكه مع الرئيس نجيب ميقاتي، هما امران اثنان رئيسان لا يجد لهما صهر الرئيس القوي حلا، ولا حتى مسكنا لتخفيف حدة نتائجهما و عوارضهما

عليه :

 الأمر الأول يتصل بأن ميقاتي اخرج ورقة التكليف والتأليف من حقل الرماية العونية التي كانت موجودة فيه طوال الفترة من ٢٠١٩ حتى لحظة تشكيل ميقاتي الحكومة المستمرة اليوم تحت عنوان تصريف الأعمال.

واضح ان مسيرة التكليف الحالية لميقاتي، لا تسمح لعون ولا لباسيل ان يمارسا عليها ” لعبة التهويل ” و” لعبة الاتهام بالتسويف ولا لعبة الابتزاز” ؛ وهذا امر يعتبره باسيل خسارة كبيرة له..   

يمكن القول ببساطة ان ميقاتي انتج معادلة تمكنه من أن يحكم في ظروف البلد الراهنة، ولو بحدود تصريف الأعمال، وان يكون بنفس الوقت رئيسا مكلفا فاعلا ولو بحدود اظهار مواصفات ان المطلوب حكومة للتعاطي مع موجبات حل ازمة البلد، وليس إنتاج حكومة تتعاطى مع موجبات فك أزمة باسيل وتحصيل ضمانات له تفيده في مرحلة نهاية العهد وما بعد العهد. 

ان باسيل يعلن على الملأ انه نادم لانه مكن ميقاتي من الوصول لرئاسة الحكومة، والسبب في ذلك أن ميقاتي لديه أجندة تقوده السير على طريق أخذ البلد الى ” الإنقاذ الممكن” ، بمعنى محاولة إنقاذ البلد من اخطار داهمة ؛ ومنها أخطاء باسيل التي تحولت إلى خطايا وطنية ؛ وإنقاذ الدولة من تهمة انها فاشلة بمنظار الخارج ، وذلك عبر اجراء انتخابات نيابة.. وانقاذ الاقتصاد من وصوله للشلل الدائم عبر التوقيع مع صندوق النقد الدولي، وهو الأمر الذي لا يزال يحاول ميقاتي فيه.. وايضا اعلان ارادة العمل حتى عبر تجميع حطام الانهيار، ليتم تركيب ” سفينة انقاذ انتقالية للبلد” ، سواء اسمها حكومة ميقاتي الفعلية او تصريف الأعمال، لتقوم بمهمة نقل البلد والدولة والناس من ضفة عهد الكوارث الى ضفة العهد الجديد ، وذلك وفق منهجية تقليل الخسائر حيث كان ذلك ممكنا، وايضا وفق منهجية عدم تمكين باسيل من جعل كوارث آخر عهد عمه تنتقل ليصبح لها مفاعيل وامتداد داخل العهد الجديد العتيد المرتجى منه خيرا.

الأمر الثاني الذي يجعل باسيل اكثر توترا وخنقا من ميقاتي في هذه المرحلة هو تيقنه من انه فشل في جر بكركي وتوريط الكاردينال الراعي بالوقوف الى جانبه وجانب عمه بحجة دعم الموقع المسيحي الرئاسي الأول في لبنان ، ضد رئيس حكومة تصريف الأعمال والرئيس المكلف السني . 

وصار واضحا الان ان الضجيج السياسي الذي ثار فجأة مؤخرا عن ضرورة تشكيل الحكومة، كان هدفه ليس الدفع نحو تشكيل حكومة، بل إثارة انطباع بأن القصر وحلفاءه يريدون فعلا تشكيل حكومة لقطع دابر اخطار مسلسل الفراغ ، ولكن المشكلة تقع في ميقاتي الذي لا يستجيب(!!) ؛ وعليه كان المطلوب إعادة لعبة التكليف الى مرحلة ابتزاز الرئيس المكلف لاخضاعه لشروط صهر القصر المدلل . وكان باسيل يراهن على ان هذه المناورة ستحقق له هدفين اثنين: تحقيق هدفه بمحاصرة ميقاتي ، واحراج بكركي لدعم عون ضد ميقاتي ذلك تحت شعار ان الفراغ الحكومي سيؤدي الى ما تكرهه بكركي، وهو الفراغ الرئاسي!!.

.. لكن ميقاتي أحبط كل هذه المناورة عندما قرر عن سابق معرفة ان يتعامل مع ظاهرها بشكل جدي؛ فقصد قصر بعبدا ليظهر انه حينما تظهر اية بادرة لتشكيل حكومة لإنقاذ البلد وليس لانقاذ باسيل على حساب البلد ، فهو يمد يده لها و لا يتأخر . ومع هذا التصرف لميقاتي ، عاد العونيون “من كل الطوائف” للعبة حرب الاتهامات ولحس المبرد.  

لقد خرج باسيل من مناورة قصر بعبدا الأخيرة ، وهو محملا بخسارة عدم نجاحه في جر بكركي لمتاهة مقولة الدفاع عن حقوق المسيحيين بحسب سيناريو باسيل الذي،بات معروفا؛ وبرهنت بكركي كما كل مرة انها ايضا لا تكون موجودة الا في “مواقف الانقاذ “وليس ” الانتقاد المجاني”..

Exit mobile version