الهديل

التعليم في لبنان بخطر… والطلاب هم الضحية

 

لا كلام يعلو اليوم سقف معاناة الناس ونحن في أزمة لا حلول لها في الأفق،أقله بعد رحيل رئيس الجمهورية وترسيم الحدود البحرية،ونتائج المفاوضات في فيينا التي ارتبط مصيرنا بها بسبب الأجندة التي تحكم مسار سياسة حزب الله الذي يحكم قبضته على الحكم في البلاد.

بدنا نعلم اولادنا…هذه هي الصرخة التي سيكون عليها مشهد الأهالي بدءاً من شهر أيلول المقبل،بعدما أخذت معظم الجامعات الخاصة قراراً تطالب فيه طلابها بالفريش دولار،ذهبت جميع المدارس الخاصة بالإتجاه ذاته،أو هي تمهد لذلك،بالوقت الذي لن يكون هناك تعليم في المدارس الرسمية كما أصبح معلوما” عند الجميع خصوصاً بعد البيان الذي صدر عن رابطة التعليم الثانوي بعدم رغبتها في إطلاق عام دراسي جديد بعد عام حافل بالإضرابات.

من جهته،أعلن وزير التربية القاضي عباس الحلبي أن دفع الأقساط في المدارس الخاصة يجب أن يكون بالليرة اللبنانية، وأي مدرسة تطلب دفعة من القسط بالدولار الأميركي وتحت أي مسمى تعتبر مخالفة للقانون.

خلاصة القول،وجوابا”على موقف الوزير الخلوق عباس الحلبي الذي عمل بجهد على تنظيم الإمتحانات الرسمية في موعدها، رغم الظروف الصعبة التي يمر بها القطاع، أن جميع المدارس الخاصة تطلب من تلامذتها مبالغ بالدولار الأميركي،وعليه يجب على وزارة التربية أن تحزم أمرها،وتمنع سقوط الهيكل الذي سيكون مدويا” لا سمح الله، في حال عدم قدرة الأهالي تعليم أولادهم هذه السنة بسبب الإرتفاع الجنوني بالأقساط،إضافةً إلى تكاليف النقل الغير مسبوقة، التي تفوق إمكانياتهم،وكذلك أسعار الكتب والقرطاسية التي تشكل عبئاً على الأهالي مما سيجعل عدد كبير منهم يأخذ قراراً يجعلهم يبكون عليه بدل أن يكونوا نادمين.

من هنا،وأمام هذه المأساة،أتوجه إلى جميع المعنيين،من نواب ورؤساء جمعيات أهلية، ومدراء مدارس وجامعات، أن يخافوا الله في مصير أجيال اليوم،الذين سيكون التركيز عليهم مستقبلاً في بناء لبنان الجديد الذي نحلم به جميعاً،غير لبنان اليوم الذي يعيش معظم سكانه مستوى عيش القرون الوسطى، أن يخافوا الله في الطلاب وهم الذين عانوا ثلاثة سنوات دراسية صعبة نتيجة وباء الكورونا من جهة، وصعوبة الأوضاع المعيشية من جهة أخرى.

أخيراً ومن الآخر،من غير المعقول ولا المقبول أن تكون تكلفة ولدين أحدهم في المدرسة والأخر في الجامعة، 80 مليون ليرة سنوياً، وراتب والدهم 24 مليون ليرة .

لذلك العين هذه المرة، ستكون على الأزمة الغير مسبوقة والتي سترافق إنطلاقة العام الدراسي المقبل،والفوضى التي ستنتج عنها وقد يصعب التعامل معها،والسيطرة عليها.

ربيع العمري

Exit mobile version