الهديل

المطلوب من دولة الرئيس ميقاتي أن يقول كل شيء

 

 

كتب عوني الكعكي:

بتاريخ 23 حزيران كُلّف دولة الرئيس نجيب ميقاتي بتشكيل حكومة جديدة بعد انتخابات نيابية جاء على إثرها مجلس نيابي جديد… وجرت استشارات مُلزمة كانت نتيجتها أن طلب فخامة رئيس الجمهورية من الرئيس نجيب ميقاتي تشكيل الحكومة العتيدة.

وبالفعل قام دولة الرئيس بتشكيل حكومة من 24 وزيراً قدّمها الى فخامة الرئيس في القصر الجمهوري بتاريخ 29 حزيران، أي في أقل من اسبوع، ولم يكتفِ بتقديمها، بل عمد الى نشر أسماء الوزراء والوزارات، فما كان من فخامة الرئيس إلاّ أن رفضها ضمن نفس المعزوفة بأنها غير ميثاقية وغير دستورية.

هنا لا بد من أن نطلب من فخامته أن يكون أكثر وضوحاً، أي أن يقول لماذا ليست التشكيلة ميثاقية ولا دستورية كي يعرف الشعب العظيم الأسباب الحقيقية التي أدّت برئيس الجمهورية الى رفضها؟، والمطلوب أيضاً من دولة رئيس الحكومة المكلف أن يقول للشعب ما هي المبررات التي قالها له فخامة رئيس الجمهورية».

بعد 4 أيام، أي بتاريخ 1 تموز، زار الرئيس ميقاتي الرئيس ميشال عون في القصر الجمهوري ولم يصدر أي كلام عن الزيارة.

بعد مرور شهر، وتحديداً في الاول من آب أي في عيد الجيش طلب الرئيس نبيه بري من الرئيس ميقاتي أن يلتقي معه في القصر الجمهوري وبعدها توجّه الرؤساء الثلاثة لحضور الاحتفال العسكري بعيد الجيش، ومنذ ذلك اليوم وحتى تاريخ 24 آب بقيَت الأمور على حالها…

في 24 آب كما ذكرنا صعد دولة رئيس الحكومة الى القصر الجمهوري… وبعد جلسة اجتماع قصيرة، خرج الرئيس ميقاتي من القصر من دون أن يقول ما حدث… وهنا لا بد لنا من التذكير بأنّ ما حدث مع ميقاتي قام به فخامته مع الرئيس سعد الحريري.

أما المفاجأة الكبرى فكانت أول من أمس حين أعلن رئيس الرابطة المارونية من منبر القصر الجمهوري، بعد اجتماعه مع فخامة الرئيس، شارحاً على لسانه ضرورة تشكيل حكومة جديدة في أسرع وقت.

نبدأ بسؤال فخامة رئيس الجمهورية ثانية: لماذا رفض تشكيلة الحكومة التي عرضها عليه دولة رئيس الحكومة، وإذا كان عنده من أسباب فلماذا لا يقولها؟

اضاف فخامته انه لا يجوز تعطيل هذا الاستحقاق… ولم يكتفِ بذلك بل أضاف ان المصلحة الوطنية العليا تقتضي بأن يكون هناك انتظام في المؤسّسات الدستورية… وزاد: إن حكومة تصريف الأعمال لن تكون قادرة على ممارسة مسؤولياتها على نحو كامل في حال تعذّر انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

وهنا بيت القصيد.. فخامته فضح نفسه عندما قال إنه لا يمكن أن يترك البلد في فراغ..

يا فخامة رئيس الجمهورية، رفضت تشكيلة الحكومة التي عرضها عليك دولة الرئيس ميقاتي فقط تحت شعار عدم الميثاقية والدستورية.. ولكن في الحقيقة انك لا تريد حكومة ليكون عندك عذر أن لا تترك قصر بعبدا… وتاريخك يقول إنك عندما تكون في القصر الجمهوري فمن الصعب عليك أن تتركه… يبدو ان والدك قد اشترى القصر… وكتبه باسمك، ولذلك من الصعب أن تتخلى عن شيء تملكه… «يمكن يكون معك حق».

على كل حال، نريد أن نسأل دولة الرئيس ميقاتي:

أولاً: ماذا قال لك عن التشكيلة التي قدمتها لفخامته؟

ثانياً: ماذا عن مرسوم التجنيس، وما هي حقيقة انك وافقت عندما طلب منك فخامته… ولكن عندما عُرِض عليك المرسوم رفضت لأنك فوجئت بأنّ عدد المطلوب تجنيسهم هو 5000 مسيحي و300 علوي؟

ثالثاً: تتردد معلومات أن السبب الحقيقي لرفض الحكومة هو أنّ فخامته يريد أن تكون الوزارة من 30 وزيراً وأن يكون للصهر العزيز 12 وزيراً؟

أخيراً، نطلب من دولتك أن تصارح الناس.. وأن تقول كل شيء، لأنه لا يجوز أن يترك الشعب المظلوم والمقهور وحيداً وهو الذي يحتاج الى مسؤولين يتحمّلون المسؤولية لمعالجة كل أسباب الحياة الضرورية، من فقدان الكهرباء والمياه، الى الدواء، الى المستشفيات، الى المدارس، والدولار هو المصيبة الكبرى فهو في ارتفاع يومياً بسبب عدم تشكيل حكومة…

ونظن أنّ من حق الشعب أن يعرف الحقيقة.

*المقالات والآراء التي تنشر تعبّر عن رأي كاتبها*

Exit mobile version