شُغفَت بالطائرات قبل وقت طويل من دخولها حياتها المهنية. وقضت سنوات عديدة في إصلاح السيارات قبل السفر إلى المملكة المتحدة للدراسة. وفيما تخصّصت في معدات الهبوط وتحدّت كل الصعاب لتحقيق الحلم الذي رافقها منذ صغرها، نجحت في دخول عالم لطالما خاضه الرجال لتكون أول مهندسة طيران في دولة الإمارات العربية المتحدة.
لمناسبة يوم المرأة الإماراتية في 28 آب (أغسطس)، حاور “النهار العربي” مهندسة الطيران الإماراتية الدكتورة سعاد الشامسي.
دخلت مجال الطيران منذ 22 عاماً من ضمنها أعوام الدراسة التي قضتها في لندن، و”هي فرصة أُعطيت لي من سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للسفر ضمن برنامج إعداد القادة، في فرصة تُظهِر أنّ المرأة الإماراتية قادرة على دخول أي مجال وإن كان حكراً على الرجال، وكما ذكر سموّه لا مستحيل في دولة الإمارات”، تقول الشامسي. وتؤكد أنّه أصبح هناك عدد لافت من السيدات الإماراتيات اللواتي يرغبن في دخول عالم الطيران، وتضيف: “كنّا الجيل الأول الذي فتح لهنّ الأبواب وشجعناهنّ على حمل الراية من بعدنا”.
ولكونها أوّل مهندسة طيران في الإمارات، “فهي فرصة لتثبت للمجتمع وللمرأة الإماراتية وللجيل الجديد أن لا شيء مستحيل، وأنّ أي تخصّص في الإمارات أو خارجها، تستطيع المرأة الإبداع فيه”. وصحيح أنّ يوم المرأة هو تتويج للمرأة ولنجاحاتها، لكن هو أيضاً فرصة للمساعدة والمساهمة في قيادة جيل واعٍ قادر على دخول جميع المجالات.
جعلها العمل في مجال الطيران أكثر مسؤولية، وأكثر وعياً، وأكثر شغفاً بتمكين المرأة، بخاصة أنّه مجال يتضمّن عدداً قليلاً من النساء، ما يدفعها إلى أن ترغب في نشر هذا الوعي حول العالم. كذلك، تسعى الشامسي إلى مشاركة مزايا دخول هذا المجال مع نساء أخريات لأنّ الكثير من الناس لا يدركون فوائد جميع الأدوار والمهن التي تقع تحت مظلة الطيران.
وبرأي الشامسي، وعن موقع المرأة الإماراتية اليوم في العالم العربي والغربي، “إذا ذُكرت المرأة الإماراتية، ذُكرت في المحافل العالمية كما المحلية، فهي خاضت جميع المجالات من دون استثناء، حتى وصلت إلى الطيران والفضاء وغيرهما من المجالات، والمناصب من نيابية ووزارية وسفارات، لتشكّل مثالاً يُحتذى به في العالم أجمع، ونتمنّى استمرارية الجيل القادم في تتويج إنجازات المرأة الإماراتية”.
وما وصول النساء الإماراتيات إلى مراكز رفيعة، وخوضهن جميع المجالات، سوى “دليل على أنّ الفرص موجودة وعلى أنّ قيادتنا الرشيدة دعمت المرأة في جميع المحافل، والكلام عن المرأة الإماراتية دليل على أنّ الدولة والحكومة تدعمان المرأة وذلك ليس فقط على مستوى الأفراد”، وفق الشامسي.
“أفتخر بأنّني إماراتية، وهو فخر لكل امرأة، واحتفاليتنا في يوم المرأة الإماراتية هي لكل إماراتية مقيمة في الإمارات فهنّ ينتمين قلباً وروحاً لدولة الإمارات لا عبر جواز السفر فقط”، بحسب الشامسي التي تضيف أنّها تفتخر بأنّها “فتحت المجال أمام العديد من السيدات لخوض مجال الطيران وبحوثه، وفتحنا الفرصة أمامهنّ لأن يسعين إلى أحلامهن”.
واستحصلت المهندسة الشامسي على الدكتوراه في هندسة وعلوم الطيران، “لإبراز دور المرأة التعليمي الأكاديمي، ونحن في صدد إطلاق برنامج خاص للنساء لدراسة هندسة الطيران”، تروي الشامسي. وبرأيها، “الألقاب جميلة نعم، لكن الاستمرارية في إحراز الإنجازات والنجاح توازي الألقاب خصوصاً لدى النساء”.
وخلال الـ22 عاماً التي قضتها المهندسة في عالم هندسة الطيران، كانت من مؤسِّسي “جمعية المرأة في الطيران”، وهي مؤسّسة تسعى لتمكين المرأة وإبراز دورها سواء الإداري أو التعليمي أو التقني أو الهندسي وما شاكل من اختصاصات تندرج في خانة الطيران.
وتعمل الشامسي اليوم في بحوث الطيران، وهي استشارية في مبنى المطار الجديد في مطار أبوظبي، بالإضافة إلى دورها كمستشارة لنساء وطالبات أخريات حول كيفية تحقيق مهنة في صناعة الطيران. كما تدرّس هندسة الطيران في إحدى جامعات الإمارات العربية المتحدة، وتكتب الروايات في أوقات فراغها.
ووجّهت الشامسي رسالة إلى المرأة الإماراتية بالقول: “اسعي إلى الاختلاف دائماً والتميّز والإلهام، ونحن نمتلك ماضياً عريقاً بدأ من جدّاتنا، وهو واقع ملهِم للفتيات الناشئات”. كذلك، تتمنّى أن تتمكّن المرأة لتبقى في المراكز القيادية والريادية لضمان الاستدامة، “لكن على المرأة الإماراتية فقط التحلّي بالثقة بنفسها
النهار العربي