كتب عوني الكعكي:
لا نظن أنّ السفير الايراني عندما قام بزيارة دار الفتوى لا يعلم ان المفتي عبد اللطيف دريان هو مفتي الجمهورية اللبنانية… لا كما صرّح سعادته، بأنه مفتي أهل السنّة.
هذا التصريح هو تصريح للفتنة وليس بريئاً… ويبدو أنه مكلف بهذه المهمة بتوجيهات من قيادته…
الدور الايراني في العالم العربي هو دور مشبوه ويحمل مشروع فتنة بين المسلمين… ومشروع تشييع أهل السنّة هو الذي دفع بوزير خارجية أميركا هنري كيسنجر الى خلع شاه إيران، ويأتي بآية الله الخميني الذي كان هارباً من العراق وتحديداً من النجف، ثم نُقل الى فرنسا وتحديداً الى باريس حيث استأجرت المخابرات الاميركية C.I.A له منزلاً خاصاً به، وفي باريس أخذ يحضّر نفسه بالخطب التي يدعو فيها الى التشيع وأنّ على المسلمين من أهل السنّة أن يصبحوا شيعة.
طبعاً عاد الخميني الى طهران بطائرة فرنسية، وكان العمل الأول الذي قام به ان أعلن الحرب على العراق، والحجة كانت لتشييع أهل السنّة هناك. حيث دامت الحرب 8 سنوات دُمّرت خلالها إيران والعراق.. وتفيد المعلومات ان هناك مليون شهيد من الطرفين، وخسائر مالية بلغت الـ2000 مليار دولار أميركي للبلدين 1000 مليار دفعتها كل دولة.
لم يكتفِ المشروع الايراني بتلك الحرب بل استغل موضوع القضية الفلسطينية فسرق العلم الفلسطيني، وأعلن عن إنشاء «فيلق القدس» الذي كانت مهمته كما ادعى آية الله الخميني تحرير القدس، وعيّـن اللواء قاسم سليماني من الحرس الثوري قائداً له… كذلك أقفل السفارة الاسرائيلية وأقام مكانها السفارة الفلسطينية، وهكذا كانت أوّل دولة في العالم تقام فيها سفارة لفلسطين.. وكي «يضحك» على العرب شبّه أميركا بـ «الشيطان الأكبر»، وشبّه إسرائيل بـ «الشيطان الأصغر».
وكي يغش العالم حاصر السفارة الأميركية في طهران، وبقيت السفارة محاصرة لمدة 444 يوماً، يومها كان الرئيس رونالد ريغان مرشحاً وقال في معرض أحاديثه إنه إذا نجح في الوصول الى البيت الابيض فأوّل عمل سيقوم به هو تحرير السفارة الاميركية، وهدّد علناً انه لن يسمح ببقاء السفارة تحت الحصار حتى لو كان لساعة واحدة، وإذا بقيَت السفارة محاصرة أعلن انه سيمحو إيران من الوجود.
وبالفعل ما إن نجح الرئيس رونالد ريغان بالوصول الى البيت الابيض حتى فكّ الحصار عن السفارة.
إيران استفادت من الحرب التي قام بها بوش الابن على العراق، ودمّر العراق أو ما بقي من العراق وسلمها الى آية الله الخميني الذي أرسل الحرس الثوري لتنظيم ميليشيات الشيعة منها الحشد الشعبي، سرايا السلام، عصائب أهل الحق، جيش المهدي، لواء أبي الفضل العباس، حزب الله العراقي ومنظمة بدر وغيرها من الميليشيات المتفرّعة منها.
ولم تكتفِ ايران بتدمير العراق بل ذهبت الى البحرين، لكن المملكة العربية السعودية تدخلت وحسمت الموقف لمصلحة أمير البحرين.
ومن البحرين بدأت تدخلها المباشر في اليمن، ومن خلال الحوثيين بدأت الحرب الأهلية في اليمن ولا تزال، ولولا تدخل السعودية لكانت اليمن بكاملها أصبحت تحت سيطرة إيران، وهكذا تعيش اليمن اليوم في حروب ليلاً نهاراً، بين الحوثيين والايرانيين ومعهم الحزب العظيم وبعض الميليشيات الباكستانية من جهة، وبين الحكم اليمني الشرعي… باختصار دمّرت إيران اليمن، ونشرت الفتنة بين أهل اليمن والحوثيين وهي لا تزال قائمة ولا أحد يعرف متى ستنتهي وبأي نتائج، لكن الشيء الوحيد الذي نعرفه ان ايران حققت مشروعها بزرع فتنة طائفية وحروب لا نهاية لها.
اما بالنسبة للبنان، فقد استغلت ايران الاحتلال الاسرائيلي عام 1982 فدخلت من خلال دعم حزب شيعي، يؤمن بنظرية ولاية الفقيه، وهو أكثر من يريد أن يكون لبنان ضمن مشروع الدولة الاسلامية.
اليوم يبدو أنّ مشروع التشييع بدأ يواجه عثرات: نبدأ أولاً بالعراق، فبعد مقتل اللواء قاسم سليماني ومعه نائب رئيس الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس أمام باب مطار بغداد، بدأ العراق يعيش حرباً أهلية بين الشيعة العرب وبين شيعة إيران، وأكبر دليل ما يقول السيد مقتدى الصدر الذي يرفض أن يُحكم العراق من إيران.
وفي اليمن أيضاً بدأ المشروع الايراني يتراجع. وفي لبنان ليست الأمور كما يريدها الملالي.
أخيراً لم أتحدّث عن سوريا لأنّ مصيبة أهل سوريا مصيبتان: مصيبة إيران ومصيبة نظام مجرم قتل مليون مواطن، ودمّر نصف سوريا، همّه الوحيد أن يبقى على كرسي الرئاسة، وهذا عكس الطبيعة لأنّ 80٪ من أهل سوريا هم من أهل السنّة، لذلك فإنّ المشروع الايراني سيفشل حتماً لا محالة…
*المقالات والآراء التي تنشر تعبّر عن رأي كاتبها*