خاص الهديل
قال أمس يائير لابيد ان حكومته زودت الجيش و ” الموساد ” بتعليمات ليكونوا على اهبة الاستعداد توخيا لحدوث تطورات على الجبهة الشمالية مع لبنان.
هذا التصريح الذي اورده لابيد في تغريده على حسابه، لا يؤشر إلى وجود رغبة لديه أو لدى حكومته للإستعداد لاحتمال الحرب، بل يؤشر إلى أن لابيد معني ويريد التحذير من الحرب؛ وربما يريد – بكلام أدق – التخويف من الحرب ؛ وبخاصة تخويف المستوطنين الاسرائيليين الذين يتنافس عليهم يائير لابيد في الانتخابات المقبلة بعد اسابيع. مع بنيامين نتنياهو.
.. وما يبدو واضحا هو ان لابيد في هذه المرحلة، هو شخصية لديها انشغال كبير وكلي تقريبا بالاتنخابات العامة التي ستحدد مستقبله السياسي للعقد المقبل.
.. وهذا ما يفسر أن لابيد يحذر من حصول اتفاق إيراني اميركي ، ولكن من زاوية تسليط الضوء على إن نتنياهو اخطأ عام ٢٠١٦ حينما انتقد بعجرفة وبقساوة حينها امام الكونغرس الاتفاق الأميركي الإيراني، ما أغضب إدارة أوباما، وجعلها ترفض الحوار معه. الأمر الذي حرم اسرائيل من إمكانية التدخل حينها مع واشنطن للتنسيق والتفاهم معها لتحسين بنود الاتفاق النووي وفق مصالحها.
ويريد لابيد القول إلى الناخب الاسرائيلي اليوم، ان خطأ نتنياهو في التعامل مع أوباما أثناء الاتفاق النووي عام ٢٠١٥، أضر بأسرائيل أكثر من خطأ أوباما حينما اخذ خيار التوقيع على الاتفاق النووي مع إيران.
والواقع ان كلام لابيد هذا لا يظهر فقط ، أن مصالحة الانتخابية هي اولوية مطلقة لديه في هذه المرحلة، بل يظهر ايضا أن لابيد ينظر إلى كل الملفات الكبيرة، سواء ملف فيينا، إو ملف كاريش، من ثقب باب كيف سيقترع الناخب الاسرائيلي في انتخابات معركة الفصل بينه وبين نتنياهو.
وكان ملفتا بالمقابل تصريح نتنياهو أمس الذي قال فيه أن بايدن يوقع الاتفاق مع طهران، بينما كل من لابيد وغانتس نائمان !! .
.. وهكذا ، ولأن إسرائيل في وقت انتخابات، فإنه لا يعود خلاف المتنافسين في الانتخابات الاسرائيلية مع طهران التي تريد زوال اسرائيل ، ولا مع بايدن الذي سيوقع مع طهران ، ولا مع حزب الله في لبنان او حماس في غزة، بل يصير خلافهم مع بعضهم البعض، حيث يحمل نتنياهو لابيد خطأ بايدن لأنه لا يمنعه من توقيع اتفاق مع ايران، وبالمقابل يحمل لابيد نتنياهو خطأ أوباما لانه لم يعرف كيف يحسن خطأ اوباما بعدما وقع الاتفاق النووي عام ٢٠١٥ مع إيران..
وبنفس الوقت الذي يحاول فيه لابيد تأجيل بت ملف ” استحقاق كاريش” مع لبنان الى مابعد الانتخابات الاسرائيلية، وذلك حتى لا يؤثر هذا الملف سلبا على حملته الانتخابية، فإنه يسمح للمستوطنين المتطرفين بدخول المسجد الأقصى من الباب الذي يعتبر ولوج اليهود منه الى داخل المسجد، هو خط أحمر لدى المسلمين.. ومع ذلك يغامر لابيد باستفزاز المسلمين لإرضاء المتطرفين المستوطنين اليهود الذين يرغب لابيد بحرمان نتنياهو من أصواتهم لمصلحته.
والواقع ان ما يفعله لابيد في هذه المرحلة التي تكون فيها ” إسرائيل في وقت انتخابات”، هو “وصفه جاهزة” يتقيد بها كل السياسيين الاسرائيليين حينما تكون ” إسرائيل في وقت انتخابات” ؛ وخلال هذا الوقت جرت العادة أن يتحاشى السياسيون الاسرائيليون الذهاب الى حرب مع لبنان، لأنها خاسرة انتخابيا؛ ويفضلون الحرب مع الفلسطينيين، كونها يحقق لهم مكاسب في صندوقة الانتخابات..
وكل ما تقدم يؤشر إلى أن أيلول ٢٠٢٢ لن يشهد حربا، بل سيشهد مناورات سياسية ساخنة تتفاعل على حافة الحرب ، وهدفها تأمين ترحيل ملف ترسيم الحدود البحرية، وبضمنه تهديدات السيد حسن نصر الله ، إلى مرحلة ما بعد الانتخابات الإسرائيلية.