كتب عوني الكعكي:
أصبح واضحاً أنّ فخامته لا يريد السماح بتشكيل حكومة… وبالمناسبة ليست هذه المرة الأولى.. إذ لو عدنا الى تاريخ هذا الرجل نراه يعتقد ويجزم انه ليست هناك حاجة الى حكومة، عندما يكون هو الرئيس.
بالفعل هذا ما فعله عام 1988 يوم عيّنه الرئيس السابق أمين الجميّل رئيساً لحكومة عسكرية مهمتها فقط تحضير البلاد لانتخاب رئيس جديد. وما حدث ان الجنرال فعل كل ما يمكن فعله لعدم انتخاب رئيس جديد للبلاد… وظلّت الحال على ما هو عليه عندما أصبح رئيساً وليته لم يصل.. لكن في الحقيقة هناك مثل شعبي يقول «حظ اعطيني وبالبحر ارميني».
“الحزب العظيم” أبقى البلاد سنتين ونصف السنة من دون رئيس وهذه كانت المرّة الأولى في تاريخ لبنان…
بالنسبة للجنرال عون فإنه يختصر مواقفه في الحكم كما قال في مقابلة تلفزيونية عندما سُئل: هل يجوز أن لا تتشكل حكومة لأنّ صهرك الصغير مصرّ على إعطائه وزارة معيّنة”…؟ فكان جوابه: “لعيون صهر الجنرال لا تتألف حكومة”.
ماذا يعني هذا؟ يعني شيئين: أولاً انه شخص لا يصلح للحكم… لأنه عنيد، إذ ان الحياة عنده “اما أن تعطوني ما أريد، وإما أوقف البلد من دون حكومة”… من ناحية ثانية انه نرجسي أي لا يحب في هذه الدنيا إلاّ نفسه.. وطبعاً صهره العزيز المفضل عند السيدة حرمه، التي لم يرزقها ربّ العالمين صبياً ذكراً فاعتبرت أنّ صهرها باسيل هو ابنها.
لذلك، فإنّ الحياة كلها تدور في فلك مصالح ورغبات فخامته وطبعاً معه صهره العزيز الصغير.
أما عندما يتحدّث عن انه يرفض أو يعارض تشكيل أي حكومة تُعرض عليه بحجة الميثاقية والدستورية فأمر محيّر ولافت ولا بد أن نسأله… وليته يفسّر لنا ماذا تعني كلمة دستورية وكلمة ميثاقية؟
صحيح ان عهده تميّز بالتخريب والتدمير وأنه عندما سُئِل مرة ثانية: “الى أين نحن ذاهبون”؟ كان جوابه: “الى جهنم”.
بالله عليكم لو كان هناك شعب حقيقي في لبنان هل يمكن أن يقبل بهذا الجواب؟
على كل حال، أصبح المواطن اللبناني مخدراً لا يعلم ماذا يفعل… وكيف يمكن أن نصل الى انقطاع للكهرباء حتى في بعض المناطق لا يأتي التيار إلاّ ساعة واحدة ولا أحد يقول أي كلمة.. ماذا يعني هذا؟ المصيبة الأكبر ان هذا القطاع بإدارة صهره العزيز وسكرتير صهره وسكرتيرة السكرتير ودكتور الجامعة استطاعوا أن يكبّدوا الخزينة اللبنانية ديوناً بـ65 مليار دولار وليس هناك كهرباء، مع العلم انه لو استعمل الغاز لكانت فاتورة الكهرباء قد وفّرت 35 مليار دولار، طبعاً من دون أن نتحدّث عن الفرص التي عُرضت على الوزير الصهر من الصندوق الكويتي الى العرض الالماني من شركة “سيمنس” وغيرها، لكن الصهر الحاد الذكاء رفض كل هذه العروض لأنه يعتبر نفسه أذكى من كل بني البشر.
اما عن الانهيار الاقتصادي وانهيار القطاع المصرفي فيكفي أن نقول: إننا عشنا لمدة 23 سنة في نعمة اسمها “الاستقرار” حققه حاكم مصرف لبنان الاستاذ رياض سلامة على سعر صرف ثابت للدولار هو 1507 ل.ل. ولكن بفضل قرار حكومة الرئيس حسان دياب وبأوامر من فخامته ومن صهره العزيز، برفض دفع سندات الخزينة او اليورو بوند، أصبح القطاع مفلساً. والأنكى ان القطاع المصرفي قدّم للدولة 90 مليار دولار كديون والدولة رفضت ان تسدّد ديونها. والأنكى ان بعض الجهابذة يقولون: إنّ هذه خسائر يجب أن يتحمّلها المواطن والبنوك، والدولة التي استدانت هذه الأموال وصرفتها يميناً وشمالاً، لا تريد أن تتحمّل أي مسؤولية.
أخيراً… التاريخ سوف يحاسب كل الذين أوصلوا البلاد الى هذه الحال وأوّلهم فخامته ومعه صهره ومن يدعمهما سياسياً.