الهديل

ترامب: الدولار يحكم العالم

 

 

كتب عوني الكعكي:

هذا ما صرّح به الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب، فقد كان ترامب صريحاً الى حد كبير… فهو يعلم تماماً، كما يعلم كبار الاقتصاديين، ان الهيمنة الاميركية على العالم يعود الفضل فيها الى هيمنة الدولار الاميركي على الاقتصاد العالمي.

لقد تمّ إنشاء الدولار الاميركي عام 1792. يومذاك لم يكن الدولار مجرّد عملة ورقيّة، بل كان على شكل 3 فئات:

– الفئة الأغلى كانت مصنوعة من الذهب.

– الأقل منها قيمة، كانت مصنوعة من الفضّة.

– الفئة الأخيرة كانت من النحاس.

استمر العمل بهذا النظام المالي حتى العام 1861 حين اندلعت الحرب الاميركية الاهلية. يومذاك احتاجت حكومة الشمال المركزيّة المزيد من الأموال من أجل خوض الحرب، ما دفعها الى إنشاء العملة الورقيّة.

وقبل أن تخرج الولايات المتحدة منتصرة من الحرب العالمية الثانية بعام واحد، بدأت تعمل على إنشاء نظام عالمي جديد، وبالتالي إنشاء نظام عالمي اقتصادي جديد، تكون أميركا والدولار الاميركي رأس الهرم فيه وذلك عام 1944. ووقعت الاتفاقية 44 دولة من دول العالم.

في تلك الحقبة كانت اميركا تمتلك 75٪ من ذهب العالم، وكان الدولار الاميركي هو العملة الوحيدة على مستوى العالم المغطّاة بالذهب، ما دفع عدداً كبيراً من دول العالم الى العمل على تكديس الدولارات الاميركية.

من هنا تحقق حلم أميركا بالسيطرة على الاقتصاد العالمي.

نعود الآن الى ما قاله ترامب… فرغم وقاحته وعدوانيته، كان صريحاً في هذا الحديث…

يقول ترامب:

أولاً: تذكرون عام 1717، عام ولادة العالم الجديد، وتذكرون ان أول دولار طبع عام 1778…

ثانياً: كي يحكم الدولار… كان العالم بحاجة الى ثورة، فكانت الثورة الفرنسية عام 1789، تلك الثورة التي غيّرت كل شيء… ومع انتصارها انتهى العالم الذي كان محكوماً طيلة 5000 سنة بالأديان والميثولوجيات، وبدأ عالم جديد يحكمه المال والإعلام. عالم لا مكان فيه للقِيَم الانسانية ولا للأديان. علماً بأنّ الثورة الفرنسية لم تقتصر على فرنسا بل تخطت مفاعيلها الى العالم كله تحت شعار: حرية – إخاء – مساواة.

ثالثاً: لقد عمل نظامنا العالمي بصبر حتى وصلنا الى مكان انتهت معه سلطة الكنيسة، وفصل الدين عن السياسة. حتى الديانة اليهودية أسقطناها وانتهت الخلافة الاسلامية العثمانية.

رابعاً: لقد تحوّل عملنا الى ما يشبه الآلة… مثلاً سنقتل الكثير من العرب والمسلمين… إنهم خونة وأغبياء.

خامساً: هناك شائعة بأنّ أميركا تدفع مليارات الدولارات لإسرائيل وهذه كذبة… فإنّ من يدفع لإسرائيل مليارات الدولارات هم العرب.

سادساً: إنّ صراعنا مع إيران، ليس لأن إيران هي التي اعتدت علينا، بل نحن الذين نحاول أن ندمّرها ونقلب نظامها.

سابعاً: أعترف اننا في ما مضى كنا نقلب الانظمة وندمّر الدول ونقتل الشعوب تحت مسميات الديموقراطية…

ثامناً: لا يهمني النخب، ولا أريد أن أعرف، فأنا أعرف بأنّ مصانع السلاح تعمل… ولا يهمني من يموت ومن يُقتل.

تاسعاً: لا توجد شعوب حرّة في المنطقة… ولو وُجدت لما وُجدنا نحن.. لذلك لن نسمح بإيقاظ تلك الشعوب.

نهاية القول… لقد كان كلام ترامب صريحاً في محاربته ومقارعته هو وجماعته الأديان السماوية.. كما ان الناس باتوا في هذه الأيام عبيداً للمال وبالتأكيد عبيداً للدولار.

 

*المقالات والآراء التي تنشر تعبّر عن رأي كاتبها*

Exit mobile version