الهديل

سبتمبر الأسود؟ دقّ الحسم فهل تقترِب إسرائيل للغاز

هل اقتربت ساعة الحسم؟ هل تجرؤ إسرائيل على استخراج الغاز من المنصّات المُتنازع عليها في البحر الأبيض المُتوسّط بعد التهديد العلنيّ الذي أطلقه حزب الله؟ هل نحن أمام سبتمبر الأسود نسخة العام 2022؟ حتى وزير الأمن الإسرائيليّ، الجنرال في الاحتياط بيني غانتس، قال لإذاعة 103 إف.إم العبريّة، في معرِض ردّه على سؤالٍ حول إمكانية اندلاع حربٍ مع حزب الله، قال إنّ الخلاف حول منصّات الغز قد يقود ليومٍ من المعارك، وقد يتطوّر الأمر لمعارك تستمِّر عدّة أيّامٍ، وقد تنشب الحرب الشاملة مع حزب الله، على حدّ تعبيره.

في السياق نفسه، رأى المُراسِل السياسيّ لصحيفة (يسرائيل هايوم) اليمينيّة إنّه “إذا قُمنا بالحكم على الوضع من حيثُ البلاغة، وقد تعلّمنا أنّه يجب أنْ نأخذ تهديداتٍ الأعداء على محملٍ من الجّد، فإنّ إسرائيل وحزب الله دخلتا إلى واحدة من الفترات الأكثر توترًا بينهما منذ حرب لبنان الثانية في العام 2006، ذلك أنّ الأمين العّام للحزب، حسن نصر الله، يتحدّث بصراحةٍ عن إمكانية اندلاع حربٍ ضدّ إسرائيل، وفق ما أكّده المُراسِل الإسرائيليّ.

إلى ذلك، أكّد الإعلاميّ آدم بورحمدي، في مقالٍ نشره على موقع (CNN)، أكّد أنّه “على مرّ السنين، حاولت الجماعة الشيعية اللبنانية (أيْ حزب الله) إعادة تسمية نفسها من منظمةٍ شبه عسكرية تدعمها إيران إلى لاعب سياسيٍّ وإقليميٍّ جاد. بعد مرور أربعين عامًا، أصبح حزب الله أقوى عسكريًا من أيّ وقتٍ مضى، ولكنه أيضًا أكثر عزلة عالميًا ممّا كان عليه في أيّ وقتٍ مضى”، وفق حديثه.

من ناحيته قال مهند الحاج علي، الزميل في مركز (كارنيغي) للشرق الأوسط في بيروت لموقع (CNN) الأمريكيّ إنّه: “على المستوى الرسميّ، حزب الله هو حركة مقاومة، لكن دوره تطور إلى ما وراء لبنان حيث تحول إلى لاعبٍ إقليميٍّ”، مُشدّدًا في ذات الوقت على أنّ “حزب الله تحوّل إلى لاعبٍ رئيسيٍّ في المشهد السياسيّ اللبناني. يصفه المعارضون بأنّه دولة غامضة داخل دولة، يقودها حسن نصر الله منذ توليه منصب الأمين العام في عام 1992”.

وشدّدّ الباحث اللبنانيّ في معهد (كارينغي) على أنّه “نادرًا ما ظهر نصر الله، القائد الناريّ والكاريزميّ، علنًا منذ حرب 2006 مع إسرائيل، خوفًا على ما يبدو من الاغتيال، وفي الذكرى السنوية الأخيرة للحزب، ألقى خطابه التذكاريّ عبر الفيديو”، طبقًا لأقواله.

أمّا إميل حكيم، الزميل الأول لأمن الشرق الأوسط في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، فقال لشبكة CNN، إنّ حزب الله أنشأ مستوىً من الردع ضد إسرائيل، على حدّ وصفه.

إلى ذلك، أشارت صحيفة (معاريف) العبريّة، نقلاً عن مصادر وازنةٍ جدًا في تل أبيب، أشارت إلى أنّ المعنيين في المؤسسة الأمنية الإسرائيليّة يتعاطون بجديةٍ كبيرةٍ مع تهديدات نصر الله، ويعتقدون أنّه “أدخل نفسه في زاوية من الصعب عليه الخروج منها”، وفق أقوالهم.

وتابعت الصحيفة، نقلاً عن ذات المصادر، أنّه في أعقاب ذلك، رفعت إسرائيل من مسعى الحماية حول منصات الغاز، وقالت مصادر سياسية إنّه مع اتفاقٍ أوْ من دونه، تستعّد إسرائيل لبدء استخراج الغاز بين أيلول (سبتمبر) وتشرين الأول (أكتوبر)، وهذا متوقف على مدى جهوزية شركة (إنرجيان) وليس لأسبابٍ أخرى، في إشارةٍ واضحةٍ إلى أنّ إسرائيل لا تأبه بتهديدات حزب الله.

وقال المحلل العسكري في صحيفة (يديعوت أحرونوت)، يوسي يهوشاع، إنّ الخطابات المتكررة للأمين العام لحزب الله تقلق إسرائيل، معتبرًا أنّه حتى ولو كان نصر الله يخطط ليوم واحد فقط من المعارك، وحتى لو أنّ إسرائيل ليست معنية بحرب، فإنّ مشكلة الطرفين هي أنّ قوة النار التي سيشغّلانها مختلفة من ناحية الهدف عن تلك التي اعتاد عليها الجمهور في عمليات في غزة في العقد الأخير.

وشدّدّ يهوشاع على أنّه سيكون من الصعب على إسرائيل السيطرة على حدّة اللهب، وعلى الطريقة التي سيردّ فيها الطرف الثاني، حتى ولو بدأت النار بحادثة موضعية، فإن هذا قد يتدهور بسرعة إلى أيام قتال، ومن هنا إلى حربٍ فعليّةٍ لا يريدها الطرفان.

وأضاف المحلل أنّ التحدي الكبير الآن هو متى وكيف يتوقف هذا التدهور، ولذلك أساس النقاشات في المؤسسة الأمنية يتعلق الآن بتحضير ردود لكل حادثة وسيناريو يمكن أنْ يحصل، مُشيرًا إلى أنّه “بالطبع لا يمكن استبعاد أنّه في حال وصلت معلومات فعلية عن نشاطات مخططة لحزب الله، سيقررون إحباطها في الوقت المحدد”، كما نقل عن مصادره الرفيعة في المؤسسة الأمنيّة الإسرائيليّة.

 

الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس

Exit mobile version