الهديل

للدلافين تحالفات “عالية الدقة” مع بعضها – دراسة تكشف مقدرتها على تشكيل أكبر شبكة تواصل بعد البشر

توصلت دراسة حديثة إلى معرفة أكبر شبكة تواصل بين كائنات حية بعد البشر، وتفرد بها ذكر الدولفين قاروري الأنف، الأكثر شيوعاً في العالم؛ وذلك بفضل قدرة الدلافين على تشكيل شبكات تحالف منظمة عالية الدقة، وفق ما ذكرته مجلة Newsweek الأمريكية، الأربعاء 31 أغسطس/آب 2022.

 

الدراسة التي أجراها باحثون بجامعة ويسترن أستراليا وجامعة نيو ساوث ويلز الأستراليتين، وجامعة بريستول البريطانية، وجامعة ماساتشوستس الأمريكية، كشفت أن مجموعة تضم 121 من ذكور الدلافين في أستراليا، قادرة على تكوين تحالفات متعددة المستويات لتنظيم التزاوج مع إناث الدلافين، وأظهرت الدراسة أيضاً أن هذه الفرق المتحالفة ينافس بعضها البعض الآخر.

 

من المعروف أن الدلافين كائنات شديدة الذكاء، فقد وجد العلماء من قبلُ أدلة على سرعة تعلمهم، وقدرتهم على حل المشكلات، وكشفت الأبحاث أيضاً أنها كائنات قادرة على تكوين روابط اجتماعية معقدة.

 

لا يمكن الزعم بأن الدلافين هي الكائنات الوحيدة التي تفعل ذلك، إلا أن العلماء ما زالوا يجدون مزيداً من الأدلة على اشتراكهم في خصائص رئيسية كثيرة مع البشر.

 

قال سيمون آلِن، الباحث المشارك في الدراسة وزميل الأبحاث المساعد بجامعة ويسترن أستراليا، إن “حيوانات عديدة تكوِّن تحالفات أو تجتمع في فرق، ويكون ذلك عادةً للتسابق على المكانة داخل مجموعة معينة أو الوصول إلى الإناث، فالأسود على سبيل المثال تتحالف في العادة مع الأقارب، فإذا كبرت لا يمنعها شيء من الإطاحة بتحالفاتها الراسخة لإغراء الإناث”.

 

كما أشار آلِن إلى أن “بعض الثدييات تتحالف للتنافس في ترتيب الوصول إلى حقوق التزاوج. لكن ذكور الدلافين في (شارك باي) تشكِّل تحالفات ضمن شبكة اجتماعية كبيرة ومفتوحة”.

 

أضاف قائلاً: “يظهر لنا في هذه الدراسة أن هذه الشبكة أكبر شبكة تحالف معروفة لنا بين الكائنات من غير البشر. ومكمنُ اختلاف هذه التحالفات لا يقتصر على كونها طويلة الأمد، بل كونها متعددة المستويات أيضاً”.

 

تكشف الدراسة عن تحالفات من الدرجة الأولى، تسمح للذكور بالتزاوج مع إناث الدلافين ساعات أو أسابيع، ثم هناك تحالفات من الدرجتين الثانية والثالثة، لتنظيم الإيقاع بإناث الدلافين من مجموعات أخرى، والدفاع عن المجموعة ضد “محاولات السرقة” من خصومها.

 

كما وجدت الدراسة أن الذكور الذين كانت لديهم روابط تحالف أقوى من الدرجة الثالثة كانوا أقدر على حماية الإناث مدةً أطول من الوقت.

 

قال آلِن: “تؤيد [هذه النتائج] تخميناً سابقاً كان لدينا بشأن تحالف الذكور بين المجموعات. تضم التحالفات من الدرجة الثانية ما بين 4 و14 من الدلافين الذكور، علاوة على انتشار البعض منفردين على نطاق واسع في بعض الأحيان. وتمثل التحالفات من الدرجة الثالثة عوناً مهماً للدلافين الذكور المجتمعين بأنثى [إذا تعرضت لهجوم من تحالف آخر يحاول سرقة أنثى الدولفين]”.

 

خلص الفريق البحثي أيضاً إلى أن هذه التحالفات جزء لا يتجزأ من تنظيم عملية التناسل لدى الدلافين. وقال آلِن: “كان الظن سابقاً أن تكوين تحالف طويل الأمد ومتعدد المستويات أمرٌ ينفرد به البشر، ونقصد على سبيل المثال: (تكوين فريق كرة القدم المحلي، ثم فريق المقاطعة، ثم الفريق الوطني)، أو (مجلس محلي، ثم حكومة الولاية، ثم تحالف دولي)، فقد كان الغالب على ظننا أن هذا المستوى المركَّب من التعاون سمة مميزة لذكائنا وسبب فريد لنجاح الجنس البشري. لكننا نرى هنا ثلاثة مستويات مركَّبة من التحالف في مجتمع ينتمي إلى جنس آخر”.

 

يستدل آلِن بذلك أيضاً على وجود العديد من أوجه التشابه بين الدلافين والبشر؛ الأمر لا يقتصر على تكوين التحالفات، فالدلافين تستخدم الصافرة على نحو يشابه استخدام البشر للأسماء، فضلاً عن أن لديهم “أدمغة كبيرة، أكبر بثلاث مرات من الكائنات المماثلة لهم في الحجم والنوع”.

Exit mobile version