الهديل

خاص الهديل – ميقاتي : دولة رئيس المرحلتين . . و” حكومة الملفات الثلاثة الهامة “.

خاص الهديل

لن يستدرج نجيب ميقاتي إلى فخ تشكيل حكومة تخدم فكرة استمرار العهد العوني في مرحلة ما بعد خروج الرئيس عون ومعه جبران باسيل من قصر بعبدا ، يوم ٣١ تشرين الأول.. 

.. ما يوجد في جعبة ميقاتي، هو حكومة للمرحلة الإنتقالية بين عهدين، عهد يشرف على الأفول؛ وعهد يتم إنتظاره على أحر من الجمر .. 

.. وما في جعبة ميقاتي أيضا ، هو حكومة لمرحلة تقع ما بين رئيسين للجمهورية : رئيس يستعد ليترك القصر فيما البلد تعمه كارثة انهيار شاملة، ورئيس عتيد يتم البحث عنه ليكون محل رهان عليه لجهة انه سيعيد للبلد سويته. 

والواقع ان ميقاتي أصبح قاسما مشتركا داخل هذه المعادلة التي تقع بين هاتين المرحتلين وهذين العهدين، وبوصفه جسرا بين ضفتين سياستين : ضفة الصمود داخل الكارثة الحالية؛ وضفة مواكبة الرجاء بقلب الصفحة العونية الراهنة ، لصالح وضع أفصل. 

أن أفضل تسمية لحكومة الرئيس ميقاتي الحالية هي “حكومة حلاوة الروح الوطنية” ؛ حيث الصبر الاستراتيجي والمحسوب بدقة ، هو السلاح الوحيد والأمضى لهذه الحكومة ، ضد الاحباط والتسليم بأن الأمور ليست فقط صعبة، بل مستحيلة.

.. ومع ذلك فأن ميقاتي مسؤول في هذه المرحلة عن ثلاثة ملفات في غاية الاهمية:

– مسؤول أولاً:عن ملف صمود الدولة حتى يوم ٣١ تشرين الأول؛

ومسؤول ثانياً: عن ملف بقاء الدولة، ولو بالحد الادنى، وذلك منذ لحظة ولوج لبنان باب ٣١ تشرين اول باتجاه مرحلة يبدو أنها ستكون مجهولة ويخيم عليها الفراغ في قصر بعبدا كما توحي كل المعطيات حتى الآن. 

وميقاتي أيضا وأيضا، مسؤول ثالثاً :و بشكل خاص عن ملف حماية ” الطائف “، كونه رئيس حكومة في جمهورية الطائف؛ ورئيس مكلف ودولة الطائف؛ وذلك وسط احواء توحي بأن غالبية الأحزاب، بدأت تتصرف وكأنها في ” جمهوريات الحرب الأهلية الباردة ” ؛ وفي سباق مع وقت الفراغ المخصص للانقلاب على الطائف وتغييره أو تعديله أوحتى تسفيهه، وجعله دستورا موجودا، ولكنه غير مطاع وغير فعال، ولا يتم العمل به.

حينما ولدت حكومة ميقاتي كان لديها ثلاثة ملفات ؛

١ – توقيع لبنان مع صندوق النقد الدولي ؛

٢ عقد الانتخابات النيابية ؛

٣ – ترسيم الحدود البحرية توصلا لوصول لبنان الى غازه. 

اليوم يقترب لبنان من انجاز الملف الثالث ( الغاز) ؛ فيما الانتخابات النيابية أنجزت؛ وبقي الملف الخاص بصندوق النقد الدولي الذي يحتاج الى اجراء اصلاحات ، تحتاج بدورها إلى بيئة سياسية خالية من النكد السياسي، وهو امر يحتم انتظار نهاية العهد العوني الحالي المفعم بالخلافات الداخلية. 

.. والى هذه الملفات الثلاثة ، هناك الملفات الثلاثة الواردة اعلاه والتي ستبرز خلال المرحلة الممتدة من هءه اللحظة حتى ما بعد خروج عون من بعبدا ؛ وهذه الملفات الثلاثة يمكن ترميزها بالتالي : ” الصمود” و” مواكبة بقاء حضور الدولة بوجه الفراغ ” و” الدفاع عن الطائف؛”.

ان هذه الملفات الثلاثة جديرة بأن تدفع القوى المسؤولة والوطنية لمساعدة ميقاتي كي يكمل مسيرة حملها على اكمل وجه .. والمطلوب هنا مساندة وطنية لدولة رئيس حكومة العبور بلبنان المفترق الصعب..

Exit mobile version