الهديل

خاص الهديل – رسائل لطهران وواشنطن حملتها الغارة الإسرائيلية على مطاري دمشق وحلب!!.

خاص الهديل:

العدوان الاسرائيلي الاخير على مطاري دمشق وحلب ؛ هو عدوان يأتي من ناحية في سياق متصل من الغارات الإسرائيلية المتواصلة ضد اهداف تقول التسريبات الإسرائيلية الاعلامية، انها تستهدف منع حزب الله من تمرير شحنات الأسلحة الإيرانية من سورية إلى لبنان. 

.. ومن ناحية ثانية يأتي هذا العدوان الاسرائيلي الاخير ضمن تقصد اسرائيل أن تذهب في هذه المرحلة من التفاوض في فيبنا، إلى ممارسة تصعيد عسكري وسياسي إضافي ضد إيران، انطلاقا من سورية .

ورغم أن تل أبيب على عادتها لم تعلن مسؤوليتها المباشرة عن الغارة على مطاري حلب ودمشق؛ الا انها سربت كالعادة ايضا عبر الاعلام العبري ، روايتها عن اهداف هذه الغارة، وذلك طبعا حسب وجهة نظرها. 

ويقع الهدف الأساسي للغارة كما سربته إسرائيل؛ في التالي: ” منع طائرة ايرانية يوجد عليها عقوبات اميركية من الهبوط في مطار حلب كونها تحمل شحنة أسلحة لحزب الله”. 

وقدمت ” التسريبة” الاعلامية الإسرائيلية روايتها لوقائع الغارة الهادفة لمنع هبوط الطائرة الإيرانية في مطار حلب ؛ فقالت : أن الغارة الإسرائيلية على مطار حلب حصلت قبل ساعة من هبوط الطائرة الإيرانية في مطار حلب؛ وذلك بقصد منع هبوطها ؛ كما استهدفت الغارة مخزن سلاح تابع للحرس الثوري الإيراني في نفس المطار. 

.. ولكن مصادر مستقلة سورية قالت إن الغارة حصلت بعد ساعات من هبوط الطائرة الايرانية في مطار حلب؛ ومن ثم مغادربها إلى مطار دمشق الذي تعرض هو بدوره ايضا لصواريخ من قبل الطائرات الإسرائيلية الأربعة التي نفذت غارة حلب!!.

ماذا تقول هذه الوقائع عن مجريات الغارة الإسرائيلية، باللغة السياسية ؟ ..

اولا – تريد إسرائيل القول لطهران بأن غارتها لها هدف عسكري وسياسي واضح وهو منع إرسال شحنات السلاح الايرانية إلى سورية لصالح حزب الله، ولكن اسرائيل تمارس العمل العسكري ضد إيران بشكل غير مباشر؛ اي انها بدل ان تقصف الطائرة الإيرانية فهي تقصف المطار السوري الذي سيستقبل الطائرة. بكلام اخر تقول تل أبيب انها تتجنب اشتباك مباشر عسكري مع إيران ولكنها ماضية قدما في حربها غير المباشرة والامنية الاستخباراتية ضد إيران في كل الساحات ..

ثانيا – لقد تقصدت إسرائيل في غارتها الأخيرة على مطاري حلب ودمشق، إظهار أن عملها العسكري هذا، يحصل تحت سقف الموقف الأميركي من إيران، وليس خارجه أو مواجها له، خاصة في ظل حالة التباين الراهن في المواقف السياسبة بين واشنطن وتل أبيب بخصوص اتفاق فيينا.  

وبخصوص هذه النقطة. ركزت التسريبات الاعلامية الإسرائيلية على أن الطائرة الإيرانية التي كانت تستهدفها الغارة الإسرائيلية هي طائرة يوجد بحقها عقوبات اميركية .

ثالثا – في تسريبات لاحقة على الغارة الإسرائيلية، برز معطى اسرائيلي جديد تمثل بما قالته تل ابيب عن انها تمارس حاليا عمليات عسكرية متصلة هدفها تدمير البنية اللوجستية المشتركة بين الحرس الثوري وحزب الله في سورية، والتي لها صلة بدعم بنية حزب الله العسكرية في لبنان.

أن هذا المعطى المستجد على الهدف الاسرائيلي العسكري في سورية؛ يؤشر إلى إمكانية حدوث مزيد من التصعيد الإسرائيلي العسكري في سورية خلال الفترة التي تتواصل فيها عملية الاقتراب الأميركي الإيراني اكثر فأكثر من توقيع اتفاق فيينا. 

.. والسؤال هنا هو : إلى أي حد ستمضي إسرائيل في هذا التصعيد؟؟ ، والى اي حد سيسمح بايدن للابيد بأن يتجاوز خطوط مصالح واشنطن الحمر في مرحلة ما بعد توقيع اتفاق فيينا؟؟.

Exit mobile version