طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأوروبيين بأن يتوقعوا شتاء صعبا إذ أدى الهجوم الروسي على بلاده إلى أن تقلص موسكو صادرات النفط والغاز مع سعي زعماء القارة اليوم الأحد إلى تخفيف تبعات ارتفاع أسعار الطاقة.
وأدلى زيلينسكي بهذا التصريح مساء أمس السبت بعد أن أغلقت موسكو خط أنابيب رئيسيا يمد القارة بالغاز الروسي.
وقال في خطابه المصور اليومي “روسيا تستعد لتوجيه ضربة قوية لجميع الأوروبيين في مجال الطاقة هذا الشتاء”.
وأرجعت موسكو سبب تعطل إمدادات الطاقة إلى العقوبات الغربية المفروضة عليها بسبب غزو أوكرانيا ومسائل فنية. وتتهم الدول الأوروبية، التي قدمت دعما دبلوماسيا وعسكريا للحكومة الأوكرانية، روسيا باستخدام إمدادات الطاقة سلاحا.
ويقول محللون إن نقص الإمدادات وارتفاع تكاليف المعيشة مع اقتراب فصل الشتاء يهدد بتقليص الدعم الغربي لكييف بينما تحاول الحكومات التعامل مع السكان الذين يشعرون بالغضب.
وعلى صعيد آخر، قالت السفارة الأمريكية في موسكو إن جون سوليفان، سفير الولايات المتحدة لدى روسيا منذ أن عينه الرئيس السابق دونالد ترامب في 2019، ترك منصبه وسيتقاعد عن أداء مهامه الدبلوماسية. وقال مسؤول من وزارة الخارجية إن سوليفان عمل طوال خدمته على نحو مثالي.
وقالت موسكو الأسبوع الماضي إنها ستُبقي خط أنابيب نورد ستريم 1، وسيلتها الرئيسية لتزويد ألمانيا بالغاز، مغلقا. وأعلنت دول مجموعة السبع عن خطة لوضع حد أقصى لأسعار صادرات النفط الروسية.
وقال الكرملين إنه سيتوقف عن بيع النفط لأي دولة تضع سقفا للسعر.
وذكر المستشار الألماني أولاف شولتس اليوم الأحد أن حكومته كانت تخطط لوقف كامل في تسليمات الغاز في ديسمبر كانون الأول، لكنه تعهد بخفض الأسعار وربط الإعانات الاجتماعية بالتضخم.
وردا على هذا التصريح، وصف الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف ألمانيا بأنها “دولة غير صديقة” وعدو لروسيا. وقال “بعبارة أخرى، لقد أعلنت حربا هجينا على روسيا”.
وأعلنت فنلندا والسويد اليوم الأحد عن خطط لتقديم مليارات الدولارات لشركات الطاقة لتجنب خطر الإفلاس وقت الأزمة.
قالت السلطات الروسية إن الوضع حول محطة زابوريجيا،التي تحتلها في جنوب أوكرانيا، كان هادئا اليوم الأحد بعدما قال مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن إمدادات الطاقة الخارجية انقطعت عنها مرة أخرى.
وذكرت الوكالة في بيان أن آخر خط كهرباء خارجي رئيسي تعطل على الرغم من استمرار خط احتياطي في إمداد الشبكة بالكهرباء.
وأضافت أن واحدا فقط من المفاعلات الستة في المحطة النووية ما زال يعمل.
وسيطرت القوات الروسية على المحطة بعد فترة وجيزة من غزوها أوكرانيا في 24 فبراير شباط. وأصبحت زابوريجيا نقطة محورية في الصراع.
وفي حديثه إلى إذاعة كومسومولسكايا برافدا، قال المسؤول فلاديمير روجوف إنه لم يكن هناك قصف أو توغلات. واتهمت روسيا أوكرانيا مرتين في اليومين الماضيين بمحاولة الاستيلاء على المحطة. وقالت أوكرانيا إن روسيا هاجمت المنطقة.
ونُقل عن روجوف قوله إنه من المتوقع أن يواصل خبراء الوكالة العمل في المحطة حتى يوم الاثنين على أقل تقدير.
وفي الأسبوع الماضي، قامت بعثة من وكالة الطاقة الذرية بجولة في المحطة، التي ما زال يديرها أوكرانيون، وبقي بعض الخبراء هناك في انتظار صدور تقرير من الوكالة.
وتتهم أوكرانيا والغرب روسيا بتخزين أسلحة ثقيلة في الموقع حتى لا تقوم أوكرانيا بقصفه. وأحجمت روسيا، التي تنفي وجود مثل هذه الأسلحة هناك، عن تلبية دعوات دولية لنقل القوات ونزع السلاح من المنطقة.
وعلى جبهات القتال الأخرى، أفادت حسابات أوكرانية على تطبيق تيليجرام بوقوع انفجارات عند جسر أنتونيفسكي بالقرب من مدينة خيرسون في جنوب أوكرانيا التي تحتلها القوات الروسية.
وتضرر الجسر بشدة جراء الصواريخ الأوكرانية خلال الأسابيع الماضية، لكن القوات الروسية كانت تحاول إصلاحه أو إقامة معبر عائم أو استخدام زوارق لتوصيل الإمدادات للوحدات الروسية على الضفة اليمنى لنهر دنيبرو.
وبدأت أوكرانيا هجوما مضادا الأسبوع الماضي استهدف الجنوب، لا سيما منطقة خيرسون التي سيطر عليها الروس في بداية الحرب.