أعلن رئيس مجلس الأمة الكويتي السابق مرزوق الغانم مساء اليوم الثلاثاء، وبشكلٍ مفاجء، اعتذاره عن عدم ترشحه لانتخابات مجلس الأمة 2022.
وقال الغانم في بيان نشره على حسابه الخاص على “تويتر”، ونقلته الصحف الكويتية، أمس، «قرار الترشح للانتخابات البرلمانية هو قرار وطني، يقوم على أسس موضوعية، وبصيرة سياسية، ويراعي ظروف كل مرحلة ومتطلباتها، ولا يخضع لسلطان العاطفة وتأثيراتها”. أضاف: “وبعد التأمل في المعطيات، والنظر في المآلات، فقد قررت الاعتذار عن الترشح للانتخابات البرلمانية الحالية، مقدراً إصرار الجموع الكبيرة على ترشحي، من أهل الكويت وأبناء دائرتي، ومثمناً دعمهم لي، وثقتهم بي، ودفاعهم عن مواقفي ومبادئي، تاركاً للأحداث القادمة أن تكشف عن بعض الحقائق المغيبة”
وعدّد الغانم أسباب عزوفه عن الترشّح بسلسلة نقاط، قائلاً: “أولاً، إن عدم ترشحي هو قرار مرحلي، ستعقبه عودة ذات تأثير أقوى، لنكمل مسيرة الحفاظ على مصلحة الوطن، وتعزيز مكتسبات المواطنين، داعياً المولى أن يوفق الرئيس القادم للوزراء وحكومته، ومن سيختارهم الشعب لتمثيله، لتحقيق ما يصبو إليه الشعب من تطلعات، وأن يلهمهم جميعا سبل الرشاد، وسنكون إلى جانبهم بكل ما نملك من دعم وإسناد.
ثانياً: إن هذا القرار المرحلي، لا يعني إطلاقاً ابتعادي عن المشهد السياسي، ولا انصرافي عن واجبي الوطني، وإنما يأتي انسجاماً مع مبادئي، وتجسيداً لقناعاتي، وسأبقى – كما عهدتموني، وحيث عرفتموني – ثابتاً في قناعاتي، محافظاً على مواقفي، مقداماً في قراراتي، وفياً لقيادتي، متصدياً لمن يحاول العبث بأمن بلدي، مستمراً في مناصرة قضايا أمتي: وطنياً وخليجياً، وعربياً وإسلامياً، لا أحيد عن ذلك ولا أساوم.
ثالثاً: إن هذه المرحلة، تتطلب منا جميعاً، الوقوف صفاً واحداً خلف قيادتنا السياسية، والابتعاد عن الصراعات الشخصية، والمماحكات السياسية المحبطة لمجتمعنا، والمضيعة لوقتنا، والمسيئة لتجربتنا الديمقراطية، وصورتنا الوطنية، والمهدرة لجهود آبائنا المؤسسين، وروادنا المبدعين، وفي الوقت نفسه، تتطلب منا القيام بمسؤوليتنا الوطنية، من خلال المشاركة الإيجابية، في الانتخابات البرلمانية، وأن نحسن اختيار من يمثلنا، وأن يكون معيار اختيارنا، هو مصلحة وطننا، ليصل إلى مجلس الأمة، من هم رجالُ ونساءُ دولة، ممن يمثلون إرادة الأمة الحقيقية، ويضطلعون بما أنيط بهم من مهمة، ويتحلون بالشجاعة في اتخاذ القرار، وبالثبات على الموقف وعدم الانكسار، فلا يخافون تهديد الإعلام المرجف في البلاد، ولا يخضعون لابتزاز قوى الشر والفساد».
وختم الغان بيانه قائلاً: “وفي الختام لا يفوتني أن أتقدم بأجزل الشكر وأوفاه لكل من وثق بي، ووقف معي، وساندني، وأصر على ترشحي، مؤكدا لهم بأني لن أخذلهم، ولن أتخلى عن هموهم وقضاياهم، وسأظل دائما عند حسن ظنهم، فالثقة التي أولوني إياها دين في رقبتي ما حييت.
حفظ الله الكويت وأهلها من كيد الكائدين، ومكر الماكرين، وتربص المتربصين، وجعلها واحة أمن وسلام، وإخاء ووئام، في ظل قيادة حضرة صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله و رعاه، وولي عهده الذي هو خير عون له وإسناد”.
جديرٌ ذكره، أن مرزوق الغانم (54 سنة) كان رئيسًا لمجلس الأمة منذ عام 2013 وأعيد انتخابه رئيسًا للمجلس في دورته الجديدة عام 2016 حتى 11 ديسمبر 2020، وانتخب مجددًا رئيسًا لمجلس الأمة مُنذ 15 ديسمبر 2020 وحتى حل المجلس في 2 أغسطس 2022. وهو سياسي وعضو مجلس الأمة الكويتي منذ عام 2006، عضو في البرلمان العربي الانتقالي.
والده رجل الأعمال علي ثنيان الغانم ووالدته الدكتورة فايزة الخرافي وخاله رئيس مجلس الأمة السابق جاسم الخرافي.