تترقب الأوساط السياسية عودة الوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل إموس هوكشتاين الى بيروت لاستئناف المفاوضات، الا ان اللافت ليل امس كان اعلان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل، ” ان “جهود هوكشتاين، حققت تقدماً بارزاً”، مشيراً إلى أنه “لا إعلان عن سفر الأخير في الوقت الحالي”
إلا أن مصادر “البناء” عزت عدم تحديد موعد محدد للزيارة الى استمرار المحادثات بين الوسيط الأميركي وبين المسؤولين الاسرائيليين، إذ أن موعد الزيارة مرتبط بنتائج هذه المحادثات، وعندما يحصل الوسيط الأميركي على الرد الاسرائيلي للملف سيأتي الى بيروت وينقله للمسؤولين اللبنانيين.
ونقلت” اللواء”عن مصدر وزاري مقرب من حزب الله” انه في نهاية المطاف سترسم الحدود البحرية ويأخذ لبنان حقه من ثروته، معتبراً ان اسرائيل مرغمة على توقيع الاتفاق لانها تعرف ان العكس سيكلفها الكثير من مليارات الدولارات، كون ان كل منصات التنقيب عن النفط والغاز هي تحت مرمى صواريخ المقاومة في حال اندلعت اي حرب.
ولفت الى ان الاميركيين يضغطون في اتجاه حل هذه الازمة من منطلق السعي لتأمين الغاز للاتحاد الاوروبي قبل الشتاء المقبل.
ورجحت مصادر سياسية لبنانية مطلعة على الملف ل” الديار” ان “يحمل هوكشتاين معه مسودة غير نهائية للاتفاق تعطي اسرائيل نقاطا اضافية عن تلك التي حددها التصور اللبناني وتؤكد عدم نية مواصلة العمل بحقل كاريش حتى توقيع الاتفاق النهائي بين الطرفين”.
وقالت المصادر :”الحرب باتت مستبعدة وان كانت جهوزية المقاومة قائمة وفي اعلى مستوياتها. لكن كل المعطيات الخارجية تؤكد ان ايا من الدول الفاعلة محليا لا تريد الحرب بسبب استماتة اوروبا للحصول على الغاز وموسم الشتاء” مقبل.وقالت مصادر مواكبة لمواقف “حزب الله” إن الحزب ينتظر الجواب الذي سيحمله هوكستاين في الأسبوع المقبل إلى بيروت، مشيرة في تصريحات لـ”الشرق الأوسط” إلى أنه “في حال قبلت الحكومة اللبنانية بالجواب، وسارت الأمور في اتجاه صحيح يرضي لبنان، فسيكون ذلك جيداً” خصوصاً بعد إرجاء تل أبيب لنشاط الإنتاج في حقل كاريش، أما “في حال رفضت الحكومة اللبنانية ما يحمله هوكستاين، فسيكون للحزب موقف”، هو بمثابة تحرك أو إجراء، من غير تحديد طبيعته.
ويؤكد الحزب أن المهلة “غير مفتوحة”.ونقلت “الجمهورية” عن مصادر متابعة انّ لبنان سيستمع الى هوكشتاين لكنه ليس في وارد ان يزيح قيد أنملة عن موقفه بما خصّ الترسيم، او يتنازل عن ميل واحد من الحدود التي رسمها لحقوقه المائية والنفطية .وعما اذا كان الاميركي يشتري وقت في زيارة هوكشتاين حتى لا يترك المجال لـ»حزب الله» ان يقوم بأي خطوة تهديدية تجاه اسرائيل، قالت المصادر: “لا يمكن التكهن بالنيات الاميركية ونحن غير معنيين بها الا لجهة المساعدة في انجاز الملف، مع العلم ان مفاوضات كهذه وفي المخاض الاخير ليست سهلة كما يعتقد البعض وتحتاج الى أخذ ورَد، ويوم الجمعة لناظره قريب”.وسألت “الجمهورية” وزير الطاقة وليد فياض اذا كان له موعد مع هوكشتاين؟ فقال ممازحاً: «لا اعلم اذا كان سيلتقيني بعد ان رميت الحجارة على الحدود الجنوبية في اتجاه اسرائيل