كتب عوني الكعكي:
حقيقة ارتكبت جريمتان في يوم واحد بحق القضاء اللبناني…
الجريمة الأولى عندما أوقفت شعبة الجمارك في مطار بيروت نائب رئيس التيار العوني منصور فاضل ومعه ابنه أيضاً، والذي كانت إدارة المخدرات قد أوقفته بجرم تعاطي المخدرات والاتجار بها، ومعهما آلة لفرم المخدرات، وبعد الاتصال بالمدعي العام التمييزي الاستاذ غسان عويدات أوقف نائب رئيس التيار منصور فاضل وابنه.
طبعاً بطل «ما خلونا» لم يقبل بقرار المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات، فاتصل بالقاضية غادة عون بالتأكيد، التي لم يسعفها الحظ بالزواج وطلب منها ان تحوّل الدعوى الى قضاء جبل لبنان… هنا قامت القاضية المقدامة بإطلاق سراح نائب رئيس التيار العوني منصور فاضل وابنه.. والأنكى انهما أكملا سفرهما الى باريس وقاما بإرسال صورهما من باريس متحديين القضاء، وليقولا للمدعي العام التمييزي إنّ القاضية عون «كسرت» قراره.
الجريمة الثانية ايضاً بنفس اليوم، أي منذ يومين حين قام وفد من نواب التيار الوطني الحر ضم: سيزار أبي خليل وندى البستاني وشربل مارون وجيمي جبور وجورج عطالله وسامر توم بزيارة لرئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي الاستاذ سهيل عبود، وعلم ان نقاشاً حادّاً وصل الى حد «قلة الادب» والصراخ والعويل، أمام الرئيس عبود طالبين منه الإفراج عن بدري ضاهر.
ولم يكتفوا بذلك بل جرت اتصالات مع وزير العدل القاضي هنري خوري الذي قام بإرسال رسالة الى رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود يطلب منه إعفاء القاضي طارق البيطار، والحجة هنا ان هناك موقوفين منذ فترة زمنية ولم يتخذ بحقهم أي قرار، إما إطلاق سراحهم أو إصدار قرار قضائي بالتهم الموجهة إليهم.
ماذا نستخلص من تصرفات التيار؟ بكل صراحة، إنهم يعتبرون أنّ كل من ينتمي الى التيار «فوق رأسه ريشة»، ممنوع أن يحاسب، وله الحق بارتكاب أي جريمة.. وبما ان بدري ضاهر من التيار فهو يملك الحق بإطلاق سراحه… إنّ كل هذه التظاهرات والتحركات يقوم بها أنصار التيار العوني الحر، لأنّ أحداً غير بدري ضاهر لا يمكن أن يكون أكثر ميلاً للتيار متناسين ان بدري أوقف بسبب تفجير النيترات في المرفأ.
هنا لا بد لنا من أن نكرر ما كتبناه البارحة.. حول موضوع تفجير المرفأ… والمصيبة ان لا أحد يجرؤ على قول الحقيقة، بالرغم من ان الجميع يعلمون أنّ الذي قام بالتفجير هي «إسرائيل»… والأنكى ان اسرائيل أعلنت قبل قيامها بتفجير المرفأ أنّ «الحزب العظيم» يستورد عبر مرفأ بيروت أسلحة ومواد تفجيرية… لذا أصبح المرفأ هدفاً عسكرياً لإسرائيل… وإنها ستقوم بتدميره كما تفعل كل يوم في سوريا… فبالأمس دمرت مطار حلب وأصبح خارج الخدمة، وقبلها فجرت مطار دمشق وبقي لفترة زمنية ولمدة شهر تقريباً خارج الخدمة.
كذلك أعلن مسؤول مخابرات روسي كبير ان اسرائيل قصفت مرفأ بيروت على دفعتين: المرة الأولى بقنبلة صغيرة، والمرة الثانية بعد الأولى بدقيقة بقنبلة نووية صغيرة، وهذا ما أكده الانفجار الذي سمعه كل أهالي بيروت، وعدد كبير من المواطنين الذين يسكنون في منطقة الرابية ومنطقة المنصورية وبيت مري وكل تلك المنطقة المشرفة على مرفأ بيروت.
أكتفي بهذا القدر لنقول أيضاً إنّ هناك عدداً من المواطنين قتلوا بظروف غامضة، مثل:
1- اغتيال المصوّر الصحافي اللبناني جوزيف بجاني في سيارته امام منزله في الكحالة.
2- اغتيال المسؤول السابق في الجمارك العقيد منير أبو رجيلي.
3- اغتيال العقيد المتقاعد جوزيف سكاف عام 2017 في ظروف غامضة.
4- اغتيال الصحافي لقمان سليم.
ولا أظن أنّ هؤلاء الشهداء انتحروا بل ان هناك من قام بهذه الاعمال ضمن مخطط معروف الأهداف.
أخيراً نقول للتيار الوطني الحر وجماعة «ما خلونا»: «بدل أن تعملوا قبضايات على القضاء، وعلى الشرفاء في القضاء، اذهبوا الى حلفائكم إن كانت عندكم الجرأة لمواجهة الحقائق»…
*المقالات والآراء التي تنشر تعبّر عن رأي كاتبها*