كتب عوني الكعكي:
ينوي فخامته السفر الى أميركا ليشارك في أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة في مدينة نيويورك. من حيث المبدأ لا مانع من وجوده في ذلك المكان المميّز في العالم، ولكن هناك سؤال بسيط هو: هل الأوضاع الماليّة للدولة اللبنانية تسمح بصرف مئات الآلاف من الدولارات على هذه الرحلة، من مصاريف سفر، واستئجار طائرة من هنا الى نيويورك، وذلك يكلف كما ذكرنا آلاف الدولارات، الى الإقامة وأجرة الغرفة الواحدة في نيويورك بما لا يقل عن 1000 دولار.. وكم عدد المرافقين من الوفد المرافق له؟ باختصار هل تسمح له نفسه، أعني فخامته، وفي الوقت والدولة عاجزة عن إعطاء المواطن ساعة واحدة من الكهرباء أن يدفع مثل هذه المبالغ التي ستقدمها الدولة؟
والأنكى أنّ عدداً كبيراً من السفارات لم تتلق رواتب ديبلوماسييها: فلا السفراء ولا الموظفين قبضوا شيئاً.
وفي اليوم نفسه قال الصهر الصغير: إنّ حكومة الرئيس ميقاتي ولأنها مستقيلة فإنها لا تستطيع أن تحكم البلد، وإنّ الرئيس المكلف الذي هو الرئيس ميقاتي لا يستطيع أن يؤلف حكومة جديدة… لذلك فإنّ الوضع غير شرعي وغير دستوري… سبحان الله. لقد تعلّم من عمّه… كلمة دستوري وهذا جيّد.. نهنئه لأنه تعلم كلمة جديدة، وأنّ فخامته لا يمكن أن يترك البلد في هذه الحال…
قبل الدخول مع فخامته أو مع صهره العزيز الصغير بأي نقاش عن الشرعية والدستورية، أحب أن ألفته الى ان العالم كله ينتظر انتهاء عهد فخامته ليذهب الى بيته… ولا ينتظر منه أي تصرّف آخر. كذلك فإنه يوم تَـمَرّد في القصر في عامي 1988 و1989 وبعدما شاهد طائرة «السوخوي» فوق قصر بعبدا، هرب بالبيجاما الى السفارة الفرنسية في (مار تقلا)، اما اليوم فإنه لا يستطيع فعل ذلك لأنّ فرنسا لن تسمح له أن يكرّر ما فعله سابقاً.
لو اعتبرنا أنّ هذه الرحلة مهمّة جداً وعليها يتوقف مصير لبنان… فهل الإمكانات المالية تسمح بهذه الزيارة أو ان حال فخامته المالية جيدة، خاصة انه عندما عُيّـن رئيساً للحكومة العسكرية من قِبَل الرئيس أمين الجميّل، أخذ كل الأموال التي كان يحصّلها في المنطقة الشرقية ووضعها في جيبه الخاص، وفضيحة «كنار اوشينيه» التي نشرتها تلك الصحيفة الفرنسية، فلم يرد عليها بمعنى آخر انه لا يوجد عنده ما يكذّب تلك الحقيقة…
احتمال آخر، قد يكون الصهر الصغير ومن الاموال التي حققها خلال عمله في عدة وزارات «مدهنة» يمكن ان يكون قد فاض المال عنده وأحب أن يدلل عمّه… فمَن يعلم؟
هذا موضوع غير مهم.. ولكن بالعودة الى حديث فخامته الى جريدة «الجمهورية» وقوله إنه لن يترك البلد في المجهول، وإنه سيتخذ قراره في اللحظة الأخيرة… وهنا لا أحد يعلم متى تكون تلك اللحظة…
اما بالنسبة للصهر فإنّ عليه عقوبات أميركية، وقد أعلنت سفيرة أميركا في بيروت أنّ هناك كثيراً من الوثائق التي تدين الصهر، وأنّ القرار المتخذ بحقه ليس اعتباطياً بل مبني على وثائق دامغة، وهو أعلن انه لن يكلف أي محام لأنّ ذلك يكلف مالاً كثيراً..
اما بالنسبة لفخامته، فهو يعرف أنه لا يستطيع أن يتمرّد ويبقى في قصر بعبدا، لأنّ أميركا وفرنسا في انتظاره، والمصيبة الأكبر انه لو أخطأ… فالعقوبات سوف تشمل عائلته: أي بناته وأولادهن وأزواجهن المتبقين.. لذلك فإنّ فخامته ولو هدّد.. ولكنه في الحقيقة يدرك مخاطر ذلك القرار.
*المقالات والآراء التي تنشر تعبّر عن رأي كاتبها*