خاص الهديل:
امران لا يريد احد في لبنان حصولهما : الأول هو صدام شيعي – شيعي في العراق ؛ والثاني هو صدام ماروني- ماروني في لبنان ..
ويكمن القلق هنا في ان حصول اي من هذين السيناريوهين وارد ، نظرا لانه في حالة العراق، فأنه اذا كان “الإطار التنسيقي” العراقي الشيعي حليف طهران ، ذاهب فعلا خلال أيام قليلة، لتشكيل حكومة، رغما عن الصدريين؛ فإن هذه الخطوة ستكون اسرع وصفة لحصول صدام. شيعي – شيعي عراقي .
.. أما في حالة لبنان، فإن تزايد احتمالات حصول احتقان حاد في المشهد الانتخابي الرئاسي، يضاعف من إمكانية أن يخرج هذا الاستحقاق عن سيطرة ادارة ازمته سياسيا.
وبمثلما ان المطلوب في العراق من الإطار التنسيقي عدم استفزاز التيار الصدري عن طريق تشكيل حكومة تحدي ؛ لأن ذلك سيسرع في اندلاع الفتنة الشيعية – الشيعية العراقية ، فأنه في لبنان مطلوب أيضاً من جميع المكونات المسيحية، وبخاصة المارونية عدم إستقبال ليلة ٣١ تشرين اول بعمليات استفزاز في الشارع؛ لان ذلك قد يكون الشرارة التي تفجر قنبلة الاحتقان الماروني – الماروني القابلة للإشتعال .
في كثير من النواحي هناك تشابه بين عوامل الاحتقان في كل من لبنان و العراق.. فالشيعة في العراق هم اليوم في حالة انقسام عامودي ، ما يهدد أمن الطائفة الشيعية الاكبر في العالم العربي ، والتي تعتبر الطائفة الام للشيعة العرب ، كونها تنتمي لبلد عربي يوجد فيه المرجعية الدينية للشيعة العرب ( النجف).، والموارنة في لبنان هم اليوم ايضا في وضع انقسامي احتقاني، ما يهدد اهم مكاسب مسيحيي الشرق كون الموارنة تم ائتمانهم على الدور المسيحي في هذا الشرق انطلاقا من تجربتهم في لبنان الذي يوجد فيه الرئيس المسيحي الوحيد في كل دول الشرق الأوسط.
وعلى هذا ، فإن واقع الحال يقول ان المسيحيين لديهم ما يخسرونه في لبنان ؛ في حال لم يظهروا نضوجا في التعامل مع خلافاتهم الراهنة ؛ ذلك ان لبنان بالنسبة للمواطن المسيحي ليس فقط مجرد وطن، بل هو عنوان هام للتجربة المسيحية في الشرق الذي هو مكان ولادة المسيحية ، كما أن الشيعة لديهم ما يخسرونه في العراق فيما لو تعاملوا بعدم نضج مع خلافاتهم؛ فالعراق بالنسبة للمواطن الشيعي العراقي، هو وطن والى جانب ذلك، هو مكان المرجعية الدينية لكل الشيعة العرب .
أن ظروف المنطقة بعد تطورات حروب داعش،وبعد الزلزال العراقي ، وبعد الهزات الجيوسياسية من سوريا في المشرق العربي، الى اليمن في الخليج العربي، مرورا بليبيا في المغرب العربي، تجعل الطوائف مضطرة لأن تذهب إلى تبني مقاربات تتعلق بكيفية الحفاظ على مكاسبها التاريخية والحضارية المميزة لوحودها، وذلك قبل التطلع للحفاظ على مكاسبها السياسية المنيزة لنفوذها.
وضمن هذا السياق يتوجب النظر باهتمام كبير الى نوعية المبادرات التي ستحدث في العراق لمنع الفتنة الشيعية؛ وايضا الى نوعية المبادرات التي ستحدث في لبنان لمنع الفتنة المسيحية..
ويقدم كلام دار الفتوى بداية مهمة لفتح موسم مبادرات لبنانية انقاذية ومضاد للفتن الداخلية، ذلك أن مبادرة دار الفتوى لجمع النواب السنة يوم ٢٤ الشهر الجاري تجري تحت عنوان أن عقد الاستحقاق الرئاسي هو بأهمية اسم فخامة الرئيس العتيد . وهذا يعني ان دار الفتوى كما بكركي يعلنان ان الفراغ الرئاسي هو خطر سيادي وميثاقي ، ولا ينبغي جعله محل صراع سياسي ضيق ، ومحل تبادل للكمات السجال السياسي غير المسؤول.