يمتلك الملك تشارلز وجهات نظر خاصة بشأن العديد من الأمور والقضايا، من الزراعة العضوية إلى تغير المناخ والتعليم إلى الهندسة المعمارية الحديثة، ولسنوات رفض الملك الاحتفاظ بآرائه لنفسه كما ينص البروتوكول الملكي.
فقد تجاهل البروتوكول الذي يتطلب من العائلة المالكة البريطانية البقاء على الحياد، وكان وريث العرش يُطلق عليه سابقاً “الأمير المتدخل” لإعلانه وجهات نظره للمسؤولين المنتخبين في بريطانيا، ولإبداء رأيه في الأحداث العالمية، وفق تقرير نشره موقع “نيويورك بوست”.
وأحد تلك المواقف التي أبدى فيها وجهة نظره، كانت في آذار 2022، عندما وصف العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا علناً بأنها “عدوان وحشي”، منتقداً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتسببه في “معاناة مروعة ودمار”.
كذلك وفي زيارة ملكية إلى كندا عام 2014، قارن تشارلز، الرئيس الروسي بالزعيم النازي أدولف هتلر بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في آذار من ذات العام.
إلا أن أبرز تلك المواقف تمثل في عام 2015 عندما كشفت علناً سلسلة من الرسائل التي كتبها تشارلز إلى رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير ومشرعين آخرين بعد معركة قانونية استمرت عقداً من الزمان.
وتضمنت تلك الرسائل التي أطلق عليها اسم “مذكرات العنكبوت الأسود”، 27 رسالة 10 منها بخط يد الأمير.
ففي رسالة في الثامن من أيلول 2004، وصف تشارلز لبلير الزيارة التي قام بها للجيش في أيرلندا الشمالية، وانتقد استخدام رئيس الوزراء طائرة هليكوبتر من طراز لينكس البريطانية.
ووصفت تلك الرسائل بـ “العنكبوت الأسود” في إشارة إلى خط العنكبوتي لتشارلز بالحبر الأسود، رغم أن العديد من الرسائل مطبوعة مع بعض الملاحظات الشخصية بيد تشارلز.
في موازاة ذلك، في آب 2021، انتقد تشارلز علناً قادة الأعمال في البلاد، قائلاً لهم إن عليهم بذل المزيد من الجهد لإنقاذ الكوكب “قبل فوات الأوان”.
وأضاف أن, “الأمل الوحيد” للبشرية هو أن تنضم نخبة رجال الأعمال في العالم إلى القادة في جميع أنحاء العالم في “المعركة الملحمية” لتجنب كارثة المناخ”.
وعلى الرغم من آرائه العامة بصفته أمير ويلز، قال تشارلز إنه وعد بالاحتفاظ بآرائه لنفسه بمجرد أن يصبح ملكاً.
وقال لشبكة “بي بي سي” في 2018 خلال فيلم وثائقي بمناسبة عيد ميلاده السبعين، إنه سيتوقف عن التحدث علنا بمجرد أن يصبح ملكًا.
إلا أن خبيراً ملكياً واحدًا على الأقل يعتقد أن جميع آرائه حول البيئة والجيش والهندسة المعمارية، من بين أمور أخرى تبين أنها صحيحة.
يشار إلى أن تشارلز البالغ من العمر 73 عاماً، نصب رسمياً ملكاً للمملكة المتحدة، خلفاً لوالدته الملكة إليزابيث الثانية التي توفيت يوم الخميس الماضي