دخلَت سوق الدّولار المُوازية مرحلةً جديدة من “التّصفيات”، إذ كشفت المعلومات عن بروزِ صراعٍ كبيرٍ على النفوذ في السوق بين عددٍ من الصرّافين الكبار.
أبرز فصولِ “التّصفية” بين الصرّافين هو إشكالٌ حصلَ ليل أمس السبت في منطقة الشيّاح أمام مكاتب أحدى الصرّافين المنطقة. في الشكل، قد يعتبرُ الإشكالُ مألوفاً نظراً لما تخلله من تطورات، إذ شهدَ تضارباً وإطلاق نار مثلما يحصلُ في أي نزاعٍ بين طرفين أو مجموعة من الشُّبّان. غير أنّ الحقيقة تكمُن في مكانٍ آخر تماماً، فما حصلَ في الشيّاح يحملُ قصة مختلفة تماماً عن أي إشكالٍ آخر.
ماذا جرى؟
خلال ساعات ليل السبت – الأحد، وقع إشكالٌ بين عدد من الشبان وتحديداً قرب محل “مرمر” للصيرفة.
تقولُ المعلومات إنّ أحد أبرز الصرّافين في السّوق الموازية ويُدعى علي نمر الخليل، أقدم برفقةِ مجموعةٍ من المُسلّحين على إطلاق النار بشكل كثيف جداً في شارع أسعد الأسعد قرب محل الصيرفة المذكور أعلاه، وذلك على خلفية خلافٍ معه.
حتماً، الأمرُ قد ينتهي هنا بالنسبة للبعض، لكنّه كشف عن أمورٍ أكبر، إذ تبيّن أن الصراع بين الخليل ومرمر يرتبطُ بالتسابق نحو السيطرة على سوق الدولار والتّحكم بها، في حين أن المصادر تشير إلى أنّ الخلاف ارتبط بسبب تعاملات ماليّة ترتبطُ بصرافة الدولار بالدرجة الأولى.
المشهدُ الذي حصل في الشيّاح، أمس السبت، قد يتكرّر في أي منطقةٍ ينشطُ فيها صرّافو السوق الموازية. فمن جهة، يكمنُ التنافس بين هؤلاء من حيث التسعيرة، ومن جهة أخرى يبرزُ الهدف الأساسي في إحكامِ السيطرة على السوق وفرض التسعيرة التي يجدها الصرافون مناسبة لمُراكمة الأرباح.
وحتى الآن، فإنه لا معلومات عمّا إذا كان علي نمر الخليل قد تمّ توقيفهُ عقب حادثة أمس أم لا. إلا أنه في حالِ لم يتحقق ذلك (أي التوقيف)، فإنّ الأمور ستكشف عن مُعضلة كبيرة، أساسها تركَ صرّافين يتحكمون بالسوق، بقوّة السلاح وغيرها.