يندلع في هذه الأثناء حريق في مكب النفايات القديم في #طرابلس الذي يرتفع 40 متراً والذي يشرف على المرفأ. وتتصاعد سحب الدخان الأسود الكثيف من الحريق فيما تحاول طوافات الجيش اللبناني إخماده بعد تعذّر وصول سيارات الإطفاء إلى أعلى الجبل.
والمكب مغلق منذ 2018، بعد أن تجاوز ارتفاعه 40 متراً، وسط تحذيرات من تأثيرات خطيرة للانبعاثات الصادرة منه سواء من “العصارة السائلة” أم غاز الميثان الناجم عن التفاعلات في جوفه. ويشكو أهالي طرابلس بصورة دائمة من الروائح الكريهة عندما يتمّ “تنفيس المكب” لتخفيف كمية الغازات فيه.
من جهته، أكد حسن غمراوي رئيس اتحاد بلديات الفيحاء أنه تواصل مع الجيش اللبناني من أجل الاستعانة بطوافات مروحية لإخماد الحريق الذي اندلع في المكب القديم، لأن سيارات الإطفاء التي لدى الاتحاد قامت بدورها في إطفاء الحريق في الأطراف، ولا يمكنها بلوغ أعلى الجبل.
وقال محمد نور الأيوبي رئيس لجنة البيئة في بلدية طرابلس لـ “المفكرة” إنه بعد التواصل مع رئاسة اتحاد بلديات الفيحاء اتضح أنّ “الجيش كان يجري مناورة في المكب وأدت شرارات صادرة عن بعض الدبابات إلى اندلاع حريق في العشب اليابس”. ورجح أن تكون الرياح سبباً إضافياً في تمدد الحريق.
ورداً على سؤال عن سبب تأخر معالجة المكب القديم رغم التحذيرات الدائمة من مخاطر اشتعاله بسبب انبعاثات غاز الميثان في جوفه، قال غمراوي: “أرسلنا كتباً بصورة متكررة لكل من مجلس الإنماء والإعمار ورئاسة الحكومة للإسراع بتطبيق خطط معالجته، وما زلنا ننتظر التحرك”.
وبعد إقفال “مكب النفايات القديم”، انتصب مكب جديد إلى جانبه وعلى البحر مباشرة، يعتمد أسلوب الطمر أيضاً، مما يفتح الباب أمام نشوء جبل آخر من النفايات على شاطئ المتوسط في السنوات المقبلة.
وعام 2020، كلفت نقابة المهندسين في طرابلس فريق خبراء بالكشف على المكب المغلق، وحذر هؤلاء من خطورة استمرار الانبعاثات على الحياة البحرية والبشرية، بالإضافة إلى مخاطر وقوع انهيارات. وتم إرسال التقرير إلى كافة الجهات المعنية من دون أن يلقى آذان صاغية لبدء المعالجة العلمية.