مع تردّد أصداء أنباء وفاة الملكة إليزابيث الثانية في جميع أنحاء العالم، حيّر عنوان رئيسي نشرته صحيفة ديلي ميل حصريا كثيرين، وكان “أبلغ مربي النحل الملكي نحل الملكة أن الملكة ماتت وأن الملك تشارلز هو سيدها الجديد في تقليد غريب يعود إلى قرون خلت”. وتناول القصة دانيال فيكتور في مقال في نيويورك تايمز.
ويطرح هنا تساؤل: هل كان النحل بحاجة إلى إخبارها بشؤون الإنسان؟ هل سيكون لديها أي نوع من الآراء حول هذا الموضوع؟
أخبر مربي النحل الملكي في القصر جون تشابل (79 عاما) ديلي ميل كيف سافر إلى قصر باكنغهام وكلارنس هاوس الجمعة الماضي بعد أنباء وفاة الملكة لتنفيذ الطقوس، حيث وضع شرائط سوداء مربوطة في أقواس على خلايا النحل، موطن عشرات الآلاف من النحل، قبل أن يخبرها أن سيدتها ماتت وأن سيدًا جديدًا سيكون هو المسؤول من الآن فصاعدًا.
ثم حث النحل على أن تكون جيدة مع سيدها الجديد.
ترتكز هذه الطقوس الغريبة على “خرافة قديمة” مفادها أن عدم إخبار النحل بتغيير المالك سيؤدي إلى عدم إنتاج النحل العسل، وترك الخلية أو حتى الموت.
لكن بعض مربي النحل مدعومين من قبل مؤرخي الفولكلور يقولون إن “إخبار النحل” ممارسة معتادة تعود إلى قرون.
وقال مارك نورمان، عالم الفولكلور ومؤلف كتاب “النحل والعادات الأخرى.. فولكلور الحرف الريفية” إن “إخبار النحل” عادة تمارس في بريطانيا وأجزاء أخرى من أوروبا.
وينص التقليد على أن النحل كأعضاء في الأسرة يجب أن تكون على علم بأحداث الحياة الرئيسية في الأسرة، خاصة المواليد والوفيات.
وكان النحالون يطرقون كل خلية، وينقلون الأخبار، وربما يغطون الخلية بقطعة قماش سوداء خلال فترة الحداد. وقال نورمان إن هذه الممارسة شائعة في بريطانيا ولكنها موجودة أيضا في الولايات المتحدة وأجزاء أخرى من أوروبا.
وقال ستيفن فليمنغ (يربي النحل منذ 25 عاما، ورئيس التحرير المشارك لمجلة “بي كرافت”، وهي مجلة لمربي النحل البريطانيين) إنه قام ذات مرة بأداء التقليد بعد وفاة صديق، قال إنه ذهب إلى نحلات الصديق، وطرق بهدوء خلايا النحل وأخبرها بالأخبار.