خاص الهديل –
لا يوجد حتى اللحظة اية ضمانات بخصوص ما سيكون عليه الوضع بعد ليلة ٣١ تشرين اول ٢٠٢٢.
هناك العديد من السيناريوهات المحتملة؛ ومنها التالية :
– سيناريو عدم خروج الرئيس عون من قصر بعبدا؛ بحجة أنه لن يسلم البلد لحكومة غير فعلية أو غير اصيلة ، الخ..
وبمقابل هذا السيناريو هناك من يطرح حلا ، ومفاده انه حتى يخرج عون من القصر الرئاسي، لا بد من تشكيل حكومة قبل ليلة ٣١ تشرين اول ، وحينها تنتفي حجة عون التي يبرر بها بقائه في بعبدا !!.
ولكن هذا الحل ليس بتناول اليد، وذلك لعدة اسباب ، اهمها معارضة الرئيس نبيه بري لفكرة تعويم الحكومة من خلال إضافة ٦ وزراء دولة إليها. أضف الى ان الرئيس ميقاتي رغم حماسه “لتشكيل حكومة” أو “تعويم حكومته الحالية” الا انه لن يقبل بحكومة تتشكل من “ببنية وزارية باسيلية ( نسبة لجبران باسيل) ضاربة” .
– سيناريو يتكهن بأن الرئيس عون سيتجاوز الدستور ويدعو لتشكيل حكومة عسكرية والبعض يقول حكومة برئاسة شخصية مقربة منه، الخ..
وهذا السيناريو يفترض ان عون سيستسهل خرق الدستور. ورغم أن هذا السيناريو لا يبدو واقعيا الا انه مطروح فوق طاولة القلق مما قد يفعله الرئيس عون ليلة ٣١ تشرين أول .
– سيناريو ثالث وهو الأخطر، عنوانه ” الشارع “؛ أي ان تخرج ليلة ٣١ تشرين اول، مظاهرات عونية شعبية، تقصد مدخل قصر بعبدا ، وتقيم هناك مخيمات تحت عنوان البدء بإعتصام مفتوح لمنع الرئيس عون من الخروج من بعبدا ؛ وسيتم تبرير ذلك بأن ما جرى ضد عهد عون كان انقلابا سياسيا فعليا، وانه يجب الرد على هذا الانقلاب بعدم تسليم القصر ” للانقلابيين ” الذين منعوا عون من الحكم، والمقصود هنا : الرئيس بري ووليد جنبلاط ومعهما الرئيس ميقاتي!!.
هذا السيناريو يتصور مصممونه على انه سيحقق عدة أهداف كبرى :
الهدف الاول – سيشد من عصب الحالة العونية التي قد تتعرض للتشتت في حال خرج عون من بعبدا وسط فرح شعبي لبنان عام يعم الشوارع والمدن والبلدات اللبنانية . كما ان نصب خيم واعلان اعتصام مفتوح سيعيد الحالة الشعبية العونية للحظات كان عون متخندق في قصر بعبدا ايام صراعه مع السوريين نهايات تسعينات القرن الماضي. بمعنى أخر ستعيد الحالة الشعبية العونية إلى لحظة قوتها وجاذبيتها الأهم في كل تاريخها؛ وهي اللحظة المسماة داخل البيئات العونية “باللحظة الثورية”..
الهدف الثاني هو إعطاء فرصة لجبران باسيل كي يتزعم اللحظة الثورية الثانية في تاريخ العونيين؛ مما يعطيه شرعية ميدانية وتاريخية كي يؤكد مكانته كخليفة لمزايا الجنرال عون المحبوبة مسيحيا، وليس كخليفة لجنرال عون الرئيس الفاشل والمهزوم .
الهدف الثالث هو المطالبة باسم المسيحيين بتعديل الطائف أو تغييره ؛ بمعنى اخر القول بأن البلد يذهب لدولة فاشلة بسبب ان نظام الطائف لم يعد قادرا على العمل وليس لأن الدولة سقطت بفعل فشل العهد وحلفائه. وهنا، يوحد من يعتقد بأن حزب الله قد يلاقي التيار العوني عند نقطة زمنية معينة لينضم اليه بالمطالبة بتغيير أو تعديل الطائف.
..وكل الفكرة هنا كما هي مطروحة داخل التيار العوني ، تقول التالي : لقد فشلوا عهد عون ، ويجب الرد بإسقاط نظام الطائف، وليس أقل من ذلك ..
والواقع أن “سيناريو الشارع ” ينطوي على مخاطر الانزلاق إلى صدام مسيحي – مسيحي؛ وايضا ينطوي على خطر الإنزلاق إلى صدام مسيحي إسلامي.
.. هذا السيناريو ( الشارع )، سيأخذ لبنان الى نفس حالة العراق بالشكل ، حيث هناك نزل التيار الصدري إلى الشارع بعد انسحاب نوابه من البرلمان ، وهنا في لبنان سينزل التيار العوني إلى الشارع، بعد إنسحاب وزرائه من الحكومة. وفي العراق اقتحم التيار الصدري البرلمان ونصب خيما حول المنطقة الخضراء التي هي رمز مقار الدولة؛ وهنا في لبنان سيتم بموجب “سيناريو الشارع” الاعتصام في القصر الرئاسي الذي هو رمز الدولة . وفي العراق، أدى حراك الصدر واستمرار الخلافات الحزبية إلى الفراغ المستمر؛ وفي لبنان فإن سيناريو الشارع سيفاقم الخلافات الحزبية ، لن يقود الا إلى إستمرار الفراغ.