خاص الهديل:
في مشهد بات يتكرر في حياة اللبنانيين وللمرة الرابعة، مشهد حوادث اقتحام المصارف في لبنان من قبل أشخاص يطالبون بالحصول على جزء من مدخراتهم تحت تهديد السلاح.
اذ دفعت الأزمات المتراكمة والمتداخلة في لبنان كثير من الأسر الى النضال من أجل البقاء, لكن ما نراه اليوم هو ليست استسلاما للوضع، لكنه يعبر عن انه لم يعد لدى اللبناني شيئا يخسره, أمام هذا الواقع المرير, بحيث لم يتركوا السياسيون والمصارف حلولا لسحب ودائعنا.
مشاهد ليست من فيلم ولا من مسلسل.. اقتحامات بالجملة على المصارف وكأنه هو السبب بالذي وصلنا اليه، ما ذنب الموظفين العاملين في المصرف؟ والأشخاص الموجودون فيه!؟ ما ذنبهم يعيشون حالة من الرعب و الهلع بسبب هذا الفلتان الامني؟ هل الموظف هو الذي أخذ قرار الامتناع عن الدفع؟ فهو مواطن لبناني مثل كل اللبنانيين يعاني الازمة الاقتصادية والمعيشية، الا ان المصارف ليست الوحيدة المسؤولة عن ودائع المودعين انما الطبقة الحاكمة هي والمماطلة والتعذر عن الدفع هو ما دفع بسالي حافظ لاقتحام بنك لبنان والمهجر، وكما شهد “بنك ميد” أيضاً في بلدة عاليه، عملية اقتحام من قبل شاب يدعى رامي شرف الدين، وهو يملك وديعة رفض المصرف تسليمه جزء منها، فما كان منه إلا أن توجه إلى سيارته وجلب سلاح صيد، سمح للعملاء بمغادرة المكان، وبدأ التفاوض مع وكيل داخلية عاليه في “الحزب التقدمي الاشتراكي”.
وانتهت عملية اقتحام “بنك ميد”، بحصول شرف الدين، الذي يملك مطعما في البلدة، على 30 ألف دولار من وديعته.
مشهد اقتحام المصارف اللبنانية، تكرر أيضا في 11 آب/ أغسطس الماضي، حيث دخل شخص يدعى بسام الشيخ، إلى مصرف “فدرال بنك” وبحوزته سلاحا حربيا وقارورة من مادة البنزين، سكبها على نفسه وفي أرجاء المصرف، مهدداً بإشعال المكان في حال لم يحصل على أمواله، وبالفعل استلم جزءا منها، قبل أن يسلّم نفسه الى القوى الأمنية، ليعاد إطلاق سراحه فيما بعد.
واليوم.. الحكاية نفسها تتكرر!! اذ دخل أحد المودعين برفقة شخص آخر إلى “بنك
بيبلوس” في الغازية، وعمد إلى تهديد الموظفين بسلاح حربي وسكب مادة البنزين، وهدّد بحرق الفرع في حال لم يحصل على وديعته.
تحتجز المصارف اللبنانية أموال المودعين لديها من لبنانيين و أجانب من عام ٢٠١٩، وتفرض قيوداً مشددة على السحوبات لاسيما بالعملات الأجنبية.
لكن الى متى سيبقى يتكرر هذا المشهد البوليصي؟